قال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن تصعيد التوتر في سوريا جاء نتيجة انهيار الاتفاق الروسي الأمريكي، وسببه عجز واشنطن عن الفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين.
وأعرب بوغدانوف، في كلمة ألقاها على هامش منتدى فالداي الدولي للحوار، في سوتشي، الثلاثاء 25 أكتوبر/تشرين الأول، عن ثقته بأن الهدنة في سوريا يجب أن تعاد، مشددا على أن مسألة استئناف الهدنة يتطلب ضمانات من قبل اللاعبين الإقليميين الذين لديهم تأثير على المعارضة المسلحة.
وكشف أن خبراء عسكريين يمثلون دول "صيغة لوزان" (روسيا والولايات المتحدة وتركيا والسعودية وإيران والعراق وقطر ومصر والأردن) أعدوا وثيقة عمل حول سوريا، "تتعلق بمجموعة المسائل حول تسوية الوضع في حلب"، وهي معروضة الآن على وزراء خارجية تلك الدول.
وجدد موقف موسكو الداعي إلى وجوب إيجاد حل سياسي للأزمة السورية على أساس حوار داخلي بين جميع المكونات الإثنية والطائفية والسياسية في البلاد.
وأعلن بوغدانوف أن روسيا لا تزال تدعو الدول الغربية إلى توحيد الجهود وإنشاء تحالف دولي واسع ضد الإرهاب، إذ أن هذه المهمة لا تزال أولوية حيث لا يوجد دولة في العالم محمية من التهديدات الإرهابية.
وقال: "يجب محاربة الإرهابيين على مسافات بعيدة قبل قدومهم إلى أوطاننا. وشركاؤنا الغربيون مضطرون إلى مراعاة موقفنا هذا أكثر فأكثر لأنهم يدركون تدريجيا أن تحقيق النصر في الحرب العالمية ضد الإرهاب وإعادة السلام إلى الشرق الأوسط غير ممكنة من دون روسيا".
كما أشار إلى أن موسكو سجلت تصعيدا في التوتر بسوريا نتيجة انهيار الاتفاقات الروسية الأمريكية.
وأعلن بوغدانوف أن روسيا تعمل دون جدول أعمال خفي في سوريا، مؤكدا تمسكها بقرارات مجلس الأمن الدولي، مؤكدا استعداد موسكو للعمل مع كافة الأطراف التي يمكن أن تساهم في حل الأزمة السورية.
وقال: "إن القوى المتطرفة يجري استخدامها كمطرقة لتغيير أنظمة غير مرغوب فيها. وربما يكون وراء ذلك مخطط لأحد ما وربما هذه الخطة لا تزال في بال طرف ما كـ"الخطة ب". ولا يوجد لدينا أي جدول خفي. نحن متمسكون بتلك القرارات التي طرحت في مجلس الأمن وفي إطار تعاوننا الدولي".
بوغدانوف: بعض شركائنا يبقون الباب مواربا للحل العسكري في سوريا
وأعاد بوغدانوف إلى الأذهان أن روسيا كانت تدعو منذ البداية إلى حل الأزمة السورية بطرق سياسية، واقترحت تثبيت هذا المبدأ في كل لقاءاتها مع الأمريكيين وشركاء موسكو الأجانب الآخرين، "لكن بعض شركائنا رفضوا حتى تسجيل دعوتنا للسوريين بوقف إراقة الدماء وتثبيت موقفنا المبدئي المنطلق من عدم وجود بديل عن الحل السياسي.. والبعض لا يزال يتحدث عن أن على (الرئيس السوري بشار) الأسد أن يرحل طوعا أم قسرا، أي أنهم يُبقون الباب مواربا للحل العسكري.
وعند تطرقه إلى مسألة تحرير الموصل، قال بوغدانوف إن روسيا لا تنوي تأجيج "هستيريا إنسانية" بسبب مشاركة التحالف الدولي بقيادة واشنطن في عملية استعادة الموصل، "مع العلم أن هناك مخاوف جدية من تدهور الوضع الإنساني هناك".
وأعلن الدبلوماسي الروسي أن موسكو تعد "داعش" و"جبهة النصرة" العدو المشترك، ولذلك لا تنوي عرقلة القضاء عليهما.
وأشار إلى أن محاولات الولايات المتحدة فرض قراراتها على دول أخرى غير مناسبة، مضيفا أن انتهاج سياسات كهذه أدت إلى ظهور بؤر عدم الاستقار في سوريا والعراق وليبيا واليمن.
Discussion about this post