لطالما ارتبط مفهوم الظلام بالخوف لدى الكثيرين منا، ولكن في عالم يعاني بشكل متزايد من خطر الضوء غير الطبيعي، يُعد الظلام مثاليا للنضال من أجله.
ويكمن هذا الاعتقاد الأساسي في قلب الجمعية الدولية للسماء المظلمة (IDA)، وهي منظمة غير ربحية للحفاظ على البيئة تتولى حماية بيئة الليل المظلمة بشكل طبيعي، والدفاع عنها من اضطرابات التلوث الضوئي الاصطناعي.
وكجزء من هذه المهمة المستمرة، أعلنت المنظمة للتو أن جزيرة نيوي الصغيرة في جنوب المحيط الهادئ، هي أول دولة تُعتمد رسميا كموقع دولي بسماء مظلمة.
ويقول فيليسيتي بولين، الرئيس التنفيذي لـ Niue Tourism (نيوي السياحية): “إن سكان نيوي يشعرون بالفخر والسعادة لأنهم حصلوا على هذا التقدير الهام من جمعية السماء المظلمة الدولية. أن تكون أول دولة كاملة تصبح أمة ذات سماء مظلمة، يعد إنجازا ضخما لدولة صغيرة في المحيط الهادئ، يبلغ عدد سكانها نحو 1600 نسمة”.
وتعد المواقع الدولية ذات السماء المظلمة مساحات معترف بها لسياسات الإضاءة المسؤولة، التي تحافظ على بيئة الليل مظلمة بشكل طبيعي. وهناك أكثر من 130 من هذه المواقع المظلمة المعتمدة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الحدائق والمحميات والمجتمعات المحلية، ولكن لم يسبق أن مُنح هذا الشرف لبلد كامل مثل ما يحدث الآن.
ولا يوجد نهاية للبحث العلمي الذي يرسم الآثار السلبية للتلوث الضوئي، سواء على الحيوانات أو النباتات أو صحة الإنسان.
ويعد الانتشار الضار للضوء الكهربائي سيئا للغاية، لدرجة تقدير أن نحو ثلث البشرية لم يعد بإمكانه رؤية درب التبانة. وفي السنوات الأخيرة، تفاقمت المشكلة فقط من خلال ظهور مصادر المدار الأرضي المنخفض للتلوث الضوئي.
لذا، فإن دور IDA في زيادة الوعي بسماء الليل الطبيعية، وما ينبغي أن نتمكن من رؤيته عبرها، هو تفويض مهم – حتى لو لم يكن لتعيين الأماكن المظلمة الدولية أي نوع من التأثير القانوني، فهي أكثر لقب شرفي من أي أمر آخر.
وفي حالة نيوي، تعهدت الحكومة بالإدارة المستمرة للحفاظ على سماء البلاد المظلمة، بما في ذلك الجهود المبذولة لاستبدال أضواء الشوارع في الجزيرة بأكملها وتحديث الإضاءة المحلية، كإجراءات للقضاء على التلوث غير الضروري للضوء.
المصدر: ساينس ألرت
Discussion about this post