فيلوسوفيا سورية بنكهات دولية …
مديديف رىُيس وزراء روسيا الاتحادية يصرح بان العلاقات الروسية الامريكية في أسوأ حالاتها منذ ربع قرن بسبب قرارات التصعيد والعقوبات الامريكية ،الملفات المتشابكة بين الطرفين في الشرق الأوسط ( سورية ، إيران ، العراق ،اليمن ، ليبيا ، فلسطين …) وكوريا واوكرانيا وانعكاساتها على السلام والاستقرار العالمي ، مضيفا ضرورة اجراء حوار مشترك لحل التوتر بين الطرفين مما يساهم في تخفيف وتهدئة المخاطر،
هل تستطيع روسيا ادارة الملف السوري دون التفاهم مع أمريكا !! في خضم اختلاف التصريحات الامريكية ، ام انه مرتبط في صراع مصالح على المستوى المحلي والاقليمي ومقيد بالتقدم على اجندة الملفات الاخرى المتشابكة .
النزاعات مكوّن من مكونات الحياة نتعرض لها في كثير من الأحيان. ورغم أن المنازعات قد تحمل في طياتها خطر هدم العلاقات فإن حُسن إدارتها يتيح حل المشكلات وفي ذات الآن تحسين العلاقات بين الأطراف كلها .
من جانبنا نحن السوريون وشعوب المنطقة علينا محاولة انتاج الحلول وعدم انتظار التسويات بين القطبين للخروج من هذه الرمال المتحركة ودوامة العنف …بالعلم والمنطق والواقع …
فيلوسوفيا علم (من الفلسفة )أي التفكير في طبيعة التفكير والتأمل والتدبر، ومحاولة الإجابة عن الأسئلة الأساسية التي يطرحها الوجود والكون.
الباحثون عن الحقيقة بتأمل الأشياء، يجعل حب الحكمة هو البحث عن الحقيقة ، كعلم يحاول بناء نظرة شموليّة للكون ضمن إطار النظرة الواقعية .
أما فيما خص السياسة، ( يقول أولريش بك العالم الاجتماعي الألماني ) أن الدولة الوطنية تواجه تحديات وتهديدات غير مسبوقة.
غياب الامان له تداعيات صنعها الإنسان بصورة مباشرة أو بسبب محدودية قدرتنا على احتواء الأخطار المعولمة للتكنولوجيا أو بنتائج الحروب والصراعات المسلحة التي تلقي بأمواج من البشر في بحور من الدماء واللجوء وحياة المنافي . بل يتجاوز غياب الأمن إلى تفكك البنية المجتمية ومنظومات القيم التي تضبط سلوك الناس وتفشي ظواهر العنف والإرهاب على مستويات متعددة.
عند الإعلان عن عقد مؤتمر الرياض 2: لاحظنا الإصرار من قبل الكيانات السياسية على “البقاء داخل اللعبة” مما حدا البعض الى الاستقالة ، ورفض دمج المنصات. والمراهنة على مواقف الدول الإقليمية الداعمة ،والمسألتان مترابطتان كليا .
وبالتالي دفع المعارضة ( عبر مؤتمر الرياض ٢ ) إلى التحديث بناء على المستجدات الميدانية والتحالفات الإقليمية والدولية الواضحة المعالم .
لانعدام وجود استراتيجية مشتركة بين “الحلفاء ، المنصات “، وتعارض مصالحها، وعدم استقلالية قرارها .
ولكن البيان الختامي لمؤتمر الرياض ٢ بتاريخ ٢٣ تشرين ثاني ٢٠١٧ لم ينتج التحديث المطلوب ،
و تعمد الاقصاء والتمييز بالرغم من التاكيد على الديموقراطية والمواطنة والمساواة وسيادة القانون ، وعاد الى التركيز على جنيف ١ وقرار مجلس الأمن ٢١١٨ بما لا يساهم في تسوية سياسية عاجلة للملف السوري في الوقت الحالي وبالتوازي مع التفاهمات الإقليمية والدولية ولدفع مسار جنيف ٨ الحالي والمقرر له جولة ثانية منتصف الشهر ومؤتمر الحوار الوطني السوري المزمع عقده في سوتشي .
ما لم يؤخذ بالعسكر في الميدان لا يسلم ويعطى في السياسة، هذا هو حال المشهد السوري، وعليه ما نشهده مراحل ضرورية للوصول إلى بلورة التسوية وشكل المنظومة السياسية القادمة من خلال مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي او دمشق وبناء عليها ستكون مخرجات جنيف .
على المستوى الداخلي السوري …
علينا تجديد الخطاب الديني الذي يحتاج مراجعة الموروث الذي يُكفر من هو مُختلف بالتفكير حتى نخرج من نفق التطرف والإرهاب .
علينا تجميع المعارف المتراكمة بطريقة شاملة، لمساعدة واضعي السياسات والمنظمات على بناء ممارسة المصالحة والثقافة الخاصة بها داخل القطاعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية .
تبعا للمستجدات الحاصلة في العلاقات الإقليمية والدولية بالملف السوري وبالنظر الى الوضع الميداني على الارض السورية ، هل نشهد ارتقاء الحكمة والعقل عند شركاءنا الكرد في الوطن لحساب المشروع الوطني السوري الديموقراطي الذي يضمن للسوريين جميعا حقوق المواطنة والمساواة وسيادة القانون …
ان مواطني الداخل السوري ومخيمات اللجوء أدركوا محدودية فاعلية الموٌتمرات والمنصات والبيانات ، ورغبتهم الاساسية الْيَوْمَ بتوفير الامان والاستقرار والسلام وحقن الدماء وحق الحياة وبناء الثقة وإعادة التماسك المجتمعي في وطنهم سورية ، وبغير ذلك لن تجدي اَي بيانات أم مؤتمرات … ولا بد من العودة الى فيلوسوفيا بنكهة سورية صافية .
سورية للجميع وفوق الجميع …
والى لقاء اخر …
مهندس باسل كويفي
Discussion about this post