كلمة للسيد رئيس الكتلة المهندس باسل الكويفي:
الخبرة التراكمية المستمدة من دراسة الواقع السوري والحالة التي وصل اليها الصراع الاقليمي والدولي في منطقتنا وعلى الاخص سورية يتطلب منا التأكيد والمطالبة
بالإرادة و الجدية في الحل السياسي من قبل السوريين جميعهم و القوى الدولية و الاقليمية ذات الصلة بالملف السوري التي تتقاسم النفوذ وفق مصالحها .
مما سيساعد على مكافحة الارهاب والتطرف بتعاون جميع الدول و الحكومات و المنظمات المحلية و الأممية عبر المشاركة في الدفع باتجاه تعديل الخطاب الديني و العنصري ومتابعة الحوار البناء بين الديانات و الحضارات للوصول إلى مجتمع انساني متكامل .
ان التغيير يصنع في الداخل و ليس في الخارج وان الاخير مهما تعاظمت حيويته وفاعلية نقاشاته لايملك سوى الالهام عن بعد اذا كان متجنبا لفخ السقوط في التوجيه لذلك للوصول إلى الدولة القوية العادلة و التي نعمل لها لابد من التاكيد وتاييد أساسيات هامة.
سيادة القانون و استقلال القضاء و نزاهته التي تتضمن حقوق المواطنة و المساواة بين الجميع وصون حقوقهم و حرياتهم.
الدولة الوطنية القوية صاحبة المؤسسات و الأجهزة القادرة على احتكار الاستخدام المشروع للقوة للحفاظ على حرية و حقوق المواطنين و على تمكين المجتمع من ادارة علاقاته بسلمية للاقتراب تدريجيا من القيم العليا للتقدم و التنمية المستدامة و العدالة الاجتماعية و الكرامة الانسانية و الحياد الايجابي ازاء تمايزات مواطنيها الاقتصادية و الاجتماعية و الدينية و المناطقية و الثقافية و جبر الضرر عنهم . لذلك يجب ضبط ادارة القرار لدى المؤسسات و الأجهزة الحكومية التي أصاب البعض منها الترهل و الفساد و فقدان التنسيق و التكامل عبر إعادة الهيكلة و خط ناظم يدير العلاقات بينهم لتصحيح و تصويب خروج البعض عن روح و سياسة الفريق الواحد بما يضر الصالح العام و العمل على المحاسبة الفعالة لشاغلي المناصب العامة الذين يخرجون عن هذه القيم .
الديمقراطية التي تمكن المواطن من المشاركة بحرية و بدون خوف في صناعة القرار العام و البناء السلمي للتوافق المجتمعي و مساءلة و محاسبة الفاسدين و سوء استغلال المنصب العام عبر آليات الانتخابات الحرة و الدورية و اجراءات تداول السلطة و تفعيل مؤسسات الرعاية الشعبية.
تفعيل دورالمجتمع المدني و العمل التطوعي بين المواطنين بعيدا عن التهميش لنشر قيم العقل و العلم و العدل و الحرية و المساواة و الجمال و التطوير و التنوير في مواجهة الجنون و الجهل و الظلم و التطرف والكراهية لانجاز قيم الاستقرار و التقدم و التنمية المستدامة باتجاه ان تكون قاطرة سورية نحو الديمقراطية.
الخروج من مربع الايديولوجيا و الذهاب الى البرنامج السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و الهوية الوطنية بناءا على توافقات ينتج عنها ديمقراطية و التشاركية (التوافقية) في المرحلة الاولى التي تتناسب مع المجتمع العربي و المبنية على الحوار و الثقة لبناء الحالة الوطنية الصادقة و ان التوافق هو المفتاح السري للقفز فوق الفوضى الخلاقة و الانتقال التوافقي المتدرج نحو الديمقراطية وفق عقد اجتماعي يضمن حقوق جميع المكونات و الشرائح في المجتمع.
سورية للجميع وفوق الجميع , والى لقاء اخر.
Discussion about this post