لم تكن الأجواء التي يعيشها بلدنا واهلنا نتيجة إنعكاسها عن واقع نعيشه بتفاصيلنا سواءا أكان اقتصادي او ثقافي او اجتماعي أو سياسي و إنما كان نتيجة تقاطعات ما بين تضليل إعلامي كبير مترافق بسياسات دولية متناغمة من عقوبات وحصارات و اخبار و بتناغم مع قرارات متراكمة تسير في رحاب التهويل و التخويف و الكل يسعى لغايته وهي السلطة للوصول لسلطة المال و لقتل بقايا الفكر الداعم للعدالة الإجتماعية و سلطة القانون والتأطيرات و المنظمات و روحانيات الأديان وهي نواتج ما سمي العولمة والذي كانت جسر عبور للوصول للامركة المطلقة ولنكون ضمن قطيع التقبل المبرمج للتوحش الامريكي والذي لن يستثني أحد و إنسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقات العالمية وتمردها على القرار الدولي وآخرها الإنسحاب من منظمة الصحة رسالة واضحة لدولة لا يهمها سوى توازنها الداخلي مقابل الاستمرار بالاستعباد والاستلاب والنهب والتفوق العالمي لدولة لا تؤمن بالأصدقاء او الحلفاء وإنما بالأزلان والادوات لكل دوره وفي ظل الفوضى العالمية هي الاقوى والمتفوقة دوما وكان اهم اهدافها اجتثاث الافكار المخالفة وهو ما وجدناه بيوغسلافيا والعراق وافغانستان و غواتيمالا و ما وجدناه عبر ادواتهم بكل تخندقاتها وما زلنا بسورية وسط رؤية التحكم بطرق الطاقة ومنابعها للتحكم بشريان ودم النمو العالمي وسط هذه الظروف كانت حرب التدمير و الاستنزاف والتي تجاوزناها بتوافق جيش صامد وشعب صبور لا يستسلم رغما من سياسات اقتصادية اجتماعية لا تناسب الواقع ولا الإمكانات وسط غاية الوطنيين الشرفاء الاهداف الكبرى ومن ثم السير للإصلاح و للإحاطة بالفساد والذي زاد عشرين ضعف وسط وقاحة و علنية كبرى فاللعب بسعر الصرف والدولرة و محاربة الليرة بدأت منذ بدء الاحداث وسط تخبط مقصود ولن ندخل بسيرورة السلوكيات و السير عكس التيار وإنقاذ الدولار ومن يقتنوه منذ البدء عندما كان بهبوط وانحدار بعد وصوله لفوق ال٣٠٠ ولياتي قرار رفع دولار التصدير و كذلك بعدما تجاوز ال ٦٠٠ ليتغير الحاكم و ليثبته بسعر ٤٣٠ ليرة علما انه كان بالحر ٣٧٠ ولياتي تصريحه الخطير سنحمي من احتفظ بالدولار وكذلك إن اردنا جعلناه ب ٢٠٠ ليرة و ليأتي الجديد وسط صمت على مبدأ الصمت أقوم واسلم في حين أعداء الوطن يلعبون على المضاربات الفييسبوكية ومن بعض حوانيت الحدود و ليترافق اللعب برفع مستمر للأسعار للتجويع المقصود لغايات لا يحملها اي وطني وسط تقويض الدور الواجب للحكومة و لأذرعها وهي استمرارية لرؤية احتكار الموارد الاقتصادية والتحكم بها وتقويض دور الحكومة وهو ما انعكس على نفسية اغلب الشعب والذي اوصله التضخم لحدود الفقر المدقع وسط ذهول وتهويل إعلامي ووسط تصدي مميز للكورونا و حواجز في وجه التصدي لاخطبوطات الإفساد والذين استغلوا الظروف سابقا لزرع ادواتهم في مفاصل التحكم بالحياة الاقتصادية والاجتماعية
عبر تعيينات ولائية وعبر تقويض دور الاحزاب ومنها البعث والمنظمات والتي تحول دورها لخدمة الكبار وخاصة الحيتان وسط ذهول وخوف وترقب وما زال وسط سلوكيات عجزت عنها دول العدوان وتفشي ظلام مخيف رهيب بانتظار المجهول المخيف ووسط تصرفات وسلوكيات غريبة من الجميع.
اللعب على وتر التجويع مترافقا مع التهويل والتضليل الاعلامي قد يكون صنع غيوم سوداء ولكنها لن تمطر إلا نورا مترافق بغيث مخضوضر لبلدنا ولشرفاءها ولكن لا امل بلا عمل وإن كانت سيرورة ما وصلنا له
فالعلاجات في سياقها و السرعة بالترميم وليس التسرع قد يقوض مآرب و غايات الدواعش والأعداء.
بالأمس تكلم وزير حماية المستهلك حول إمكانية التموين من وزارته لفشلهم وفسادهم والاستعانة بلجان اهلية وهو تصريح جريء واعتراف قوي ولكننا بانتظار الفعل.
بالمقابل تسرب عن قانونين للاسعار الرائجة للعقارات و لتسعير السيارات.
ولاستمرار جبي الضرائب والرسوم والتي تمر من دون كابح او رادع وكان الموضوع التمرير لوزارة كانت عوائدها من الطاقات الإنتاجية لتصبح جباية وتكريس التضخم المخيف.
وسط سياسات مالية ونقدية يعجز أفهم خبراء الاقتصاد عن فهمها من حيث الهدف البناء وواقعيتها و غايتها .
في بلد مر بأصعب ازمة وسط قرارات وتصريحات تازيمية.
ولكن رغما من كل ذلك فالأمل متواجد وبقوة لبلد لا يطلب شعبه إلا العدالة والمساواة حتى بالفقر و بعدم محاباة المال الاسود و باحترام من ضحى بدمه و بجسده و بسد كل الذرائع ضمن إمكاناتنا وضمن حصارنا من الغريب والقريب.
ووسط مطالب غريبة لبلد كان متراس مواجهة مشاريع غايتها بلدانهم وودولهم.
مشروع وطني يحيط بالفساد عبر الشروع بالإصلاح الإداري الحقيقي المنطلق من تعيينات اساسها الكفاءة والنزاهة و التاريخية الوطنية والولاء للوطن ومؤسساته مؤكدا سيكون نفق النور.
شعبنا يراعي ظرف بلده ولا يطلب اكثر من إمكاناتها
الامل كبير وستنقشع الغيوم السوداء ليعم النور عبر نفق ولو ضاق ولكنه سيكون.
Discussion about this post