عاد الهدوء الحذر بين المتظاهرين وقوات الأمن قرب بوابة المنطقة الخضراء في بغداد، الجمعة، بعد ساعات من المواجهات في احتجاجات ضد نتائج الانتخابات التي جرت الشهر الماضي.
وقالت مصادر إن المحتجين رموا الحجارة على قوات الأمن، لكن تم ردعهم من قبل قوة مكافحة الشغب، وأن قوات الأمن أطلقت النار في الهواء لتفريق المتظاهرين.
وأضافت أن المتظاهرين أغلقوا “3 من أصل 4 مداخل للمنطقة الخضراء”، وأن “غالبيتهم من مناصري كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق”، وهما من بين الفصائل الأكثر نفوذا في الحشد الشعبي.
وحسب “فرانس برس”، رفع مئات المتظاهرين لافتات كتب عليها “كلا كلا للتزوير” ورددوا شعارات من بينها “كلا كلا للتزوير، نعم نعم للحشد”، قرب أحد مداخل المنطقة الخضراء، وسط انتشار كثيف لقوات الأمن في عدد من الشوارع المؤدية إلى المنطقة الخضراء.
وبدأ المئات من مناصري الحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل موالية لإيران باتت منضوية في الدولة، قبل أكثر من أسبوعين اعتصاما قرب المنطقة الخضراء وسط بغداد، حيث يقع أيضا مقر المفوضية العليا للانتخابات، احتجاجا على ما اعتبروه “تزويرا” شاب الانتخابات التشريعية المبكرة.
وبعدما كان القوة الثانية في البرلمان السابق مع 48 مقعدا، حاز تحالف الفتح الممثل للحشد الشعبي على نحو 15 مقعدا فقط في انتخابات العاشر من أكتوبر، بحسب النتائج الأولية.
وندد قياديون في التحالف مرارا بـ”تزوير” في العملية الانتخابية.
ويرى مراقبون أن الخسارة التي سجلها الحشد الشعبي بحسب النتائج الأولية، تعود إلى خيبة أمل ناخبيه من أدائه السياسي وإخفاقه في تلبية تطلعاتهم، إضافة إلى العنف والممارسات القمعية المنسوبة للفصائل المكونة للحشد.
في المقابل، حصد التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، أكثر من 70 مقعدا وفق النتائج الأولية، مما وضعه في الطليعة.
لكن اختيار رئيس للحكومة وتشكل الكتل السياسية والتحالفات في البرلمان الجديد قد تتطلب وقتا طويلا، فيما يجري الصدر حاليا لقاءات مع قوى سنية وكردية في بغداد.
وتنهي المفوضية العليا للانتخابات المراحل الأخيرة لإعادة فرز الأصوات بناء على الطعون التي قدمت أمامها، قبل رفعها للمحكمة المختصة وإعلان النتائج النهائية.
Discussion about this post