وقف القادة الضيوف والوفود المشاركة في قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي مصفقين للرئيس الصيني حين أنهى كلمته، في مشهد يعكس حضور بكين الكبير في القارة السمراء منذ سنوات.
وتنعقد هذه القمة الاقتصادية الصينية الإفريقية بحضور قادة وزعماء وممثلين عن 51 دولة من أصل 54 في القارة السمراء، ما يعكس مدى التأثير الصيني في هذه القارة التي كانت تقسّم في الماضي بشكل أساس بين مجموعتي الدول الناطقة بالإنجليزية والفرنسية، وحيث هيمن بشكل ساحق لعقود طويلة النفوذ الفرنسي والبريطاني والأمريكي.
وتبحث هذه القمة المنعقدة تحت شعار "التعاون المربح للجانبين.. التكاتف لبناء مجتمع أقرب لمستقبل مشترك للصين وإفريقيا" مشروعات طموحة، وتتطرق إلى مناقشة سبل تعزيز الشراكة بين الصين والدول الإفريقية، وذلك من خلال الاستفادة من المبادرة الصينية المعروفة باسم "الحزام والطريق" الهادفة إلى ربط آسيا وأوروبا وإفريقيا في استلهام لـ"طريق الحرير" الصيني التاريخي.
يذكر أن بكين كانت أعلنت نهاية العام الماضي أنها استثمرت منذ البداية 60 مليار دولار في مشاريع تنموية في إفريقيا، إضافة إلى أنها أنفقت "10 مليارات لتنمية الطاقة الإنتاجية، ووفرت 20 ألف فرصة تدريب للكوادر البشرية، و20 ألف فرصة أخرى للمنح الدراسية لأفريقيا".
ويشكل التغلغل الصيني في إفريقيا المطرد هاجسا للولايات المتحدة كان عبّر عنه وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون بطريقة منفعلة، حيث قال خلال جولة زار خلالها في مارس الماضي خمس دول إن "الأنشطة التجارية الصينية تهدد استقلال دول إفريقيا، وتعمل على تبعيتها لبكين".
ورأى تيلرسون أيضا أن الاستثمارات الصينية "مهمة لتنمية إفريقيا، وتعزيز بنيتها التحتية، لكن ذلك دفع إفريقيا إلى هاوية الديون بدرجة رهيبة".
وزاد على ذلك بالقول هم: "خلال هذه الفترة، قدموا ديونا ملغمة، وقاموا بممارسة الفساد، ودخلوا في اتصالات خطيرة".
بالمقابل، روج رئيس الدبلوماسية الأمريكية السابق لعلاقات الولايات المتحدة مع القارة السمراء، لافتا إلى أن التبادل التجاري بين بلاده وإفريقيا يزداد عاما بعد آخر، وللدلالة على ذلك أشار إلى أنه ارتفع من 33 مليار دولار في 2016، إلى 39 مليار دولار في العام التالي.
وتعهد وزير الخارجية الأمريكي من أديس أبابا كذلك بأن تقدم واشنطن "مساعدات إنسانية للقارة بنحو 533 مليون دولار".
Discussion about this post