أن النخب عموماً هي الفئات التي تتميز عن بقية أفراد المجتمع من خلال قدرتها على الفعل والإنتاج في مجالها المحدد ـ سياسة واقتصاد ثقافة علوم …ـ وحين نقول نخب سياسية نعني بها الأفراد والجماعات التي تمتلك خطاباً سياسياً ويفترض ان تكون موجهة للمجتمع ولمكوناته …
هناك فرق أساسي بين النخبة السياسية وباقي النخب يكمن في كون النخبة السياسية تتمتع بمجموعة من الصلاحيات تجعلها هي المقررة الأولى للمجتمع بحيث تختار له توجيهاته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية أحياناً مما يجعل سلطاتها واسعة وتأثيرها لا محدوداً أما النخب الأخرى فإنها تمارس نفوذها وسلطتها داخل مجالاتها الخاصة دون أن تستطيع التأثير على التوجهات السياسية بشكل قوي وفعال ومن هذا المنطلق فالنخبة السياسية تحتل مركزاً متميزاً ضمن قائمة مختلف النخب الأخرى باعتبارها تملك القوة والقدرة داخل النظام السياسي للدولة وتسهم بشكل محوري في صناعة القرارات .
ان الشعوب التي تهتم “بالتوعية” وبغرس القيم الانسانية وتعلم صغارها مبكرا معاني الرفق والصدق والتعاون و”احترام العمل” ستحصد النجاح والتقدم والتميز. والشعوب التي تعلم صغارها “الغش و”الاعتداء على حقوق الغير” والتعصب وإحتقار العمل ستحصد الفساد و”الأزمات” والخصومات …
فالمجتمع الياباني مثالا، لم يكن بهذه السمات الجيدة منذ حوالى قرن مضى، وإنما اكتسب الكثير منها نتيجة عقود من العمل المتواصل ومن” التربية والتعليم” والتدريب والتخطيط.. و”غرس القيم الجيدة”.. والاستفادة من “الاخطاء” ومن تجارب الغير والابتعاد عن “المهاترات” التي تضيع “الوقت و الجهد والمال” و تنهك الشعوب .
العديد من شخوص النخب كرست حياتها للنضال على جبهتي الفكر والحياة ، والدفاع عن أفكار التنوير والتقدم والعقلانية ، ومقارعة الفساد والاستبداد والجهل .
” اقتباس”
ذكرت وكالة سانا السورية أن حزب “الـبـعـث” الذي يمثل السلطة الحاكمة في سوريا.. منذ آذار 1963… أعلن حل (القيادة القومية) وشكل مكانها (المجلس القومي) لأسباب غياب هذه القيادة عن الأحداث الجارية على الأرض السورية منذ ستة سنوات.. مما دعا إلى تشكيل المجلس القومي .
ان عدم تطوير قواعد الديمقراطية فعليا ودستوريا وعمليا في الحياة اليومية للوطن والمواطن السوري.. استدعى هذا الإجراء الذي طال انتظاره ، فالشعب السوري منذ استقلاله أرقى شعوب المنطقة .. وأعطى هذا الشعب لحكامه طاقات من الثقة والحب .. كان بالامكان جعل هذا البلد سويسرا المشرق .
علينا الان الحفاظ على المتبقى من السوريين الأحرار الذين ما زالوا ورغم الصعوبات المتزايدة يناضلون ويقاومون ــ على حساب حياتهم وأمنهم ورزقهم ــ للدفاع عن الكلمة الحرة والحقيقة الحقيقية وحرية التفكير والتعبير والعلمانية الحقيقية (فصل الدين عن السياسة ) والديمقراطية والتآخي والسلام بين البشر.. ومساواة المرأة والرجل بجميع المجالات..
