التّعريف بالشّاعر محمود درويش الشّاعر الفلسطينيّ محمود درويش هو أحد أبرز الشُّعراء العرب عامّة والفلسطينيّين خاصّة، والمعروف بأشعاره الوطنيّة والقوميّة الممزوجة بالحبّ والمُلازِمة له عند ذكر اسمه، كما يُعدّ درويش أحد الشُّعراء الذين أضافوا إلى الأدب العربيّ الحديث خاصّة في جانب الدّلالات الرّمزيّة فيه،[١] حيث كانت قصائده على قدر عالٍ من الأدب الرّفيع بالإضافة إلى أنّ كان ناقداً جيّداً، وعَمِل كذلك صَحَفيّاً لدى العديد من المجلّات، فكانت له الكثير من المقالات المُختلفة فيها والتي دائماً ما كان يتخلّلها مُفردة الوطن وكُلّ ما يرتبط بهذه المُفردة من الحبّ، والحنين، والقضيّة، والأدب، والنّقد،[٢] لذا تمّت ترجمة قصائد درويش إلى لغات مُختلفة، ومن الجدير بالذِّكر أنّه قد حصل على العديد من الجوائز، مثل: جائزة الّلوتس، وجائزة ابن سينا، وجائزة لينين، والعديد من الجوائز الأخرى العالميّة، والأوسمة.
تعليم محمود درويش وأولى خطواته في الشِّعر كان محمود درويش أثناء مرحلته التّعليميّة المدرسيّة مُتفوّقاً في دراسته، وكانت بوادر اهتمامه في الأدب العربيّ واضحة في تلك الفترة؛ فكان يُكثر من المُطالعة في الأدب، ويحاول كتابة الشِّعر، ومن الجدير بالذِّكر أنّه قد اعتنى بالرّسم كموهبة كان يمتلكها في ذلك الحين، إلّا أنّه توقّف عن مُمارستها لما تحمله من نفقات ماديّة لا يستطيعها والده، أمّا دفاتر الكتابة التي يملكها فكان يحصل عليها بصعوبة، فكيف بتكاليف أدوات الرّسم؟، ومع أنّ ذلك أحزنه إلّا أنّه انتقل للشِّعر كجانب آخر يُعوّضه عن الرّسم الذي كان يُحبّه، فالشِّعر لا يحتاج ما يحتاجه الرّسم من النّفقات، وهكذا كانت أولى تجارب درويش في كتابة الشِّعر، من خلال سرده عواطف الطّفولة ومشاعرها، بالإضافة إلى محاولاته في الكتابة عن أمور أكبر من طاقته كطفل.[٥] كان لبعض مُعلّمي درويش دور بارز في تشجيعه على الكتابة، ولذلك بقي مديناً لهم بالعرفان والجميل حتّى آخر عمره، خاصّة أولئك الذي ساعدوه في بدايته الشِّعريّة، وكان قد ذكر منهم معلّمه “نمر مرقس” كأحد الذي قدّموا له العون في مرحلته تلك، واستمرّ محمود درويش في تعلميه حتّى أكمل الثّانويّة العامّة لكنّه لم يستطع إكمال مسيرته التّعليميّة الجامعيّة، فانتقل إلى العمل ككاتب في الصُّحف والمجلّات كمهنةٍ يحترفها، فعمل في صُحف الحزب الشّيوعيّ، بالإضافة إلى عمله في مجلّة الفجر الأدبيّة، وفي عام 1970م انتقل درويش مُسافراً إلى مُوسكو لإكمال تعلميه الجامعيّ، ثمّ انتقل عام 1971م إلى القاهرة، فمكث فيها سنوات قليلة، وبعد ذلك سافر إلى العديد من الدّول الأوربيّة والعربيّة، وحصل فيها على مناصب رفيعة في الجانب الإعلاميّ والسّياسيّ لكونه أحد أهمّ شعراء فلسطين.[٥] عمل محمود درويش والمناصب التي شغلها عمل محمود درويش في مناصب مُختلفة أولّها في التّحرير لدى مُختلف الصُّحف العربيّة مثل جريدة الاتّحاد لحزب “راكاح”، كما كان له عضويّة فيها منذ 1961م، بالإضاقة إلى أنّه عمل مُحرّراً في بيروت مع مجلّة الشّؤون الفلسطينيّة حتّى عام 1982م، ثمّ أصبح رئيساً للتحرير في قبرص لمجلّة الكرمل المُسّماة باسم “نيقوسيا”، ومن الجدير بالذِّكر أنّ مجلة الكرمل الفلسطينيّة كانت قد أُسِّست عام 1981م وكانت تشمل كافّة الجوانب الأدبية، بالإضافة إلى اعتنائها بالفنون الأدبيّة جميعها، لذلك حظيت بشعبيّة كبيرة في كافّة دول العالم وعند مُختلف التّيارات الفكريّة.[٦][٧] اعتُبرت مجلّة الكرمل ناشطة في جانب نقل التّراث العالميّ إلى الّلغة العربيّة من خلال عمليات التّرجمة للقصص، والرّوايات، والمقالات، والشِّعر، والتي شارك فيها العديد من مُترجمي الوطن العربيّ، من سوريا، والمغرب، وتونس، ومِصر، وفلسطين، كما امتلكت في حصيلتها أثناء الثّلاثين عاماً تسعين عدداً مُختلفاً، وساهمت في فتح أبواب البحث العلميّ والتّعريف بمجموعة من الأدباء، والمُفكّرين، والمُحاضرين من شتّى جامعات العالم، وقد واصل درويش عمله في الصّحافة حتّى عام 2002م، وكان إلى جانب عمله فيها يكتب المقالات على اختلاف أنواعها،[٦][٧] ومن المناصب التي شغلها درويش كذلك رئاسة رابطة الكُتّاب والصّحفيّين الفلسطينيّين.[٨] آثار محمود درويش الشِّعريّة تحظى أشعار محمود درويش بانتشار واسع لما زاره من مُختلف دول العالم، ولأنّ دواوينه ساهمت في إضافات عديدة للأدب العربيّ بشكل عامّ والأدب المُعاصر بشكل خاصّ فتلقت رواجاً كبيراً لدى فئات وأجيال مُختلفة، وكانت منهلاً للدّارسين في الأدب، وكلمات يُستطاب غناؤها لدى الفنانين،[٩] وفيما يلي الدّواوين الشِّعريّة لمحمود درويش:
أبيات شِعريّة لمحمود درويش من قصيدة أحِنُّ إلى خُبز أُمّي:[١٣] أحِنّ إلى خبز أمّي و قهوة أمّي و لمسة أمّي و تكبر في الطّفولة يوماً على صدر يوم وأعشق عمري لأنّي إذا متّ، أخجل من دمع أمي!
Discussion about this post