هنادي سلمان علي
في زمن تتطور فيه تقنيات الخصوبة والإنجاب بشكل مذهل، يلجأ بعض الأزواج الراغبين في الإنجاب إلى خيار الأم البديلة أو استئجار الرحم، وهو إجراء يتفق بموجبه شخص أو شخصان مع امرأة لتحمل طفلاً لهما بواسطة التلقيح الاصطناعي أو الإخصاب في المختبر، وتسليمه لهما بعد الولادة.
ويعتبر هذا الإجراء وسيلة بديلة للإنجاب عندما يكون الحمل غير ممكن أو خطير للأم المقصودة، أو عندما يرغب رجل أعزب أو زوجان مثليان في تحقيق حلم الأبوة.
ولكن هل هذا الخيار حقاً حلم يتحقق للأزواج المتعطشين للأطفال، أم كابوس يخفي خطورة وتعقيدات على الصعيدين الصحي والقانوني؟ وهل هذا الإجراء يحترم حقوق وكرامة المرأة التي تستأجر رحمها، أم يستغلها ويجعلها سلعة رخيصة؟ وهل هذا الإجراء يضمن سعادة وسلامة الطفل المولود، أم يثير فيه تساؤلات وصراعات نفسية عن هويته وأصوله؟
#أشكالوأساليباستئجار_الرحم
يكون استئجار الرحم إما تقليدياً أو حملياً، ويختلفان حسب الأصل الجيني للبويضة في استئجار الرحم التقليدي، تُخصَّب بويضة الأم البديلة من قبل حيوانات منوية للأب المقصود أو متبرع، وتُنجِب طفلاً ذا قرابة وراثية بها.
في استئجار الرحم الحملي، يُزْرَع جنين مُشَكَّل من بويضة للأم المقصودة أو متبرعة وحيوانات منوية للأب المقصود أو متبرع في رحم الأم البديلة، التي تكون غير ذات قرابة وراثية بالطفل.
#شروطوتكاليفاستئجار_الرحم
تختلف شروط وتكاليف استئجار الرحم باختلاف المكان والظروف ،ففي بعض الدول، يُشْترَط على المرأة التي تستأجر رحمها أن تكون قد أنجبت طفلاً على الأقل من قبل، وألا تزيد عن سن معينة، وألا تكون مدخِّنة أو مدمِنة على المخدِّرات. كذلك، يُشْترَط على الزوجَيْن المستفِيدَيْن من استئجار الرحم أن يثبتا عدم قدرتهما على إنجاب طفل بشكل طبيعي، وألا يزِدَا عن سِنٍّ مُعَقَّولٍ لإثبات رغبتهما في امتلاك طفل .
#التشرُّعات_المختلفة
لا تزال قضية استئجار الرحم مثيرة للجدل في كثير من دول العالم، فهناك دول تسمح بهذا الإجراء بشروط محددة، وهناك دول تُحْظره جزئيا أو كليا .
حيث تختلف القوانين المتعلقة باستئجار الأرحام اختلافاً كبيراً من بلد إلى آخر ، في بعض الدول الأوروبية مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا يحظر جميع أشكال تأجير الأرحام، وفي إيرلندا وهولندا وبلجيكا وجمهورية التشيك، تعتبر هذه العملية “باطلة”، وهذا يعني أنه لا يوجد تشريع يعترف بتأجير الأرحام أما في بريطانيا، فيعتبر تأجير الأرحام قانونياً بالنسبة لمواطني المملكة المتحدة إذا انطوى على دوافع إنسانية .
وفي أوكرانيا وروسيا، كلا الشكلين من تأجير الأرحام قانوني .
#التحذيرمنمخاطرسوقتأجيرالأرحاموالدعوةلحمايةحقوق_المرأة
ناشطة نسوية تحول الأضواء على مخاطر استئجار الأرحام في مهرجان كان السينمائي في دورته الحالية حدثاً مؤثراً، حيث قامت ناشطة نسوية من مجموعة #SCUMs بالاقتحام المفاجئ للسجادة الحمراء وهي ترتدي دعامة على شكل بطن امرأة حامل مكتوب عليها #Surrogacy، وذلك بهدف إلقاء الضوء على مخاطر استئجار الأرحام في صناعة الأفلام.
يقول ممثلون عن المجموعة عبر صفحتها الرسمية، إن تلك الخطوة تأتي لتعري الحقيقة وتجعل الجميع يفهمون أن استئجار الأرحام ليس بديلاً عن الإنجاب، بل يندرج تحت شبكات الإتجار بالبشر والتي تمس حقوق المرأة ومن يتعرضون للإستغلال بسببها، وليس فقط في صناعة الأفلام ولكن في بعض الدول يأخذ نفس الموقف ويلقى نفس الانتقاد، لاسيما في الدول التي تقدم خدمات الرعاية الصحية.
ويُعد سوق تأجير الأرحام من أصعب أنواع الخدمة الطبية التي يمكن إجراؤها، حيث تتعاقد المرأة على استئجار رحم أمرأة أخرى مقابل مبلغ مالي، وفي كثير من الأحيان لا يتم تقديم لهن أي ضمانات صحية أو حقوق الأمومة الحقيقية، كما تنتهي في العديد من الأحيان بالإستغلال والتجسس والإستغلال التجاري للمرأة والطفل.
من المهم أن نتعرف جميعاً على مخاطر تلك الخدمة الطبية المثيرة للجدل، وأن نقف معًا لمناهضة هذا النوع من الإستغلال والتلاعب بحياة النساء، حيث يعد ذلك تجديدًا لمفهوم الأمومة وحماية حقوق النساء في جميع أنحاء العالم.