بالنظر الى الانتخابات الأوروبية ، ما زال البولدوزرBulldozer”ماكرون” يقتحم جميع المجالات السياسية الفرنسية, حيث وصل منتصرا إلى رئاسة الجمهورية.. تزحف خلفه على بطونها غالب الشخصيات الفرنسية المجنزرة العتيقة.. حيث صوتت لـه غالب الطبقات الشعبية, بما فيها العديد من الجاليات الأجنبية التي تعيش من سنوات عديدة بفرنسا, والطبقات الوسطى والغنية, وحتى الطبقات الشعبية والفقيرة التي أغرتها وعوده بأنه سوف يفتح لها أوتوسترادات العمل الفردي والثروة…
السنوات الخمس القادمة… ســوف تكون سنة تغيرات عاصفية مجهولة العادات والرغبات… والشعب الفرنسي ينادي بالتغيير… ولكنه باللحظات الحاسمة.. يخشى التغيير…
القادم في عام 2017 للانتخابات النيابية… ســوف تكون ملونة مختلطة من بقايا أحزاب عتيقة محتضرة.. وتجمعات جديدة موالية للرئيس.. بالإضافة إلى أحزاب اقصى اليسار وأقصى اليمين المتربصة… والتي تنظر إلى الرئيس الجديد ووعوده وتشكيلاته بحذر وعناد وترقب…
على الطرف الاخر أفيد بأن مشروع منظمة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط مماثلة لـ«حلف شمال الأطلسي (ناتو)» قيد الدرس وأثير في قمة «ناتو» التي حضرها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في بروكسل الأسبوع الماضي ، حيث اتفق على إجراء مزيد من البحث كي يكون هدف «منظمة معاهدة الشرق الأوسط (ميتو)» الجديدة محاربة تنظيم داعش وعزل إيران وحزب الله والمقاومة الفلسطينية ، (بغية تغيير مسار الصراع مع العدو الصهيوني الى صراع مذهبي بغيض يودي الى دمار المنطقة وتخلفها )
وأفادت مصادر دبلوماسية غربية بأن إدارة ترمب متحمسة للمشروع، وأثارت تأسيس المنظمة مع أكثر من زعيم من المنطقة لتحقيق أولويات مشتركة بين واشنطن ودول المنطقة، إضافة إلى رسم «خريطة جديدة للتحالفات الإقليمية» عبر تأسيس قوات مشتركة وتبادل معلومات استخباراتية. وأوضح دبلوماسي غربي، إلى أن أحد أسباب الخلاف كان مقر «ميتو» قبل أن يتم اقتراح بروكسل.
الأمين العام لـ«ناتو» ينس ستولتنبرغ أعلن أن الحلف سينضم إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش استجابة لطلب واشنطن التي تقود التحالف. وقال: «هذا لا يعني أن (الأطلسي) سيشارك في عمليات قتالية». ويتوقع أن يثير هذا الأمر خلافاً كبيراً مع تركيا التي تستضيف قاعدة «إنجيرليك»، لأن قتال «داعش» يعني دعم «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم «وحدات حماية الشعب» الكردية والتي تعدها أنقرة تنظيماً إرهابياً وتعارض دعمها لتحرير الرقة من «داعش».
وكان ترامب دعا «ناتو» إلى التركيز على الإرهاب و«تهديدات روسيا»، الأمر الذي لم يلق توافقاً من الأعضاء. وحذرت موسكو من تصاعد التوتر شمال شرقي سوريا في ضوء تهديدات تركية بشن عملية عسكرية ضد الأكراد. وأشارت مصادر إلى جهود لتفعيل العمل بموجب مذكرة «تفادي التصادم» بعد اعتراض مقاتلات روسية طائرة أميركية.
اما فيما يخص المشروع الامريكي لإعادة الاستقرار في المنطقة (حل الدولتين في فلسطين) قالت مصادر فلسطينية ، إن الاتجاه الأساسي للمشروع الأميركي، سيكون “خطة سلام إقليمي مبنية على أساس مبادرة السلام العربية “
جولة ترامب ونتائج قمم الرياض الثلاث ,حملت هذه اللقاءات أكثر من قدرتها على تحقيق الاختراق النوعي للحلول المرجوة في إنهاء الصراعات المزمنة في المنطقة، أو وصفها بقوة تغيير أو تحول لسياقات السياسات الاستراتيجية التي تتمحور حولها المنطقة، لا سيما تشكيل القوة العسكرية لمحاربة تنظيم “داعش” وتحديد النفوذ الإيراني في سوريا والعراق واليمن، والتي لم ترتسم بعد حدود مهمتها ولا الدول المشاركة فيها، سيما وأن تجربة التحالف العربي الإسلامي الذي اطلقته السعودية تحت مسمى “عاصفة الحزم” تشوبه العديد من الثغرات والتعديات والأخطاء .
