يشغل الحب الإلهي موقع الصدارة في فكر ونتاجات محي الدين ابن عربي حيث نظر إليه بصورة دينية وفلسفية في آن معاً كما رأى ذلك الباحثون المشاركون في الندوة التي أقامها المركز الثقافي في أبو رمانة.
الندوة التي حملت “الحب الإلهي عند محي الدين ابن عربي” أوضح فيها الباحث عصام النوري أن هذا العالم كان شاعراً ورجل دين وفيلسوفاً لذلك سيجد القارئ في نتاجاته الكثير من الصعوبة في فهمها إلا إذا قرأه عن دراية وفهم ليميز بين فكره الحقيقي وما نسب إليه زوراً.
ولفت النوري إلى ان ابن عربي استخدم التحقيق والدقيق والتأمل والتخيل والمحاكمة العقلية للوصول إلى جوهر الحقيقة مشيراً إلى مئات الكتب التي ألفها وبقي منها ما يقارب المئة منها الفتوحات المكية وفصوص الحكم وترجمان الأشواق وشرح القرآن وشجرة الكون وكتاب اليقين فضلاً عن نظرياته التي ابتدعها في الإنسان الكامل ووحدة الوجود فانتشرت تعاليمه ولم تكن حكراً على العرب والمسلمين.
في حين أوضح الباحث خالد شمس الدين أن ابن عربي استند في تعريف الحب إلى ما ورد في القرآن الكريم والحديث الشريف وفسره عبر المنهج العرفاني الصوفي الذي يقوم على التأويل العميق مشيراً إلى أن أصل المحبة عنده هو المحبة الإلهية ولمقامها أربعة ألقاب هي الحب والود والعشق والهوى.
ولفت شمس الدين إلى أن ابن عربي وجد للحب سببين هما الجمال والإحسان فالجمال محبوب لذاته وأما الاحسان فأعاده ابن عربي إلى ذات الله ليكون التصوف عنده هو تحقيق مقام الإحسان.
وتخلل الندوة عرض فيديو لأغان تناولت مضامينها الحب الإلهي من قصائد رابعة العدوية وغيرها من المتصوفين.
Discussion about this post