حظرت سنغافورة فيلما فلسطينيا بعنوان "إشعاع المقاومة" يحكي سيرة عهد التميمي الشابة المتهمة بـ"ضرب جنديين إسرائيليين"، وشطبته من قائمة أفلام مهرجان الأفلام الفلسطينية على أراضيها.
وفي تعليق بهذا الصدد، اعتبر القائمون على مهرجان سنغافورة، أن "محتوى الفيلم تحريضي ومثير للكراهية ومشوّه للواقع"، ما قد يحدث الشقاق بين مواطني سنغافورة متعددي القوميات والأديان.
إدارة التطوير الإعلامي في سنغافورة من جهتها، كتبت على موقعها أن "الفيلم بجعله الفتاتين قدوة في نزاع مزمن، يحرض النشطاء على الاستمرار في مقاومة معتدين مزعومين".
عادلة فو المشرفة على مهرجان سنغافورة السينمائي، أعربت في تعليق لـ"فرانس برس" عن احترامها لقرار الجهات المعنية منع عرض الفيلم، وأضافت رغم ذلك أنه "من الطبيعي بمكان أن تحزن لهذا القرار"، مشيرة إلى "شعورها بالخيبة" حيال ما حصل، ولاسيما بعد حظر فيلم فلسطيني مشابه في مهرجان عام 2016 السينمائي في بلادها.
يقدم فيلم "إشعاع المقاومة" يافعتين فلسطينيتين إحداهما عهد التميمي رمزين جديدين لنوع وليد من مقاومة الاحتلال، ولاسيما بعد الشهرة التي حصدتها عهد التميمي بوقوفها في وجه الاحتلال الإسرائيلي، فيما تتهم إسرائيل عائلة التميمي "باستغلال فتاتها في التحريض والاستفزاز"، وأسندت إليها مؤخرا 12 تهمة بما فيها "العنف والتحريض".
وكان من المقرر عرض الفيلم المحظور اليوم الخميس في مهرجان سنغافورة للأفلام الفلسطينية الذي يعرض أعمال مخرجين وفنانين فلسطينيين، وتستضيفه سنغافورة للمرة الثانية على التوالي منذ العام الماضي.
تربط سنغافورة وإسرائيل علاقات ودية لم توثّقها الأواصر الدبلوماسية بعد، خلافا لبعض بلدان جوار سنغافورة ذات الأغلبية المسلمة التي لا تكنّ للدولة العبرية أي ودّ.
وينتمي معظم سكان سنغافورة البالغ عددهم 5,6 مليون نسمة إلى الإثنية الصينية، كما يقطنها المسلمون من أعراق مختلفة، إضافة إلى المالايو والهنود وغيرهم من الوافدين، فيما تحكم سنغافورة قوانين صارمة تجرّم على كل انتهاك قد يثير النعرات الدينية أو العرقية أو السياسية.
سنغافورة جمهورية تقع على جزيرة في جنوب شرقي آسيا عند الطرف الجنوبي من شبه جزيرة ملايو، ويفصلها عن ماليزيا مضيق جوهور، وعن جزر رياو الإندونيسة مضيق سنغافورة.
وتعد سنغافورة رابع أهم مركز مالي في العالم وتلعب دورا هاما في الاقتصاد العالمي، فيما يعتبر مرفأ سنغافورة خامس مرفأ في العالم من حيث نشاط حركة التجارة عبره.
المصدر: وكالات
Discussion about this post