* الحية مخلوق عجيب ، خصّها الخالق عزوجل بصفات تكوينية عن سائر الحيوانات . جسم طويل مغزلي دقيق وجلد أملس لامع ، ليس لها أطراف ولافراء أو ريش ، ذنبها مستدق ثم يأخذ بالغلظ إلى عنقها ، لها أذنان خارجيتان ولكنها ليست بالصماء ، تشعر بالذبذبة الصوتية خلال الأرض ، ليس لها مخالب تمسك بها ، ولكنها تستطيع أن تقبض فريستها أكبر من رأسها حجماً. ولعا عينان محدبتان لا أجفان لها وعيناها براقتان لا تغمضان قط. والحية تعتمد لسانها في التحسس ومن خلال لسانها تستطيع ان تفرق بين البيضة الفاسدة والبيضة الصالحة . ولها قدرة على تبديل جلدها كل عام ويلتقطه بعض الناس للتداوي أو اتخاذه تعويذة ويدخل في المعتقدات الشعبية لأبناء الفرات.
لقد كانت الحية مصدر ألفاظ وتعابير كثيرة في اللغة ، كما كانت مصدر صور وتشابيه واستعارات شعرية أنشأها الشعراء على مدى عصور..وقد جاء ذكر الحية في مختلف ضروب الغناء الشعبي في وادي الفرات منها :
– في العتابا :
أبات الليل جني ببطن حيه
غريب وعنت بلادي عليا
بالله يا قمر تاضي علي
دليلي تاه والمشعل طفا
أبات الليل جني ببطن حيه
معضعض والجروح اليوم حيه
لفى ظعن الأحباب وقلت حيا
حي الغايبين إلهم سنا
تبات الناس مسترة ونابين
أعض الشف بالضاحج ونابين
يلو تدري بحالي ونابين
حيتين وحنش وأربع ذياب
– في الليمر :
-احنا فوق السما منسبنا
بالغانمة نكسر خشم من سبنا
-يكفيك شرنا يا فتى لوسبنا
مثل الحيايا اللاسعات البتر
-أبو فلان ياعصابة راسي
ياحية بالتبن ما تنداسي
-شدوا لبو فلان عل جرناسي
تايضمن المتراس قبل يكسر
– في غناء الهلابا :
– تحاجيني مابالي عليها
وسبع أبواب مغلقة عليها
-لاني حية تا أملط عليها
ولاني طير أسفح بالهوى
– في النعي :
– عربيد ملفوف بعباته
وهل خاصمه ماهو لقاته
– عربيد ملفوف بزبونه
وهل خاصمه نجص عيونه
– دزيت لعيون العرابيد
يهوب علينا من بعيد
– قلبي يصل صليل الحيه
مكسورة مني .. ابنيه
– في غناء المعادة :
– ناموا بسدك يا هرش
الفارشين إلهم فرش
– جانوا عرابيد طرش
واليلسعونه ما بري
– وفي الهوسة ، يشبهون الشجاع بالعربيد السام :
– عربيد ونايمله بجالي
ثلثين السم ينقط منه
– في القصيد البدوي :
– مثل الأفاعي لينات الملامس
والسم بانيابهن كامنات
– وقال شاعر الفرات ( محمد الفراتي) من قصيدة بعنوان ( لا لذنب جنيته ) يفتخر ويشبه نفسه بالأفعوان الصل :
– انا الأفعوان الصل والضيغم الذي
مزجت زئيري في العلا بفحيحي
لقد ذكر الكثير من الشعراء الحية في شعرهم وصفاً وتشبيهاً ومثلاً وافتخاراً .
– المراجع :
– تحقيقات فلكلورية من وادي الفرات.
– الحية في حياتنا وتراثنا/ الباحث عبد القادر عياش ١٩٦٨ .
خليل عبد اللطيف