معظم اطياف المعارضة في الداخل تصرح دوما بجاهزيتها للاشتراك في حوار واسع سوري سوري تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف او دمشق ، وتقول أن الحل العسكري في سورية مستحيل ونؤكد ضرورة التسوية السياسية كما هو منصوص عليه في فيينا-2 وميونيخ وقرار مجلس الأمن 2254 الصادر عن الأمم المتحدة. وتعلن انها سنقدم كل ما نستطيع من أجل إحلال السلام والاستقرار على الأرض السورية.
إن الإرهابيين والمرتزقة الأجانب نكلوا كثيرا بالشعب السوري واستشهد مئات الآلاف من السكان من النساء والأطفال والشيوخ والشباب. إن الاقتصاد السوري يعاني من استمرار الحرب وينعكس ذلك على الشعب الذي تعب من الحروب ، والدولة أصبحت تحت ضغط تأمين سبل الحياة للناس ومحاربة الإرهاب المتمثل بداعش والنصرة والتنظيمات الأخرى الإرهابية .
منذ عدة أيام في الآستانة أعلنت روسيا الاتحادية وتركيا وإيران وبموافقة أمريكية عن البيان المشترك لوقف الأعمال القتالية في سورية مع حذرنا ان يكون بمثابة تثبيت خطوط تماس تكمن فيها راءحة التقسيم ، لا بد لجميع السوريين أن يتركوا مصالحهم جانبا ويقوموا بالتوحد تحت شعار انقاذ الدولة والشعب السوري ، نحن نعمل لأجل الحفاظ على الدولة ومؤسساتها من منطلق العارفين والمتعايشين مع هموم الناس وواقعهم وضرورة معرفة الواقع السوري من اجل وضع الحلول الممكنة .
إن الجهود المشتركة من قبل كافة القوى الوطنية ستهيئ الظروف اللازمة للتوحيد والمصالحة الوطنية. إن المحاولات لإزالة جزء أو أي من مكونات الشعب السوري مرفوضة وإن وضع الوثائق الدستورية من قبل دول أخرى دون رأي المجتمع السوري الوطني الواسع محكوم عليها بالفشل ويمكنه أن يؤدي إلى استمرار التوتر في الدولة وتحويل مسار المصالحة إلى مهزلة سياسية.
إننا واثقون بأن الطريق الأساسي للحل السياسي في سورية هو دستور جديد للبلاد يحقق الديمقراطية والاستقلالية لسورية العلمانية (ليس الإلحاد)مع المحافظة على حقوق كافة المواطنين بغض النظر عن الخلفيات الدينية والإثنية حسب شرع حقوق الإنسان .
ومن أجل وضع دستور جديد، يجب عقد مؤتمر وطني يضم ممثلين عن الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والفصائل المسلحة ورجال الدين وممثلين عن مجموعات مختلفة وجميع والأعراق والمكونات التي تشغل الأراضي السورية والتي وقعت على اتفاق المصالحة ووقف الأعمال القتالية
كما نرى الاستفادة من تجارب الدول الاخرى في صياغة العقد الاجتماعي والدستور وخصوصا مسودة الطرح الروسي بما يحقق امال السوريين في دولة المواطنة والديموقراطية وسيادة القانون .
ان التزامن بين طرح مسودة الدستور من قبل روسيا الى وفود المعارضات السورية مع تصريحات المارد القادم ترامب بخصوص المناطق الامنة في سورية تتقاطع مع قلقنا وخشيتنا من التقسيم ومخططه الذي طالما حذرنا منه كقوى سياسية ووطنية ومجتمعية سورية ،
“ترامب استخدم بعض ما سبقه اليه الرئيس أوباما عن المنطقة الآمنة لتكون مدخلاً لما يمكن الاتفاق عليه ، وعما اذا كانت خطته ستطبق بالتعاون مع تركيا أو النظام، لذلك أعتقد ان تطبيق قراره على أرض الواقع سيكون صعباً ونتائجه لن تؤديَ الى فرق كبير الا اذا وضحت الصورة بالكامل خاصة انه تكلم عن نقاط منها انهاء الحرب في سوريا بالتعاون مع الطرف الروسي من دون ان يتطرق الى كيفية التعاون مع الطرف الايراني الأساسي على أرض الواقع”.
قد يقول البعض إن جمعية المناطق هي بمثابة مجلس الشيوخ ( كل عن منطقته) الموازي لمجلس النواب الذي سُمّي ” جمعية الشعب” بدلاً من مجلس الشعب ، ولكن العودة إلى نسبة الصلاحيات المُعطاة لمجلس المناطق تجعله الحاكم الحقيقي للبلاد، فيما لا يبتعد كثيراً عن التقسيم.
وقد يقول آخرون إن النظام الفيدرالي متّبع في أكثر دول العالم بدءاً من أميركا وصولاً إلى روسيا ومروراً بأوروبا وآسيا . صحيح. ولكن هل تقبل حكوماتها بولايات على أساس طائفي – ديني أو عرقي ؟ أم إنها مجرّد أقسام جغرافية تخضع للدولة الفدرالية التي تحصر بها أمور السياسة الخارجية والدفاع.
