خارج مجلس الأمن، وصبيحة وصول لجنة التحقيق الخاصة بالأسلحة الكيميائية إلى الغوطة، وجهت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، بعد أيام من العدوان «الإسرائيلي»، أكثر من مائة صاروخ (مجنح وذكي وحديث جداً..) على أهداف مدروسة في سوريا أهمها حسب وزيرة الدفاع الفرنسية، مراكز البحوث العلمية.
وكما توقعنا، فإن «الصحوة الأخلاقية» لدول العدوان الثلاثي لم تتعد المصالح المباشرة والضيقة لأصحاب القرار في لندن وباريس وواشنطن… ماي ومشاكلها الداخلية، ماكرون ونصف فرنسا في حالة إضراب عمالي وطلابي، ترامب الذي وصلت مشاكله إلى تفتيش بيت محاميه الخاص… احتلت «مسرحية الكيميائي» الصدارة في مسرح اللا معقول بدون صاموئيل بيكيت هذه المرة وبإخراج ردئ.
تمخض «الجبل» فولد فأراً، وكشفت الضربة المجرمة غياب أي استراتيجية عمل ورؤيا للثلاثي الغربي من أجل سوريا. وأننا نعيش حقبة تخبط وفراغ حقيقية من أطراف هزمت في الحروب السورية، وهذه الهزيمة نفسها هي التي تدفعها لعنتريات فارغة المعنى والمضمون. خاصة في ظل أوضاع عربية بائسة، جعلت من كلمة «الأمن القومي العربي» طرفة يتندر بها المحللون الغربيون.
لقد كشفت الأيام الماضية للعيان أن أية معارضة مرتهنة ليست فقط قاصرة الرؤيا، بل مستعبدة لأسيادها، ومضطرة لأن تبرر لها ما لا يبرر. وأن «المعارضة الرسمية» الممثلة في الهيئة التفاوضية هي تجميع للأضداد والمتناقضات، ومن الصعب أن تخوض أية مفاوضات جدية، فما الذي يجمع بين من يستجدي قصف البلاد والعباد ومن يعتبر هذا القصف جريمة؟ وأين من يدافع عن سوريا موحدة وذات سيادة؟ وما هي العلاقة بين الجالسين في الرياض واسطنبول والمجتمع السوري؟ الضربة الثلاثية كانت أيضاً إعلان وفاة للهيئة التفاوضية وضرورة إعادة بناء وفد تفاوضي وطني ديمقراطي من أجل تفعيل العملية السياسية بأصحابها الحقيقيين، وليس عبر وكلاء هذه الدولة أو تلك.
14/04/2018
المؤتمر الوطني الديمقراطي السوري
Discussion about this post