• ظهر أن التبدل الحاصل في السياسات الأميركية، ليس تبدلاً على مستوى الاستراتيجيات والأهداف، إنما تبدل على المستوى العملاني المباشر، بحيث تستعيض إدارة ترامب باستراتيجية العمل المباشر كبديل للاستراتيجية غير المباشرة التي عمل عليها سلفه أوباما، وهذه الاستراتيجية الجديدة وأساليب العمل الجديدة هي أقرب الى التفكير السياسي العربي.
• لا يمكن الاطمئنان للإدارة الأميركية ، خاصة مع الرئيس ترامب ، والسؤال: كيف ستدير الرياض علاقتها مع تركيا ومصر وباكستان؟ ومدى قدرتهم على التوافق مع الرياض على المدى الطويل، أو في دعمهم لرؤية الرياض حول كيفية حل الأزمة في سوريا، والعراق تحديداً التي تحمل العديد من عناصر المعقدة.
أن هناك ثلاث محاور واضحة يمكن ترقب تحولاتها لقياس نتائج القمم وانعكاساتها الإقليمية السلبية والإيجابية:
• مسار الأزمة العراقية بعد نهاية (داعش) في الموصل.
• طريقة التعامل مع الأزمة السورية بأسلوب جديد وما يمكن أن نشهده من تحولات في الموقف الرسمي في كل من سوريا وإيران.
• طريقة مقاربة المسألة الفلسطينية والعناد الإسرائيلي المستحكم فيما يخص حل الدولتين، باعتبارها قاعدة الحلول، وأم الحلول في الشرق الأوسط، إضافة الى ما يمكن ترقبه من نتائج لزيارة ترامب الى كل من تل أبيب ورام الله.
في مصر أكد الرءيس السيسي أن حادث المنيا الإرهابي ، يهدف إلى النيل من تماسك الدولة والشعب المصري، وضرب الاقتصاد الوطني والسلام الاجتماعي، وأن استراتيجية “داعش” في مصر تعتمد على إحداث الفتنة وتهديد وحدة نسيج الشعب المصري .منوها الى ان مهمة داعش في سورية قد انتهت منذ نحو 5 أشهر عقب تدميرها، وأن العديد من مقاتلي داعش الأجانب خرجوا من سوريا عقب انتهاء المعارك فى حلب وسعوا للتوجه إلى مناطق ودول أخرى مثل ليبيا وسيناء.
انتهت يوم الجمعة الماضية الجولة السادسة من مفاوضات جنيف بإشراف الأمم المتحدة بدون أن تحقق أي تقدم ملموس، حيث رأى المبعوث الخاص للأمم المتحدة أن أيام “التفاوض الأربعة” لم تسمح له بالتعمق بالسلال الأربعة (الحكم، الدستور، الانتخابات، الإرهاب)،
دي ميستورا، أشار إلى أنه لتحفيز الوفود، سيطلعهم “على وثيقة داخلية، لم يكن الغرض التفاوض عليها (تشكيل آلية تشاورية)
واضاف نحن لا نهدف ولا نخطط لصياغة دستور جديد لسوريا، فالسوريون من سيقوم بذلك، بل نسعى لتمهيد السبيل للسوريين في سياق حل سياسي، وسياق القرار الأممي 2254”.
وأردف “نعتزم مناقشة السلال الأربعة في الجولات القادمة، واللقاءات التقنية ستتواصل بالتوازي .
