سوتشي … الحصان الرابح …
من سوتشي اكتب إليكم عن يوم الانتصار السوري … مكتفيا اليوم بالحديث عن هذا الموتمر التاريخي في مستقبل سورية والسوريين .
وسط توقعات متعددة ومختلفة لحضور وانعقاد موُتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي،واختلاف تيارات المعارضة الناشطة في الداخل بشأن الرؤية التي ستقدمها إلى المؤتمر.
واعلان «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة بعدم المشاركة في المؤتمر، وحضور «تيار بناء الدولة السورية» في الخارج رغم تحفظه عليه ، الا ان المؤتمر تم انعقاده وبحضور عدد كبير من المدعوين من جانب الحكومة والمنظمات الأهلية والشعبية والشخصيات من الأحزاب المعارضة الناشطة في الداخل ونشطاء المجتمع المدني ، في الثلاثين من الشهر الحالي ( كانون ثاني – يناير ٢٠١٨ )
وكانت مجموعة من الأحزاب المرخصة وغير المرخصة المعارضة في الداخل وقوى وشخصيات وطنية وبعض منظمات المجتمع المدني قد عقدت لقاء تمهيديا بدمشق يوم ٢٣ كانون ثاني تم خلاله بحث التحضيرات الجارية لـ«سوتشي» للخروج بورقة مشتركة.
و شارك في الاجتماع، الكتلة الوطنية الديمقراطية المعارضة ، حزب التضامن العربي الديمقراطي، حزب الإنقاذ الوطني، حزب الشعب، الحزب السوري القومي الاجتماعي- المعارض، حزب التضامن الوطني الديموقراطي ، التيار الوطني، حزب الشباب للتغيير والتنمية،
المؤسسة الحضارية السورية، موسسة سورية المدنية ، الحركة الوطنية الكردية للتغير السلمي ، الحزب الجمهوري السوري ، وأحزاب مرخصة أخرى. وتوافق المشاركون على «الدعم الكامل لانعقاد مؤتمر سوتشي كخطوة أولى إلى انعقاد مؤتمر حوار وطني شامل على الأراضي السورية، والعمل على إصدار ورقة عمل تتضمن وثيقة تفاهم توضح أولويات السوريين في أي مؤتمر حوار وطني قادم، واعتبار مسار سوتشي مساراً «داعماً» للمسارات الأخرى، ودعم جميع مكونات المجتمع السوري والتي تؤمن بوحدة سورية أرضاً وشعباً» وإشراكهم في العملية السياسية، واعتبار الوثيقة الصادرة عن هذه القوى بيانا مفتوحا لانضمام جميع القوى الوطنية في داخل سورية أساساً ومن يشبهها في الخارج، واعتمدت هذه القوى بأن كل ما يطرح حول الدستور هو حق يتمتع به السوريون وأي إجراء بما يخص الدستور هو حق للسوريين ويجب أن يكون على الأرض السورية .
بعد الافتتاح للمؤتمر في سوتشي صباح يوم الثلاثاء ٣٠ كانون ثاني / يناير بدأت الأمور جيدة والسوريون على كلمة واحدة لضرورة وقف نزيف الدم السوري وتحقيق السيادة والاستقرار لسورية بعد الحرب .
وتم إلقاء كلمة لأكبر الأعضاء سنا ( الاستاذغسان القلاع – رءيس اتحاد غرف التجارة السورية )وقد كانت الكلمة وطنية سورية بامتياز ، ثم أعقبها كلمة لوزير الخارجية الروسي لافروف وكانت بمجملها جيدة واكد ان على الشعب السوري وحده تقع مسؤولية الحل السياسي بالحوار السوري – السوري وبالتالي تعديل الدستور ليتماشى مع الحل وأشار الى مشاركة جميع اطياف الشعب السوري بهذا الاجتماع وان الشعب السوري هو صاحب القرار .
ثم كلمة السيد مبعوث الرءيس الروسي الى سورية تحدث بها عن الخطوط الأولية للاجتماع وتم اختيار السيد صفوان القدسي لرياسة الجلسة مع مجلس رئاسي متوافق عليه يضم اضافة الدكتور هيثم مناع والسيد احمد الجربا والدكتور قدري جميل والسيدة رندا قسيس .
وبعد كلمات متعددة بخصوص اللجان التنظيمية وتعرضت الأجواء بالاجتماع الى مشاحنات واضطر المجتمعون الى إيقاف الحوار مرات متعددة ولكن اصرار من الجميع على إتمام الحوار وعدم اضاعة هذه الفرصة التي تصب في مصلحة الشعب السوري والحكمة والخبرة التي يمتلكها السيد لافرينتييف في التوسط لتقريب وجهات النظر بين الاطراف بالاضافة ما تمتع به الدكتور مناع وجميل من حنكة وحكمة للتوافق حول البيان مع المرونة التي أبدتها السيدة رندا قسيس والسيد الجربا .
تم عرض لجنة مناقشة الدستور من ١٥٨ شخصية من المعارضة (حوالي الربع نسبيا ) وسط تأكيدات من الجميع امكانية مناقشته في الخارج في بعض الحالات ولكن كتابته وإصداره سيكون من دمشق .
وتم التوافق على تحديد عدد لجنة مناقشة الدستور ١٥٠ عضوا ، منهم ١٠٠ (الحكومة السورية والداخل و٥٠ عضوا للمعارضة الخارجية التي حضرت الاجتماع او من يمثلها ..) وتم التصويت على القبول بذلك من قبل أعضاء الموتمر كما الاجماع على
على البيان النهائي التي تم التصويت على فقراته فقرة فقرة وكذلك الموافقة على مضمون الكتاب الذي وجهه أعضاء الموتمر الى الامم المتحدة وبعض الدول والمنظمات الدولية والذي يتلخص بضرورة تقديم الدعم الى سورية بجميع اشكاله الانسانية والغذائية والطبية ومستلزمات اعادة الاعمار ..
وانتهى الاجتماع الساعة العاشرة بتوقيت سوتشي بالتفاهم والإجماع من قبل الحاضرين على كل ما تم ذكره ، وعندها دخل السيد ديمستورا والقى كلمة بين المدعوين أكد فيها وهناُ المجتمعين على نجاح الموُتمر وتقدم بالشكر الى دولة روسيا الاتحادية والداعمين لتسهيل نجاح الموتمر ، مؤكدا ان البيان الصادر هام وسيكون احدى الوثائق الهامة التي سيتم العمل عليها في جنيف وفق القرار الاممي 2254 وقد صدر البيان عن الامم المتحدة ومكتب المبعوث الخاص الى سورية في الْيَوْم التالي مما يؤكد الجدية والتفاؤل بالعمل عليه في مسار مكمل لجنيف ومن خلالها حسب كلمته امام المجتمعين .
الانتصار السوري ، الحل السياسي السوري – السوري ، قبول الاخر واحترام الرأي الاخر ، … كل ذلك تحقق في سوتشي هذه المدينة وهذا اليوم الذي سيخلده التاريخ مؤذنا ببدء المسار الحقيقي والجدي لحل الازمة السورية بمساعدة الاصدقاء والداعمين والمخلصين وجهود وشرعية الامم المتحدة .
وَمِمَّا أكد هذه الروُية والتوافق اصرار جميع الحاضرين على الوقوف وترديد النشيد الوطني السوري وسط دموع الفرح والسعادة وأمنيات الخير لسورية وشعبها …
والى لقاء اخر
سورية للجميع … وفوق الجميع …
سوتشي … مدينة السلام …
مهندس باسل كويفي
Discussion about this post