ذبحت الفكرة العصماء يارجل
فكم طود على الأعواد قد صلبوا
فكم معراج نحو الله هم ذبحوا
وكم وحي وقرآن لقد قتلوا
وكم عنق وعنق الريح هم ضربوا
وكم من سورة في الذكر هم قلبوا
وكم خطفوا بنين الماء إذ سجنوا
وكم بحر به الأصفاد تحتفل
وكم زنزانة ألقوا بها بحرا
وهذا الليل كل الصبح يعتقل
ويهدي الليل جبريلا لقاتله
وأي رب سنتبع أيها الهبل
وأوشى البئر سرا ذاك يوسفهم
وذنب الدلو لم يكتم بما علنوا
وجاء الذئب يا يعقوب معتذرا
قميص الفجر كم قدت به الحيل
سترعى هذه الغيمات ياولد
وترعى الفلك والنجمات يا زحل
وتنفش ريشها الأنهار غاوية
فحول الماء كم هاموا وما فعلوا
وظل الجن كم ترعبه منسأة
بكى بلقيس ذاك العرش والرسل
ومسلم كم أتت كوفان تنصحه
وكنعان بكاه الماء والجبل
ويحسب ذلك البستان عداء
وفاز النخل بالمرثون يا رجل
وقام البحر بالمرآة طالعها
رأى وجها مشيبا كله ملل
وطارت هذه الغابات عالية
تحلق خلفها الوديان والجبل
ويعصب عينها الأنهار صياد
فهل يصطاد بحرا كله جمل
ترى فيلا على الأشجار مرقده
ستهرب هذه الأشجار يا وجل
سأرعى الكون يا موسى أتتبعني
سأحدو في مجرات فهل عقلوا
وكف الماء كف الأرض صافحه
وجسم النار بالأنهار يغتسل
جنازة كل ذاك الليل شيعها
ضياء كفن الظلمات يابطل
وأدري ذلك القرصان هكرني
ويسرق من فمي الصحراء يا جمل
سأمضي فوق ذاك الماء توقيعا
سأختم صدره بالحبر يا جدل
مسجى الصبح سكرات تقلبه
وإذ أبناؤه بالليل قد قبلوا
وينتف ريش ذاك الجرف جرده
بلا جنحين إذ طارت به الأبل
ورأسي قارب والجسم أشرعتي
وإذ مرساي خان الوعد إذ وصلوا
ونعش الماء ذاك البحر شيعه
سيدفن في قبور الريح يا علل
سيذبح هذه الصحراء كم جمل
ويهدي رأسها للصقر يا كلل
يراود كم أناث الماء عاشقهم
ملأت كم شفاه النار ياقبل
يقبل نحر تلك النار شاطئهم
وتسبح نارهم باليم ترتجل
وتقلع من تخوم الماء طائرة
وتنزل في مطار القلب إذ نزلوا
. خالد جمال الموسوي/ العراق