تقرير : مهران سلوم – نفحات القلم – اللاذقية
مديرية الثقافية في اللاذقية – دار الأسد – وضمن احتفالية اليوم العالمي للكتاب ، وبالتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة تشرين ، ألقى الدكتور صفوان سلوم الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية محاضرة بعنوان :
” الكتاب الورقي في عصر تكنولوجيا المعلومات ”
حيث قسم المحاضرة على شكل أسئلة وأجوبة ليضفي على الجلسة جوّ من التفاعل كما بدأها بتعريف الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني حيث قال :
الكتاب الورقي :
كتاب ثقافي ترسخ في الذهن، وحفرت صورته في الذاكرة البشرية من اكتشاف الأوراق، وإصدار الكتب المخطوطة به، وقد وصفه الأديب والناقد حسين مناصرة بقوله : ” إنّه كتاب غير قابل للانتهاء والدمار، لذلك عاش قروناً طويلة.
أما الكتاب الإلكتروني أو الكتاب المحوسب فيعرّف بأنّه نشر إلكترونيٌّ فيه نصوصٌ وصور، وربما احتوى مقاطع فيديو توضيحية.
كما تطرق حول المصطلحات الحديثة التي أصبحت على كلّ لسان ك ” الكتاب الصوتي ، الكتاب الرقمي ، الكتاب البصري ”
حيث انعطف أيضاً على أول كتاب ورقي عرفته البشرية بقوله :
أجمع كثير من المؤرّخين أن أول كتاب ورقيّ طبع في عهد أسرة ” تانغ” في الصين في القرن التاسع الميلادي عام ثمانية وستين وثمانمئة.
أما أول كتاب عربي مطبوع فكان للعالم الجغرافي أبو عبد الله محمد الإدريسي ، بعنوان مختصر نزهة المشتاق في اختراق الآفاق. والطريف أن طبع منه إحدى عشرة نسخة في روما بإيطاليا، ولم يبق منه سوى نسخة موجودة في مكتبة عبد الكريم البابطين في السعودية.
وفي السياق عينه حول انتشار الكتاب الإلكتروني حيث أفاد :
يعود الفضل في انتشار الكتاب الإلكتروني إلى الأمريكي ” مايكل هارت” الذي أسهم في إنشاء أول كتاب إلكتروني عام 1971 واحد وسبعين وتسعمئة ألف، في جهاز كومبيوتر في ” غوتنبرغ ” بألمانيا، والذي يعدّ أقدم مكتبة رقمية قبل تأسيس الأنترنت.
أمّا عن الصعوبات التي توجه الكتاب الإلكتروني فقد تطرق إلى أبرزها وهي : عدم اعتراف لجان الترقية بالأبحاث المنشورة عبر الأنترنت العاملة في مجال النشر الإلكتروني، ولا توجد قوانين تحمي حقوق الملكية الفكرية للباحثين عند رغبتهم في نشر أبحاثهم من خلال المكتبات الإلكترونية ما يسهل من اقتباسها دون ذكر المرجع.
وضعف مستوى بعض الشركات العاملة في هذا الميدان.
ووضع بين أيدينا تسائلاً مفاده هل أنّ التكنولوجيا تهدد القراءة وهل سنقع يوماً ما بالمقارنة بين الكتاب الإلكتروني والكتاب الورقي حيث فند وأجاد :
يرى الأستاذ محمد النجار وهو صاحب إحدى أكبر المكتبات في القاهرة، أنّ التكنولوجيا أدت دوراً إيجابياً فيما يخص الكتاب الإلكتروني، إذ إن كثيرين من اذلين كانوا يأتون لشراء كتبٍ من مكتبته أخبروه أنهم حصلوا على عناوين جميلة مشفوعة بتلاخيص بارعة شجّعتهم على اقتناء هذا الكتاب أو ذاك.
إذ إن التكنولوجيا من خلال ببعض المواقع المختصة أدت دور المرّوج للكتب الورقية.
