تستمر ظاهرة "المهرجين المرعبين" في الانتشار في مناطق عدة حول العالم، إذ انتقلت من الولايات المتحدة وبريطانيا إلى استراليا وهولندا، في حين يبقى السؤال المحير هو لماذا هذه الظاهرة بالتحديد؟ ما الذي جعلها تنتقل عبر القارات لتصبح مصدر خوف وقلق للسكان والأهالي؟ وجد بروفيسور علم النفس في جامعة نيويورك غلين غير جواباً قد يكون شافياً لسبب هذه الظاهرة، ففي العقود الأخيرة انتشر مفهوم "الشر" بين الأوساط الاجتماعية، وأصبح سلوكاً سهلاً يمكن التصرف به من قبل الأفراد. ويُشار إلى هذا النوع من السلوك باسم "Deindividuated"، ويُقصد به على سبيل المثال: أنه في حال تواجد شخص في غرفة دردشة كمجهول، فإنه لا يمثل نفسه في الحقيقة، وبالتالي يُطلق عليه مصطلح "Deindividuated"، وكذا بالنسبة للذين يرتدون الأقنعة في الهالويين، فهم بذلك يخفون هويتهم الحقيقية وراء هذا التنكر. وقال غير أيضاً إن الأفراد في هذه الحالة، يميلون إلى الإنخراط في سلوكيات بغيضة لا يستطيعون القيام بها بهوياتهم الحقيقية، مثل إيذاء الآخرين والغش والسرقة والكذب وحتى القتل في بعض الأحيان. ويمكن ملاحظة بعض الحالات التي تمر بنا، والتي يمكن أن يُشار إليها كحالة "Deindividuated" مثل، الاتصالات الهاتفية غير المعروفة والتعليقات البغيضة على مواقع التواصل الاجتماعي التي غالباً ما تكون من أشخاص مجهولين، وكذلك القتلة في الأفلام مثل "هالويين" و"سكريم" و"فرايدي ذا ثيرتينث" والآن، "المهرجين المرعبين". وبناءً على ذلك، يمكن القول أن أهم ميزة لـ"المهرجين المرعبين" هي "Deindividuated"، إذ يرتدون الملابس المضحكة والشعر المستعار الغريب إضافة إلى الماكياج وأنف المهرج، ما يجعلهم مختفيين عن المجتمع بأكمله، فمن كان اسمه "جوزيف هارينغتون" أصبح اسمه "مستر بيبلز!"، وبالتالي فإن سلوكه سيتغير كثيراً سواء بشكل إيجابي أم سلبي. وقال غير أنه في حال مقابلة "مهرج مرعب" في طريقك، فإنه يجب النظر إليه كشخص عادي مثل أي إنسان آخر، لكنه في حالة "Deindividuated". ويبدو أن هذه الظاهرة قد تستمر لبعض الوقت حتى يتم قمعها خصوصاً وأنها تتجه إلى دول أخرى حول العالم، في وقت تحاول الشرطة السيطرة قدر الإمكان عليها والإمساك بالمتلبسين قبل افتعالهم لأي أعمال شغب أو حوادث خطيرة.
Discussion about this post