كتبت خلود حسن
انتهت الحرب ولم تنتهِ أثارها، فما بين ألم فقدان شهيد، ومنزل عاد أهله فوجدوه ركاماً، يقف الناس والحسرة تُدمع الأعين على عمر طوته سنين الحرب وما بقى سوى القليل الذي لا يريد أصحابه سوى تكملته بسلام.
كل ما يريده أهالي مدينة السيّدة زينب عليها السلام، أن تكون مدينتهم محطة تسرُ الناظرين، لكن حالهم الآن عكس ذلك تماماً، إذ باتوا يبحثون عن الكهرباء والمياه، وما عادوا يجدون الخبز، ويمشون في مياه فيضان الصرف الصحي، إضافة إلى سوء تنفيذ التزفيت وتراكم القمامة والكثير غير ذلك.
بعد عدة شكاوي لسوء الواقع الخدمي بمدينة السيدة زينب زار فريق ” جولان تايمز” المدينة ضمن رحلة انطلقت من كراج الست بالمنطقة الصناعية عبر “فان” يتسع لـ 9 أشخاص ازدحم بأكثر من العدد المفروض وبمبلغ 5000 ليرة للشخص الواحد، اعترض عليها الجميع شاكين فقر الحال.
المواصلات… معدومة وشبه معدومة بأجر 150 الف شهرياً و70 الف يومياً للتكاسي!
فادي طالب جامعة ومن سكان المدينة أخبرنا بأن مصروفه اليومي للمواصلات حيث أنه لا يوجد سرفيس اثناء العودة من الجامعة أو خلال فترة الامتحانات والبلدية لم تقوم بتأمين باصات نقل داخلي كحال بلدية جرمانا التي وفرت لأبنائها أكثر من 5 باصات لنقلهم لجامعتهم خلال فترة الدوام والامتحانات، يقول: نهدر جلّ وقتنا بالانتظار ليأتي سرفيس واحد كل 5 ساعات ويأخذ 2000 الى 3000 ليرة والتاكسي تتقاضى أكثر من 70 ألف، حالياً تم توفير فانات خاصة مجهولة المصدر تقوم بنقل الأهالي من كراجات الست الى المدينة بمبالغ تتراوح من 5000 الى 7000 نهاراً أما ليلاً فالأجرة هي أكثر من 10000 ليرة.
عن عدم توفر باصات نقل داخلي لمدينة السيدة أخبرنا الأستاذ ” مخلص كاظم” عضو مكتب تنفيذي في بلدية السيدة أنه تم التواصل عدة مرات مع مديرية المواصلات وباصات النقل الداخلي وبكتب رسمية متابعة فتم توفر باصين ليومين ولكن لطول المسافة تم ايقافهم كون الأجرة غير مناسبة لهم ولشركاتهم الخاصة.
أما السبب الرئيسي لاختفاء السرفيس فهو عدم توفر مادة المازوت أو أعطال بمنظومة التتبع الالكتروني و عليه فأن المحروقات قامت بإيقاف 24 بطاقة لهم مع ان مجمل الآليات العاملة على الخط هي /100/ سرفيس.
وأضاف كاظم أنه أصبح هناك ما يسمى “توكتك” صغير للتنقل داخل المدينة بمبلغ 500 ليرة ويمكن أن يعمل خارج المدينة بمبلغ 8000 ليرة!
الخبز.. الخط الأحمر المفقود.
في مدينة السيدة زينب لا يوجد فرن دولة .. (يقول ” ماهر” من سكان المدينة ) هناك فقط /4/ افران خاصة ولكن للأسف تعمل يوماً واحداً وبقية الأيام أعطال متكررة وكاذبة فهذه الأفران وجميع سكان السيدة يعلم بأنها تبيع الطحين لمحلات الحلويات القريبة وبشكل علني وتضع الحجة بمعتمدي الخبز الذين بدورهم لا يعملون بشكل قانوني صحيح ويتم بيع ربطات الخبز بما يتجاوز 3000 الاف ليرة، في حين يقوم سكان المدينة والذين يعملون بدمشق بشراء خبزهم من هناك كل يوم .
رئيس مجلس البلدية ” الدكتور غسان الحاحي” قال إن عدم وجود فرن آلي للمدينة برسم مديرية المخابز، وأنهم كبلدية قدموا أرضاً ليتم البناء عليها وكان هناك اتفاق مع الأصدقاء والمجتمع المحلي لبدء البناء بدعم إيراني ولكن توقف لأسباب لا نعلمها.. وعليه تم إنشاء ثلاثة أكشاك لصالح مديرية التجارة الداخلية بمعدل 2000 ربطة يومياً وبسعر 250 ليرة.
اشغالات الأرصفة…… عشوائية مدفوعة الأجر!
في مدينة السيدة لا وجود للأرصفة بالمعنى الحقيقي، فمحلات الحلويات ودكاكين الخضار والمطاعم على اختلافها بسطت ما يمكن بسطه عليها وتوسعت لتأخذ جزء من الشارع المخصص للسيارات أيضاً فأصبح الازدحام لا يوصف .. احد السكان خاطبنا ونحن نسير: “هذه البسطات مدفوعة الأجر ويتم دفع الأجار لصاحب المحل المجاور أو لأشخاص معروفين في البلدية “وكل سكان السيدة بتعرف وين بتحط بسطتك بتدفع ضريبة شهرية ” وبالذات بشارع (بهمن) وهو السوق المجاور لمقام السيدة الزينب عليها السلام.
الأستاذ ياسر فاعور عضو المكتب الفني في البلدية نفى أخذ الأجرة ولكنه لم ينفِ عدم تمكنهم كلبدية من السيطرة على مشكلة إشغالات الأرصفة، وكل فترة يقومون بإزالة البسطات ومصادرة البضاعة لتعود في اليوم التالي مباشرة!