ولا ندري ما إذا كان للبند المتعلّق بتعديل حدود الدولة وربطه بالاستفتاء العام، رابط بالمشروع الكردي أو التركي، ام تشريع استباقي لحل مقبل سوف يطرح بخصوص الأراضي السورية المحتلة من قبل الكيان الصهيوني .
اقتباس …(د ميشيل عرنوق ) يقول
الهوية العربية لسوريا بين الثقافة، و السياسة..؟!
.نحن السوريون بأغلبية ساحقة نتكلم العربية , و نكتب بالعربية , و نفكر بالعربية , و نُصلي بالعربية، و نحلم بالعربية ,,!!
اللغة العربية تُشكل خزاننا الثقافي , و الفكري , و الإبداعي , و الديني سواء كنًا مسلمين أو مسيحيين ,, عرباً أو كرداً أو آشوريين أو تركمان أو أرمن أو شركس أو أزيديين ..!!
بكل تلك المعاني نحن عرب …
.لكن ربط العروبة بالتوصيف السياسي لاسم البلد دونه محاذير سياسية , عدا أنه يفتقر الى حالة الأغلبية الساحقة ..
لقد ارتبط المصطلح السياسي للعروبة بأحزاب قومية نقلت العروبة من حالة ثقافية جامعة , الى حالة أيديولوجية مانعة ..
و ترسخت تلك الحالة حوالي قرن كامل بما يتعدى عمر الأيديولوجيات الراكدة , فجعلت من العروبة مقدساً مُغلقاً على قومية محددة , و هي إضافة الى ذلك فكرة “”’’وهمية “”’’, و لا تعبر تعبيراً دقيقاً عن شعب واحد يتمتع بذات الخصائص باستثناء أنه يستعمل في خطابه الرسمي فقط لغة واحدة و هذا لا يكفي كي يحيلنا الى مفهوم الأمة ..؟!
هل ينتقص عدم ذكر الهوية العروبية في الاسم الرسمي لكل من : الكويت , و عمان , و قطر , و فلسطين , و تونس , الأردن , البحرين , السودان , ليبيا , العراق ,,,,
من كونها جميعاً دول عربية , و دول إسلامية أيضاً ؟!!!
.على ضوء النظر الى مسألة التسمية السياسية من هذه الزاوية المحايدة أيديولوجياً , و دينياً يمكن اتخاذ القرارات الصائبة ,و التي تجمع و لا تُفرق، و التي لا تستقوي بجداول الأعداد، و الأكثريات مقابل الأقليات،،!!
ألم يثبت بعد أنه في عالم السياسة فان جدول الاعداد يكذب غالباً في نواتجه، و أجوبته. ؟!!!..
.و في نهاية المطاف لن يغير ذلك من كوننا عرب – عرب …”
انتهى الاقتباس .
سياسة أمريكا في عهد ترامب الذي يمارس التمييز بعيدا عن الأهداف الانسانية المتقلصة عالميا وتنفيذيا ، ورغبته في القضاء على داعش والتطرف جديا ، مع نواياه المعلنة بتهويد فلسطين عبر نقل سفارته الى القدس ذات الهوية الاسلامية ، وتعاونه مع روسيا وتحديه لها في ظل توقيع قوانين بتحديث القوات الامريكية ، والمناوشات شرق أوكرانيا .
على المعارضة_السورية اخذ حديث السيد دي ميستورا والسيد الامين العام الجديد للامم المتحدة أنطونيو_غوتيريس على محمل الجد، هناك اتجاه دولي لتطبيق القرارات 2254 وفيينا وميونيخ وتوسيع تمثيل وفد المعارضة في مفاوضات جنيف .
كل ذلك يدعونا الى التفكير والتأمل والنظر الى سورية بنظرة وطنية صادقة محبة مخلصة ..
الحل السياسي والحكمة للخروج من هذه المحنة الرهيبة، خيارنا الوحيد ، الانتماء إلى العصر، احترام الآخر، التخلي عن الافكار القديمة، منع المتطرفين من مصادرة الإسلام ودفعه إلى الاصطدام بالعالم، التعليم والانفتاح والتكنولوجيا ومكافحة الفساد ووضع القوانين المناسبة ، اعتناق مبادىء حضارية تتسع لكل المكونات، احترام إرادة المواطنين وإشراكهم .
والحفاظ على وطننا وشعبنا العريق صاحب الامجاد والحضارة بعد ان اصابنا ما اصابنا مستفيدين من التجربة ومنحازين له ، تاركين الماضي وراسمين للمستقبل ، مدركين ان المصالح الدولية والإقليمية ستتقاطع مع مصالحنا اذا أدركنا التعامل معها في خدمة المصلحة العامة لوطننا ، وإلا فستكون السيف الذي يقطع مناطقنا وحضارتنا وشعبنا .
سورية للجميع وفوق الجميع ،
الى لقاء اخر
مهندس باسل كويفي
Discussion about this post