صارَ كُفْرَاً ماأَراهُ طَغَىٰ
فِي بِلادِ الْعُرْبِ وَانْتَشَرَ
وَاعْتِلالٌ فِي سَجِيَّتِها
ما أَذَلَّ الْقَوْمَ وَاحْتَقَرَ
أَوْهَتِ الْعاهاتُ عَزْمَهُمُ
فَانْتَهَتْ أَحْلامُهُمْ كَدَرا
أَقْرَأُ التَّارِيْخَ أَسْبُرُهُ
لَا فَخاراً فِي الَّذِي ذُكِرَ
جُلُّ ما فِي السِّفْرِ مِنْ أَثَرٍ
كَانَ فِي التَّأْرِيْخِ مُبْتَكَرا
خَطَّهُ السُّلْطانُ مَعْ عَسَسٍ
يَبْتَغِي التَّأْلِيهَ وَالْقَدَرَ
أَيُّ فَخْرٍ وَالْوَرَىٰ فِرَقٌ
مُنْذُ فَجْرِ الْعُرْبِ قَدْ فَجَرَ
سَلَّمَتْ بِالْخُلْفِ تَزْرَعُهُ
حُنْكَةُ الْواشِي وَما سَتَرَ
وَاسْتَناخْتْ بَعْدَمَا وَهَنَتْ
لِلَّذِي قَدْ دَسَّ وَاحْتَفَرَ
مِنْ فِرَنْجٍ بانَ مَكْرُهُمُ
فَاسْتَذَلُّوا الْأَ رْضَ وَالْبَشَرَ
فِي بِلادٍ تُرْبُها ذَهَبٌ
وَالنَّدَىٰ مِنْ رَحْمِها انْفَجَرَ
أَنْبُشُ التَّارِيْخَ أُخْبِرُكُمْ
مَاالّذِي أَوْدَىٰ بِنا وَزَرَىٰ :
قِيْلَ إِنَّ الدِّيْنَ أَلَّفَنا
فِي رِحابِ اللَّهِ وَاقْتَدَرَ
وَانْبَعَثْنا أُمَّةً صَلُحَتْ
مِنْ لَدُنْها النُّورُ قَدْ بَهَرَ
فَارْتَوَتْ مِنْ فَيْضِهِ أُمَمٌ
وَابْتَنَىٰ الإِنْسانُ وَابْتَكَرَ
مادَهانا بَعْدَ نُصْرَتِنا
إِذْ وَهَىٰ الإِيْلافُ واَحْتُضِرَ
ثُمَّ قامَتْ لِلرَّدَىٰ بِدَعٌ
بَلْ فِئاتٌ تَرْتَئِي وَتَرَىٰ
أَنَّهَا مِنْ نَسْلِ مَفْخَرَةٍ
فِي حِماهَا الْوَحْيُ قَدْ ظَهَرَ
وَانْبَرَتْ لِلْخَصْمِ تُقْنِعُهُ
كَمْ أَتَىٰ فِي الآيِ مانَصَرَ
وَالْإِمامُ الْكُفْءُ مِنْ دَمِهَا
أَوْ فَلَنْ تُبْقِي وَلَنْ تَذَرَ
حَتَّى أَفْنـَى الْأَهْلُ بَعْضَهُمُ
فِي ضِرامٍ شَبَّ وَاسْتَعَرَ
ثُلَّ عَرْشُ الْعُرْبِ بَعْدَ إِذٍ
وَالْوَنَىٰ قَدْ غالَهُمْ زُمَرا
فَاسْتَبَى الطُّورانُ مَجْدَهُمُ
وَالْفُراتُ الْبَحْرُ قَدْ غَمَرَ
كَمْ بَغَىٰ فِي دارِنا قَزَمٌ
وَاسْتَباحَ العِرْضَ وَالْغُيُرَ
بَعْدَ أَتْراكٍ وَجَهْلِهُمُ
وَاتِّفاقٍ زَلَّ وَاقْتَسَرَ
لَمْ نَزَلْ مَوْتَىٰ بِطَعْنَتِهِ
نَرْتَضِي فِي الْعَيْشِ ما قَهَرَ
كُلُّ يَوْمٍ فِيْهِ فاجِعَةٌ
فَالرَّزايا أَصْبَحَتْ قَدَرا
لِمْ يُوَحِّدْ صَفَّنَا أَلَمٌ
وَاسْتَسَغْنا الذُّلَّ وَالْغَرَرَ
سَادَ مَالْأَخْلاقُ تَرْفُضُهُ
وَالسَّجايا وَالَّذِي فَطَرَ
فِي الْعُلا مَنْ جَدَّ جِدُّهُمُ
فَالْمَعالي تاجُ مَنْ قَدَرَ
إِنَّ مـَنْ وَلَّتْ حَمِيَّتُهُ
غَابَ عَنْهُ الْمَجْدُ وَانْدَثَرَ
Discussion about this post