تبنى مجلس الأمن الدولي، السبت 31 ديسمبر/كانون الأول، بالإجماع مشروع القرار الذي أعدته روسيا لدعم اتفاقات الهدنة في سوريا وإطلاق العملية السياسية لتسوية الأزمة التي تمر بها البلاد.
وأكد مجلس الأمن، من خلال إقرار المشروع، أنه اطلع على الوثائق المذكورة، التي تم التوصل إليها بين الحكومة السورية والمعارضة بوساطة روسيا وتركيا.
وشدد نص القرار على "أهمية تطبيقها الكامل والفوري".
وقالت نائبة المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، ميشال سيسون، خلال اجتماع المجلس الخاص بالتصويت حول المشروع: "نرحب بجميع الجهود الرامية إلى وقف العنف في سوريا، ونؤيد الهدنة الشاملة التي من شأنها أن تتزامن مع فتح طريق المساعدات الإنسانية من دون عراقيل إلى جميع المناطق المحاصرة".
بدوره، قال ممثل فرنسا، خلال الاجتماع، إن بلاده "تأمل في تنفيذ فعال وفوري للهدنة"، مشيرا إلى أن المخاوف الأساسية لباريس بشأن الاتفاقات "ناجمة عن إنعدام واضح للثقة بين الأطراف السورية".
وشدد المسؤول الفرنسي على أنه "من الضروري أن يركز المجتمع الدولي الآن على تسهيل المفاوضات بين أطراف الأزمة السورية"، مضيفا: "نعتقد أن الهيئة العليا للمفاوضات هي الممثل الشرعي للمعارضة".
من جانبه، دعا ممثل بريطانيا "جميع الأطراف إلى الالتزام بالهدنة على الأرض"، مضيفا: "هؤلاء الذين يؤثرون عليها، وخاصة (روسيا وتركيا) أي الدولتان الضامنتان، فيجب الاستفادة من نفوذهما من أجل تحقيق صمود وقف إطلاق النار".
وأعرب المسؤول مع ذلك عن قلقه من "التقارير حول حالات انتهاك الهدنة في بعض المناطق".
وكان فيتالي تشوركين، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أعلن، الجمعة الماضي، أن موسكو وزعت في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار لدعم اتفاقات الهدنة في سوريا وإطلاق عملية المفاوضات بين أطراف الأزمة.
وقال تشوركين، في مؤتمر صحفي عقد في نيويورك: "تم، يوم أمس (الخميس)، في أستانا، بعد جهود مديدة لروسيا وتركيا، الإعلان عن الوثائق المهمة جدا، التي تقضي بوقف الأعمال القتالية في سوريا وتلزم الحكومة والمعارضة بخوض مفاوضات مباشرة في أستانا أواخر شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، ولذا، قمنا، بالتعاون مع الوفد التركي، بتوزيع الوثائق الرسمية في مجلس الأمن، وبإعداد مشروع قرار للمصادقة على هذه الوثائق، ووزعنا المشروع الليلة الماضية، وأنوي أن أعرضه اليوم، في اجتماع للمجلس، على الأعضاء".
وأشار تشوركين إلى أن روسيا تأمل في أن تجري عملية التصويت على المشروع والمصادقة عليها بالإجماع صباح الغد السبت.
يذكر أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن، الخميس الماضي، عن التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في كافة أراضي سوريا، واستعداد الأطراف المتنازعة لبدء مفاوضات السلام.
ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في منتصف ليلة الخميس إلى الجمعة، 29 إلى 30 ديسمبر/كانون الأول.
وأوضح بوتين، خلال اجتماع مع وزيري الخارجية والدفاع، سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، أنه تم التوقيع على 3 اتفاقيات، الأولى منها هي اتفاقية وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة. أما الاتفاقية الثانية، فتنص على حزمة إجراءات لمراقبة نظام وقف إطلاق النار، فيما تمثل الوثيقة الثالثة بيانا حول استعداد الأطراف لبدء مفاوضات السلام حول التسوية السورية.
وبين بوتين أن روسيا وتركيا وإيران أخذت على عاتقها الالتزامات بالرقابة على تنفيذ الهدنة ولعب دور الضامنين لعملية التسوية السورية.
بدوره، كشف وزير الدفاع الروسي أن فصائل المعارضة المسلحة التي انضمت إلى الهدنة في سوريا، تضم أكثر من 60 ألف مسلح. وذكر أن وزارة الدفاع الروسية بتكليف من الرئيس بوتين خاضت على مدى شهرين، مفاوضات بوساطة تركية، مع قادة المعارضة السورية، بينهم زعماء 7 من التشكيلات الأكثر نفوذا. وأوضح أن تلك الفصائل المعارضة تسيطر على الجزء الأكبر من المناطق الخارجة عن سلطة دمشق في وسط وشمال سوريا.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية، لاحقا، قائمة تشكيلات المعارضة السورية، وهي: "فيلق الشام" و"أحرار الشام" و"جيش الإسلام" و"ثوار الشام" و"جيش المجاهدين" و"جيش إدلب" و"الجبهة الشامية".
المصدر: وكالات
رفعت سليمان
Discussion about this post