وإنّ لكل كتاب خصائصه ، وأستطيع أن استعرض بعض إيجابيات الكتاب الورقي وبعض سلبياته.
الإيجابيات أنه ينشط الذاكرة ويحسّن الاستيعاب ويزيد المقدرات اللغوية للقارئ ويطوّر المهارات الذهنية، ويبعد القارئ عن الملل والاكتئاب .، فهو ترفيه مجاني ماتع شائق.
وأما السلبيات فأبرزها : تعرضه للتلف ما يفقده قيمته، وارتباطه بوجود إنارة جيدة، وخاصة في الليل، وغياب بعض العنوانات والكتب لأسباب رقابية ، وفي هذا الإطار نذكر غياب أشعار نزار قباني عن كثير سنوات طويلة لأسباب مرتبطة بمواقفه السياسية، وكذلك غياب الكتب الإباحية التي تثير فضول بعض القراء عن الأسواق السورية، لأسباب رقابية، وغياب بعض الكتب العقائدية عن بعض الأسواق العربية والأجنبية لاتهام مؤلفيها بإثارة النعرات الطائفية والتحريض على الآخر.
– ما إيجابيات الكتاب الإلكتروني و سلبياته فأقول لكم :
إيجابياته : سهولة الحفظ والتحميل، إذ يستطيع القارئ تحميل آلاف الكتب الإلكتورنية على
جهازه الخوليّ الخاص، والتحكم بحجم الخط والإضاءة وسهولة القراءة، وسهولة تسويق الكتاب الالكتورني.
سهولة نقله وتحميله على أجهزة متنوعة .
سهولة الوصول إلى محتوياته باستخدام الحاسوب .
يحتوي على وسائل متعددة مثل الصور ولقطات الفديو والرسوم المتحركة والمؤثرات الصوتية المتنوعة وغيرها .
سهولة قراءته باستخدام الحاسوب أو اجهزة أخرى .
سلبياته : ارتفاع أسعار القارئات وتعطّلها نتيجة التقدم التقني السريع، وارتفاع أسعار مشكلات الحفظ والصيانة وعدم التوافق مع بعض البرمجيات الالكترونية المطبوعة، وعدم القدرة على الحصول على نسخ الكترونية قد تكون غير مجانية .
وفي شق المحاضرة الأخير طرح تسائلاً يبادر إلى ذهن كل قارئ أيهما تفضل الكتاب الورقي أم الإلكتروني وانتظر قليلاً قبل أن أجاب عن هذا السؤال حيث قال :
لا أريد الإجابة عن هذا السؤال ، ولكني سأكتفي بإيراد وجهتي النظر في هذه المسألة:
1- وجهة النظر الأولى تقول : إنّ الكتاب الورقيّ أكثر راحة على نحوٍ عام ، ففي قراءة الكتاب الورقي تُبنى علاقةٌ حميمة بين القارئ والكتاب ، وصلة وثيقة، ومتعة لا يشعر بها من يقرأ الكتاب الإلكتروني.
* الكتاب الورقي لا يتوقف على توافر الكهرباء أو أجهزة الحاسب، أو الاتصال بالإنترنت.
2- وجهة االنظر الثانية تقول : إن الكتاب الالكتورنيّ أفضل من الورقيّ… .
، إذ إنّنا لا نحتاج الى الأوراق والحِبر والطباعة وغيرِها من مصاريف الشحن والنقل، بل يمكن للملايين الحصولُ عليه بكل سهولة وبأسرع الطرق، ولا يبذل القارئ أيّ جهدٍ في الحصول على عنواناتٍ كثيرة .
وختم محاضرته بالقول أنّ الكتاب الورقي في العصر الرقي سيستفيد من التكنولوجيا، ويجعل منها مروذجاً له، وسيحافظ على علاقة دافئة مع القارئ، إذ إنّ العلاقة التي تربطه بالقارئ علاقة دفءٍ، فأصابع القارئ جسدٌ وأوراق الكتاب روحٌ، وعندما يتعانق الروح الجسد فإنّ القارئ يحيا في عوالم لا توصف.
