الحوار المجتمعي .. بين الحقيقة والخيال …
أكد القادة العرب المشاركين في قمة تونس في بيانهم الختامي يوم ٣١ آذار/ مارس ٢٠١٩ ، رفض القرار الأمريكي الأخير حول سيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل ، مطالبين بإنهاء مبدأ “الأرض مقابل السلام”.وشدد المشاركون في القمة العربية في بيانهم، على رفض “التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية،وتحدث البيان عن ضرورة العمل على التوصل إلى تسوية حقيقة وثابتة للأزمتين السورية والليبية، مشددا على وحدة أراضي العراق وإدانة التدخلات التركية في شماله، وكذلك على استقرار لبنان ، (ودون التحدث عن اليمن والسودان والجزائر )وأكدت القمة العربية في بيانها الختامي على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين.وفِي تطور خطير للتهديدات التركية وتصريحات مسؤولين اتراك فانه بعد الانتخابات البلدية التي تنتهي ١ نيسان / ابريل ٢٠١٩ سيتم إتخاذ الخطوات والتدابير العسكرية من أجل إنطلاق العمليات في الاراضي السورية ، اذاوصلت المباحثات التركية- الامريكية إلى طريق مسدود .
وكانت الكتلة الوطنية الديموقراطية قد أصدرت بيان الأسبوع الماضي قالت فيه ؛انها تؤيد جميع الجهود الصادقة من اجل احلال الامن والسلام والاستقرار في سورية ، وترحب بمساعي المبعوث الأممي الخاص السيد غير بيدرسون للدفع بالحل السياسي وفق قرار مجلس الامن الدولي ٢٢٥٤ والذي يعتبر الآلية المتاحة للوصول الى تسوية مستدامة مع مخرجات سوتشي واستانا ذات الصلة بالقرار .
كما ادانت الكتلة ، هجوم اسرائيل المتكرر على أهداف في سورية ، وذكرت انه يتناقض مع مبادىء الشرعية الدولية وما نصت عليه القوانين الأممية ويشكل تهديدا اضافيا للسلام والأمن العالمي، وتاَتي تغريدة الرىُيس الامريكي ترامب بضم الجولان العربي السوري المحتل الى الكيان الاسرائيلي المغتصب في هذا السياق متجاهلا جميع القرارات الدولية وخاصة القرار ٢٤٢ الصادر عن مجلس الامن الدولي ، وحذرت بانه سيعرض الوضع الإقليمي الأمني لخطر حقيقي ، واكدت ان الجولان سوريٓة وستبقى سوريٓة .كما أوضحت ان الصراع الدولي على الارض السورية بين اميركا والغرب من جهة وروسيا ..وإيران ..وتركيا من جهة ثانية ..وانعكاسات الخلافات الخليجية ومرحلة التطبيع مع الكيان الصهيوني لتمرير صفقة القرن بعد الانتخابات في إسرائيل الشهر القادم مع ما يرافقها من عمليات تجميلية ووعود للدعم الاقتصادي والمالي لدول المنطقة التي عانت من الحصار المفتعل بمختلف اشكاله ، يهدف الى انشاء تحالفات جديدة في المنطقة ، قد تزيد من التوترات والصراع على النفوذ ..(ملفات النفط والغاز بدءا من لبنان ) ، وقد يطيح بمنظومة حقوق الانسان والديمقراطية والتنمية والعدالة وتوزيع الثروات وحق تقرير المصير للشعوب .
كما رحبت الكتلة الوطنية الديموقراطية باَي حوار وطني سوري – سوري يهدف الى الوصول الى حل سياسي سوري يُؤْمِن السلام والأمن والاستقرار في جميع مناطق سورية ، مع التاكيد على وحدة الجغرافيا والشعب السوري في إطار دولة المواطنة والديموقراطية والمساواة والقانون والتشاركية .. وعلى الأخص بعد الخلاص من داعش وارهابها في الباغوز بشرق الفرات بجهود وتضحيات كبيرة من قوات سورية الديموقراطية ، وحذرت من ان مكافحة الاٍرهاب الداعشي وغيره يتطلب توافق سوري -سوري وإقليمي ودولي والعمل على الاستمرار بمكافحته فكريا ولوجستيا حتى الوصول الى القضاء التام عليه ، وبما يتيح الوصول الى مستقبل سوري افضل تتحقق فيه التنمية المستدامة والمتوازنة والعادلة وتساهم في تقدم المنطقة والعالم .
كما أشادت بالتصريحات والمواقف الرسمية الصادرة عن روسيا الاتحادية بايجابية تجاه الشعب السوري ، ونعتبره تعزيزا لدورها الهام في الحفاظ على الأمن والسلام العالمي .وأملت ان تبقى قنوات الديبلوماسية متاحة وغير مغلقة للتنسيق بمكافحة الاٍرهاب ، واعلنت رفضها المطلق للبيان المشترك الصادر عن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بخصوص تشدٌيد الحصار على سورية واعتبرته ضد مصالح الشعب السوري المتضرر منها مباشرة وطالبت بكسر الحصار بشكل فوري ودون اي ذريعة كانت .
على الصعيد الداخلي …
اننا نعيش في عالم تعصف به المتغيرات وترتسم فيه المصالح والخرائط من جديد… وإننا مطالبين بتأكيد جدارتنا الحضارية العلمية الثقافية ، من خلال تصويب أخطائنا وتعميق وعينا .نحتاج إلى صفاء ذهني ونزاهة في الانتماء إلى سوريا ، علينا ان نعي جميعا ان سوريا المعافاة والموحدة ، والحد من التشرذم ، تتطلب عقد اجتماعي متوافق عليه لصياغة دستور عصري يتضمن إعداد برامج اقتصادية – اجتماعية – ثقافية تدفع المجتمع نحو التقدم والتطور والتنمية المستدامة .من اهم نتاىٌج لقاء الحوار السوري – السوري الذي تم انعقاده في عين عرب – كوباني ٢٨ مارس/ آذار ٢٠١٩ التاكيد على وحدة سورية ورفض احتلال اي ارض سورية وضم الجولان السوري المحتل .. فالحكمة هي إخراج أفضل ما يمكن ، والتشاركية هي عدم الاقصاء والتحضر هو في استيعاب الإختلاف وتحويله الي طاقه إيجابيه ، واحترام الرأي في التفكيــر والتعبيــر . علينا العمل جميعا من اجل مبادرة واحدة بخطاب وطني جامع وهوية وطنية لسورية الواحدة .بعيدا عن العنف والغضب والحقد وشيطنة البعض للآخر ، بما بساهم في تعزيز إنسانيتنا وفكرنا وتسامحنا .سورية للجميع … وفوق الجميع ..والى لقاء اخر
…مهندس باسل كويفي .
مقال شهر آذار .
Discussion about this post