أعلن خبراء أن سواحل شرق البحر الأبيض المتوسط تتعرض لتحولات عميقة في نظامها البيئي باختفاء أنواع أصلية من الكائنات البحرية التي لم تعد تتحمل الحرارة المرتفعة باضطراد.
في المقابل، لاحظ الباحثون صمود أنواع أخرى استوائية دخيلة تصل المنطقة عن طريق البحر الأحمر وقناة السويس.
واستنتج الخبراء، حسب دراسة جديدة لأكاديمية الجمعية الملكية البريطانية العلمية، أن هذه التحولات العميقة الجارية منذ عقود في المنطقة، لاسيما الساحل الفلسطيني، تعود إلى ارتفاع درجات الحرارة بسبب الاحتباس الحراري ولكون البحر الأبيض المتوسط شبه مغلق وأقرب إلى البحيرة، ما لا يساعد على ضبط حرارة مياهه بالتبادل مع المسطحات المائية الكبرى المجاورة.
وأكدت الدراسة أن العقود الأخيرة شهدت تراجعا بنسبة 90 بالمائة تقريبا للثروة البحرية في السواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، تراجعت إثرها بشكل ملحوظ نسبة المحار والرخويات في البحر. ولا يستبعد الباحثون أن تكون جهات أخرى من ضفاف البحر المتوسط تتعرض حاليا للظاهرة ذاتها.
سبقت هذه الدراسة البريطانية دراسة أخرى صادرة عن جامعة فيينا في النمسا قبل أشهر تم نشرها في مجلة Proceedings of the Royal Society B: Biological Sciencesحيث لاحظ معدوها أن “معظم” الأنواع البحرية المحلية في الساحل الشرقي للبحر المتوسط بصدد الاختفاء، بينما تزدهر به تدريجا الأنواع الاستوائية لانسجامها مع درجات الحرارة المرتفعة.
وأبرز ما لاحظه الباحث باولو ألبانو، رئيس فريق البحث الذي أعد الدراسة، هو الانقراض المحلي السريع للرخويات، كالقواقع والمحار وبلح البحر، حسب القوقعات الفارغة التي تراكمت في قاع البحر واختفاء “سكانها”. كما أشارت التحاليل أن الرخويات التي وُجدت حية لم تعد، في معظمها، قادرة على النمو بما يكفي للتكاثر. وهو ما يؤكد انقراضها التدريجي خلال العقود الأخيرة كمؤشر واضح على الانهيار المتواصل للتنوع البيولوجي.
Discussion about this post