شعوب الحضارة السورية .

بقلم : د.رفعت شميس
تمهيد .
عندما فكرت بأن أخرج ببحث يتعلق بالحضارة السورية اخترت أن أتناول جانبا واحدا واتعمق في دراسته ، وحينها اخترت ان أتحدث عن المرأة السورية مذ كانت الهة ( عشتار ) إلى أن كانت ملكة ( زنوبيا ) ولا بد لي في العصر الحديث ان اشير إلى نموذج كان له الشأن الثقافي والسياسي على مدى عقود فاخترت الدكتورة نجاح العطار نموذجا إلا أنني عدلت عن هذا البحث – لسبب لن أذكره هنا – ليكون مجرد فقرة في بحثي هذا والذي هو أعم وأشمل وقد عنونته ب ( شعوب الحضارة السورية ) .
ولا عجب أن هناك الكثير من البحوث والدراسات التي تناولت – وبالتفصيل أحيانا – الحضارة السورية ، فهناك دوافع كثيرة تجعل الباحثين يتوقفون عند حضارة عريقة موغلة في القدم ، فالحضارة السورية ليست حضارة واحدة وإنما هي مجموعة حضارات تعاقبت في عصور تاريخية متعددة . وأنا لا أدعي في هذا البحث بآني سوف آتي بما لم يأت به من سبقني ولكن ربما أستطيع أن أعيد صياغة الذهب العتيق بشكل جديد مضيفا بعض اللمسات التي يساورني الاعتقتاد بصحة كينونتها مستندا إلى الكثير من البحوث والمراجع والوثائق والمكتشفات الأثرية والدراسات والقصائد الشعرية ، مع يقيني بأن ليس كل ما يُقرأ في كتب التاريخ صحيحا ، ولا شك أن الكثير من الكتب التاريخية صيغت فيها الاحداث كما يريد الحكام ، إلا أنني لن آخذ دور الناقد ولن انحاز ستكون دراستي وصفية إلى حد كبير إلا أنني سوف أدلي بدلوي حين يقتضي مني الأمر تدخلا . وهنا قد أحظى بمؤيدين لفكر أتبنيه ، وقد يكون هناك من يعارض ذلك الفكر . وهذا شيء إيجابي فلطالما كان الشك طريقا للوصول إلى الحقيقة .