العاملون بهذه المدرسة والمتدربون فيها وصلوا إلى درجة من الاحتراف تمكنهم من تطويع الفخار بين أيديهم ليخرج لك في أي شكل تريده، أطباق وحيوانات وحتى شكل نباتات.
زيارتك للمكان ستعود عليك بمتعة كبيرة من جمال ما ستراه حتى إن لم تشتر منه.
حسين سعداوي أحد معملي المدرسة قال لـ”سكاي نيوز عربية” إن: “المدرسة تتبع جميعة بتاح.. وقد أقامت 25 ورشة للخزف والفخار، وهذا بفضل المعلمة السويسرية”.
إيفيلين بوريه
المعلمة السويسرية المقصودة هي إيفيلين بورية، والتي جاءت لمصر من نصف قرن مع والدها الذي كان يعشق مصر، وقبل استقرارها في البلاد، كانت تدرس الفنون التطبيقية بجامعة جنيف وهناك تعرفت على الشاعر المصري الراحل سيد حجاب وأحبته وتزوجته.
وحسب العاملين في المدرسة، فإن إيفيلين حينما حضرت مع زوجها لـ”قرية تونس”، عشقت الطبيعة الخلابة فيها ومنذ هذا الوقت استقرت بها، ولما شاهدت قدرة الأطفال المصريين على تشكيل الطين خلال لعبهم به بأشكال فنية جميلة قررت المزج بين خبرتها الدراسية في سويسرا وبين الإبداع المصري.
ذاك ما جعلها تقرر إنشاء هذه المدرسة من خلال جميعة بتاح التي ترأسها. ومنذ منتصف الستينيات وهذه المدرسة تعد مصدر الخزف والإبداع المصري الأصيل الممزوج بالخبرة السويرية، وفقا لوصف العاملين هناك.
خلال زيارة “سكاي نيوز عربية” للمدرسة لم تكن إيفيلين متواجدة، حيث أكد العاملون أنها تعاني من وعكة صحية أرقدتها الفراش، موضحين أن المرأة التي تخطت 80 عاما تحلم الآن بالحصول على الجنسية المصرية وأنها تكره لقب “خواجاية” الذي يلقبونها به وتفضل لقب الفلاحة المصرية.
حسين سعداوي الذي بدأ تدريبه في المدرسة من عمر 10 سنوات يؤكد أن المدرسة لا تحتكر من تعلموا بها بل تساعدهم أيضا على إنشاء الورش الخاصة بهم سواء داخل القرية أو في أي مكان داخل أو خارج مصر لأن فلسفة إيفين تقوم على نشر الإبداع المصري في كل مكان.
كريم السيد، شاب ثلاثيني أحد تلامذة إيفيلين، يسحر عيون الجميع بينما يجلس وأمامه آلة بسيطة وقطعة من الطين، ويبدأ بتشكيلها لتنتهي بين يديه إلى قطعة خزف فنية رائعة.
تحدث كريم لسكاي نيوز عربية قائلا إن المعلمة السويسرية “دعت الكثير من الأجانب لزيارة القرية والاستمتاع بمنتجاتنا من الخزف مما جعل “تونس” اسما يتردد في كافة بلدان أوروبا ولديهم تذكارات خزفية منها.
وتجلس الطفلة سناء عيد، 15 سنة، على آلة صناعة الخزف مستخدمة يديها وقدميها لإنتاج روائع فنية بفضل التدريب الذي حصلت عليه بالمدرسة.
تقول سناء: “أشعر أنني فنانة وأقوم بشيء عظيم وأفرح بشدة حينما يحب أحد الزوار وخاصة الأجانب منتجاتي ويشتريها”.
وأكد العاملون أن المدرسة تنتج شهريا ما لا يقل عن 5 آلاف قطعة خزف ورغم الأسعار التي تعتبر رمزية إلا أنها كانت تحقق ربحا وفيرا قبل وباء كورونا الذي أدي لعدم مجيء السياح فأصبح الحال يعتمد على الزوار المحليين، وهو ما أدى لوجود فائض في المنتجات يحتاج لمشترين.
تجدر الإشارة إلى أن محافظة الفيوم قررت قبل عدة سنوات تنظيم مهرجان سنوي للقرية، ينعقد في شهر نوفمبر من كل عام، الهدف منه عرض جميع المنتجات الفنية، لتتحول من تونس الريفية إلي تونس العالمية.
Discussion about this post