وفي ختام المحاضرة أراد أن يودع الحاضرين بقصيدةٍ صوتية وليست رقمية قال فيها :
أَمَامَ سِحْرِكِ عَرْشُ الشِّعْرِ يَنْدَحِرُ
اللَّيلُ يبدأُ في عينيكِ حِجَّتَهُ
مَنْ شاءَ طُهْراً أمام اللّحْظِ يَعْتَمِرُ
القدُّ سنبلةٌ في حَصْدِها شَرَكٌ
والخَصْرُ أسْوِرةٌ ما صاغَها بَشَرُ
الوجْه جفْنُ ضياءٍ قدّ من قمرٍ
كَسُورةٍ فاضَ من آياتها العِبَرُ
الضّاحكاتُ صباحٌ راقصٌ نَضِرٌ
والثّغرُ فُسْتُقَةٌ ما مِثْلُهَا ثَمَرُ
هذا التَّغزُّلُ بعْضٌ من توهُّجِكُمْ
قد يَنْفَعُ السَّقْيُ إنْ لم يَهْطِلِ المــــَطَرُ
ما كلُّ شِعْرٍ يُحَاكِي وَهْجَ مُلْهِمِهِ
أمامَ سِحْرِكِ عَرْشُ الشِّعْرِ يَنْدَثرُ
سَيَأتِي
سَيَأتي…
سَيَأتي…
بُعيدَ صلاةِ النُّجومِ على خَدِّ ليل
وقبلَ غِنَاءِ الكَنَاري نَشِيدَ الصَّباحِ
سَيَأتي…
سَيَأتي…
يَهِلُّ عليكِ … ربيعاً وقُبْلَةْ
ويَرْسُو على ورد خدَّيكِ مثلَ النَّدى
فيمسَحُ عنْكِ غبارَ التَّنَائي
ويَحْمِلُكِ …
كما الرِّيحُ تَحْمِلُ هَمْسَ الصَّدى
بَعِيداً بَعِيداً عن النَّاظرينْ
قَرِيباً من الغيمِ حدَّ الجبينْ
تقودُ خُطَاهُ خُطَاكِ إلى سِدْرةِ المـــُشْتَهى
وَيَرْفَعُكِ …
سَماءً سَماءً …
إلى سَكْرَةِ المـــُنْتَهى
سَيَأتي …
سَيَأتي …
شهدت المحاضرة بعض المدخلات من الحضور حيث صعد الاستاذ مالك حسن الذي تكلم عن اهمية الكتاب الورقي في حياتنا ودعى إلى تفعيل ثقافة انتشار الكتاب الورقي والحفاظ عليه حتى لا يصبح من الماضي.. وبعدها عرج الحاج حسين رياض عضو اتحاد الكتاب العرب على قيمة الكتاب في حياة الشعوب وإن اتحاد الكتاب العر ب في سوريا كان همهم واهتمامهم ينصب على حماية الكتاب السوري وإخراجه بأبهى صورة ممكنة وإن القواعد التي وضعها لحماية نوعية الكتب التي تدخل البلد لكي يحافظوا على الذائقة الثقافية الجيدة لمقتني الكتاب.. وكان لمداخلة طالبة الماجستير في اللغة العربية رهف علي رونق مختلف حيث أضاءت على جانب مهم عن كيفية حماية النسخة الإلكترونية من الضياع او الفقدان من جراء الأعطال التي قد تصيب الحاسوب من فيروسات او أمور تقنية فالكتاب الورقي هو الأساس في حماية هذا المنتوج..
وفي ختام المداخلات صعدت على المنبر الأستاذة الإعلامية منيرة أحمد وقدمت مداخلة قيّمة حول فكرة إثراء المكتبات ودعمها بنوعية كتب تهم كل الفئات والتشجيع على اقتناء الكتاب الورقي في المدارس والجامعات وترويض الانتشار الإلكتروني بضوايط تقنية والاعتماد الرئيس على الكتاب الورقي…