تتسبب إصابة أحد الأبوين بمرض خطير في إخراجه من حالته الطبيعية غالبا وربما في معاناته من أعباء نفسية أيضا، وغالبا ما يشعر الأطفال الصغار بهذا التغير. وحذرت خبيرة ألمانية من أن إخفاء حقيقة المرض تمامًا عنهم لا يعد الطريقة الأمثل في التعامل مع مثل هذه الحالات. سرطان الثدي وحسب (د.ب.أ) أشارت دانا أوربان، من المؤتمر الاتحادي للاستشارات التربوية بألمانيا، إلى إنه صحيح أنه قد يتم تحميل الأطفال فوق طاقتهم بذكر تفاصيل عن تشخيص الحالة أو مسار العلاج، "إلا أنه من المهم طرح الأمر عليهم بشكل مدروس ومناسب للطفل". وأرجعت الخبيرة الألمانية أهمية ذلك إلى أنه إذا لم يعرف الأطفال الصغار خلفيات المرض وفي الوقت ذاته يلاحظون أن أحد أبويهم المريض تعيس أو لم يعد يلعب معهم، فإنهم غالبا ما يحملون أنفسهم حينئذ الذنب في ذلك، لافتة إلى أن الأطفال الأكبر سنا أو المراهقين يمكنهم النظر للأمر على نحو أفضل. ولهذا السبب شددت أوربان على أهمية أن يوصل الآباء رسالة للأطفال الصغار مفادها: "الأمر ليس له علاقة بك في ظل أن أبيك أو أمك يتصرف على نحو غريب". ولتجاوز حالة العجز عن الكلام التي ربما تنتاب الآباء في مثل هذه المواقف، أوصت خبيرة الاستشارات التربوية بالاستعانة بكتب أطفال أو كتب مصورة عن الموضوع، مؤكدة أنها تمثل عنصرا مساعدا، إذ يسهل ذلك على الأطفال إدراك الموقف. وأشارت أوربان إلى أنه من المهم أيضا أن يتلقى الأطفال الصغار دعما، إذا استلزم الأمر دخول أحد أبويهم إلى المستشفى لفترة طويلة أو خضوعه لفحص مهم، لافتة إلى أنه من الأفضل في هذه المرحلة أن يتولى شخص آخر مسؤولية رعاية الطفل والاهتمام به كالجد أو الجدة. وأضافت أن تبادل الخبرات مع أطفال تعرضوا لنفس المواقف يمكن أن يسهل الأمر على الطفل أيضا في هذه المرحلة، وأشارت إلى أنه مثلما تتوافر مجموعات دعم للآباء المصابين، هناك أيضا مجموعات خاصة لدعم الأطفال في بعض الأحيان.
Discussion about this post