الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يورط كندا واليابان ودول الاتحاد الأوروبي في حرب تجارية (رفع الرسوم الجمركية..) وهذا ما ظهر من القمة التي تم عقدها في كندا (مقاطعة كيبك في الجمعة الاولى من الشهر الحالي) للدول الصناعية السبع، وسبق أن فعل الشيء نفسه مع الصين ومع العديد من دول أمريكا اللاتينية. السياسة الشعبوية التي تمارسها إدارة ترامب من الشوفينية الأمريكية (أمريكا أولا) وغرور القوة العظمى والادعاء بحماية مصالح الطبقة العاملة ومحدودي الدخل، تستسيغ فرض العقوبات التجارية على الحلفاء والشركاء والجيران ولا تكترث بالتداعيات الخطيرة في سبيل تحقيق انتصارات كلامية وظهور زائف للرئيس الأمريكي بمظهر المدافع الصلد عن حقوق بلاده ومواطنيه.
ينقلب ترامب على مرتكزات السياسة الدوليّة التي تبلورت خلال الفترة الممتدة من انهيار جدار برلين (تسعينيات القرن العشرين) وإلى اليوم، فيعلن انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة باريس للمناخ ويخرج فرديا من الاتفاق النووي مع إيران الذي أقر بمشاركة روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبهدف كبح جماح المشروع النووي الإيراني نظير الإلغاء التدريجي للعقوبات التجارية والاقتصادية المفروضة ، وفي الحالتين، الانقلاب على معاهدة باريس وعلى الاتفاق مع إيران، يعكس إرادة ترامب برهن المصالح العالمية والأمريكية لأجندة القوى المحافظة داخل بلاده ولأجندة إسرائيل ودوّل عديدة في المنطقة .
ومن طرف اخر، انطلقت قمة يوم الأحد الاول من شهر حزيران أعمال قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تشينغداو الصينية بحضور قادة عضوين جديدين في المنظمة هما باكستان والهند.
وقال الرئيس الصيني في خطاب الافتتاح: “يعقد اجتماعنا لأول مرة بهذا الشكل بعد توسيع منظمة شنغهاي للتعاون بمشاركة قادة جميع الدول الثماني الأعضاء. القمة ذات أهمية تاريخية. ومع زيادة أعضائها، أصبحنا أقوى وأقوى”.
وأشار شي إلى أن دول المنطقة والمجتمع الدولي تعلق آمالا كبيرة على المنظمة، قائلا: “المنظمة غدت قوة مهمة، وبهذا أصبحت لدينا مسؤولية أكبر لضمان الاستقرار والأمن الإقليميين، وتعزيز التنمية المشتركة”.
وختم بالقول: “الصين مستعدة بالتعاون مع أعضاء المنظمة، لتلخيص تجربتها في التنمية، وتحليل الوضع في المنطقة والعالم، وإيجاز آفاق التعاون، وسوف نسعى جاهدين لضمان التنمية المستدامة طويلة الأجل لمنظمة شنغهاي للتعاون”.
وعلى صعيد اخر، وبتزامن وتسارع مدهش التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء ١٢ حزيران، في منتجع كابيلا في جزيرة سانتوسا في سنغافورة، وأجريا محادثات ركزت على نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وإقناع بيونج يانج بالتخلص من برنامجها النووي وعدم إجراء تجارب بالسيتية أخرى، فيما طالبت بيونج يانج برفع العقوبات الدولية وإنهاء العزلة المفروضة عليها، وانسحاب القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية.
وبعد انتهاء القمة التاريخية أعلن الجانبان أنهما مستعدان لتجاوز جميع العقوبات والعمل معًا لحل مسألة نزع السلاح في شبه الجزيرة الكورية، وقال ترامب للصحفيين والمراسلين إن المحادثات بين الطرفين تمت بشكل أفضل من المتوقع.
المهم لنا اليوم في بلدنا الحبيب الأخذ بالتغيرات السياسية الدولية والتي يتم بناءها وفق المصالح والاحتياجات والدور الابرز في تجييرها لصالح الطبقات المتوسطة والفقيرة سواء من حيث الشكل أو الموضوع دون النظر الى العنصرية او السلوك اللامتوازن.
السياسة المفيدة للمجتمع ليست إدارة المجتمع بتجرّد وحسب، بل هي التسوية بين مختلف الأطراف أي التخلي عن بعض المصالح للحفاظ على معظمها. تراكم التسويات هو ما يحفظ المجتمعات. والسياسة التي تحفظ استقرار المجتمع تستدعي ايلاء الأولوية للمصلحة العامة الوطنية وإعادة الاعمار والتنمية، والاعتماد على ما نمتلكه في سورية من موقع جيواسترتيجي وثروات طبيعية وبشرية والاستفادة منها وفق إدارات تنموية حريصة على الوطن وتقدمه، وادامة السلم والأمان فيه، آخذين بعين الاعتبار متغيرات السياسة الدولية، وبما يتلاءم مع وطننا الحبيب سورية.كل عام والإنسانية بألف خير.
سورية للجميع … وفوق الجميع …
مهندس باسل كويفي.
Discussion about this post