بمناسبة مرور أربعين يوماً على شهداء زلزال السادس من شباط
.. عيسى ابراهيم
حدّثتُ نفسي وقد عاينتها رهقا
………………في ظلّ فجرٍ هوى من قبل ما انطلقا
فجاوبتني وكاد الصمت يقتلني
………………….هلّا نطقت وقد أضناك ما سبقا
تطاول الليل في عينيك ذات ضحىً
…………………واستقبل الفجر أهوالاً وما اتّسقا
تكسّر الحلم في ريعان ميعته
…………………وغادر الورد أكماماً وما عبقا
وماجت الأرض لم تعبأ بمن زرعوا
………………على رباها رياحيناً لمن عشقا
تنازع الحسّ والإحساس باطنها
…………………..فغار دربٌ ألفناه بها ألِقا
لله يا موطن التاريخ كم سكبت
……………..كلّ المآسي على هاماته طبقا
وقفت أبكي على أطلال من رحلوا
…………….وراح دمعي يروّي ترب من غرقا
تلوَّن الدمع في العينين منسكباً
…………….وخالط الدمع ما في الصدر إن خفقا
وشهقة الموت ضجّت في مسامعنا
……………وفرقة الأهل تعلو وجه من شهقا
كأنّما الأرض مادت من تفاهتنا
………………..وشاب دهرٌ قضيناه بها مِزَقا
كلّ الشعوب تلاقت حيث تجمعها
…………………نوازل الدهر ودّاً جاء مؤتلقا
إلّا العروبة والإسلام شتّتها
………………….باغٍ لنحيا على أزماننا فرقا
قال الإله وما هُدنا لقولته
……………….ولا عُنينا بقولٍ منه مذ نطقا
إنّ الذين أحالوا دينهم شيَعاً
……………….لا لستَ منهم فوعد الله قد سبقا
فكيف أنعم في عيشي وقومي بهم
………………..من التفرّق ما يوهي بنا السبقا
من ذا يكفكف دمعاً هاطلاً حَرِقاً
………………..أو يمسح الجرح من قلبٍ به حرقا
هاتوا سواعدكم نبني بها وطناً
……………………نُعلي شواهقه للغيم منطلقا
إذا توقّف قلبٌ في صدوركمُ
…………………خذوا فؤادي بصدر الكلّ قد خفقا