وكما تحاول السعودية أن تقنع أمريكا بزعامتها للعالم الإسلامي و تأثيرها الكبير في توحيد خطابهم المعتدل ضد الإرهاب و الوقوف في وجهه , في ظل التنافس الذي تتلقاه من تركيا و مصر في تقديمهما لثقلهما الإقليمي و الإسلامي , وبالمستوى نفسه يعمل الأكراد لاقناع أمريكا والعالم بأحقيتهم بإقامة دولتهم المستقلة لتصبح سداً و حاجزاً يحد مفاصل الصراع الطائفي أولاً ، والصراع التنافسي على قيادة العالم الإسلامي بين تركيا و السعودية ثانياً , حيث الامتداد الجغرافي لأراضي كردستان على مشارف كل من إيران وتركيا وسورية , في ظل تناغم المصالح .( وقد يكون هذا المشروع المدعوم صهيونيا وامريكيا اكبر كارثة وجودية للشعب الكردي لان الورقة الكردية تستخدم الان لتحقيق مصالح انية للامريكان الذين لن يستغنوا عن مصالحهم مع تركيا لوجود قواعد عسكرية على أراضيها وعضويتها في حلف الناتو …)
“سوريا غير المفيدة” تشتعل فيها …معركة على إرث “داعش”
صارت ” سوريا غير المفيدة” ( وهو تعبير مجازي وليس حقيقي ) نقطة الثقل في المرحلة الحالية للحرب السورية. فيها تدور رحى المعركة الكبرى. ففيما يسعى النظام وحلفاؤه الى السيطرة عليها لفتح طريق الإمداد بين العراق وسوريا، يبدو أن أميركا بدأت تكثيف دعمها للفصائل لتقطيع أوصال طريق الامداد.
على الصعيد الداخلي المصالحات الوطنية حول دمشق تعيد حالة الاستقرار الى العاصمة وهدوء تنعم به العاصمة بعد فترة ليست بالقصيرة ( برزة ،القايون ، مخيم اليرموك ..)
اللاءات الشهيرة للشارع الوطني السوري ، وهي لا للاستبداد، لا للعنف، لا للطائفية، لا للتدخلات العسكرية الأجنبية في سورية لا للتقسيم او التنازل عن اي شبر من الاراضي السورية ( لأي مكون او إثنية من إثنيات الشعب السوري باعتبارهم محتضنين في سورية بحكم اللجوء بعد تعرضهم للاضطهاد في مواطنهم السابقة )،نضيف اليها نعم واحدة، وهي نعم للتغيير السياسي من أجل بناء دولة المواطنة والمؤسسات وسيادة القانون والديموقراطية .
نحن الان بحاجة إلى مساحة أوسع للحريات لايجاد ديمقراطية حقيقية ، فالحرية ليست شعارًا لتجميل الأوطان هي ضرورة لبناء الأوطان، وبدونها لن توجد أحزاب وطنية ولا مجتمع مدني فعال ، ولن نتمكن من مكافحة الفساد والحد من النفوذ واستغلال المناصب العامة والفصل الجدي بين السلطات .
وفي كل مرة تواجه سورية فيها أزمة سياسية يتزايد الشعور لدى الناس بأن أيًا من القوى المتواجدة على الساحة لا تستطيع إحداث التغيير المنشود وحدها, فتبدأ هذه القوى في البحث عن آليات جديدة للحوار والتنسيق فيما بينها لإحداث التغيير المنشود، وأظن أن سورية بدأت تدخل في هذه المرحلة من جديد؛ فالأمور لا يمكن أن تستمر بنفس النهج والسياسات المتبعة حاليًا, لذلك يتوجب علينا ارساء ثقافة التشاركية والديموقراطية للوصول الى الأفضل .
وأخيراً يمكننا القول أن الصراع في الشرق الأوسط مكتوب له أن يستمر طويلاً من خلال تنازع القطبين الأمريكي و الروسي على سيادة العالم والتلاعب به لتمكين السيطرة السياسية و الاقتصادية , مع إذكائهما التنافس الإقليمي الطائفي و الزعامة الدينية بين دول المنطقة ناهيك عن الصراع القومي , فضلاً عن الجهل و الاستبداد المستشري الذي يسهل من مهمة تزامن الصراع وسرمديته ويجعله مؤهلاً لكل التحولات الجذرية في المنطقة .
سورية للجميع وفوق الجميع ..
والى لقاء اخر
مهندس باسل كويفي
Discussion about this post