لماذا الآن مناطق الاستقرار الذاتية المؤقتة بدلا من حل سياسي عاجل؟
هل تؤدي الى تقريب الحل السياسي؟
ان حرب الوكالة التي تخوضها معظم المجموعات المسلحة المحسوبة على بعض القوى العالمية في سوريا منذ ست سنوات لم تحقق مصالح القوى العالمية الكبرى، لذا انتقلت هذه القوى بالصراع من الوكالة الى المباشر , والدخول على الساحة السورية لتخوض الحرب بنفسها بالتعاون مع حلفائها المحليين.
الخشية ان تكون مناطق الاستقرار الموءقتة هي مناطق دائمة أي تفتيت وتقسيم سورية، وثمة طامعين كثر …
1- الحسكة وما حولها منطقة استقرار ذاتية مؤقتة ، الامريكي سيسهل استيلاء – PYD – وقوات سورية الديموقراطية عليها وهي منطقة مستقرة أصلاً، وقد تكون نواة فيدرالية .
2-الخطر الجاثم في جنوب سورية انشاء منطقة استقرار مؤقتة تحت حماية اردنية وبوكالة أمريكية وتكون بمثابة حدود آمنة للكيان الصهيوني تمتد من الجولان المحتل الى درعا شرقا .
3- ادلب ساحة صراع مفتوح حتى تصبح منطقة استقرار تحت الحماية والوصاية التركية .
4-الامريكان وحلفاؤهم الغربيون يحاولون احتلال مدينة الرقة وما حولها بمعزل وعزل أي تنسيق سوري فيها، ويرجح استقدام قوات بريطانية وفرنسية تتوجه الى مدينة الطبقة للانضمام الى القوات الامريكية ودخول الرقة ، والقضاء على داعش بمساعدة القوات الكردية.
المدينة ستسلم الى المجالس المحلية التي سينشئها الكرد فيها ، حسب المخططات ألامريكية، و”الزعيم” الذي قد يتوج على عرشها قد يكون احمد الجربا، ارضاء للعرب .
( وتجدر الإشارة الى ان العديد من الأحزاب والشخصيات الكردية متمسكة بالبقاء تحت مظلة الوطن السوري …)
5- مساحات البادية الواسعة مكاناً للفوضى والمجموعات المتطرفة.
جزء من هذا السيناريو والمخطط انتاج وافكار مؤسسة راند ومؤسسة كارتر وغيرها من مراكز دراسات أمريكية، ولكن الإحداثيات على الارض تشير الى البدء بتنفيذه ؟؟؟
مع املنا ورجاءنا ان تكون هذه السيناريوهات غير قابلة للتنفيذ !! ولكن هذا يستوجب قرع أجراس الانذار لجميع السوريين الموءمنين بوحدة التراب السوري .
الفئات المثقفة والوطنية بجميع شرائحها الغيورة على مصلحة سورية وأبنائها، مطالبة بأن تشارك بأفكارها لإنقاذ سورية بعد أن ثبت فشل الحلول السابقة التي لم تخلف سوى القتل و الدمار و التهجير والنزوح و تقطيع اواصر المحبة والعيش ما بين أبناء الشعب الواحد .
الجميع وصلَ إلى قناعةٍ تامة بأن خلاص سورية الحضارة وإعادة رسم دورها في هذه المنطقة الهامة من العالم لن يتحقق إلا من خلال اعتماد الحل السياسي ،و انطلاقاً من القراءة الواقعية للسوريين الذين يتوزعون مابين مكوناتٍ سياسية عديدة أهمها النظام و معه الموالاة ، و معارضة الداخل التائهة و معارضة الخارج المتشرذمة التي تتمثل حتى الآن بهيكلية الائتلاف بشكلٍ أو بآخر ، و من خلال المقاربة ما بين مصالح القوى الإقليمية و الدولية و مصالح السوريين فقد أصبحت القضية السورية في مهب الريح ما لم يصحُ الجميع من سباتهم و أحلامهم الوردية .
لفهم القضية لا بد من المبادرة باستجلاء رؤية كل الفر قاء حول المشكلة السورية و طبيعة الحل ، فالجميع يعلن القبول بالحل السياسي و الجميع يتفق على أن الشعب السوري واحد متعدد الانتماءات و الاثنيات و الطوائف ، و لا شك أن هذه التعددية تمثل ظاهرة صحية في أيام السلم تشير إلى غنى الأمة بموروثها الحضاري و القيمي ، إلا أن هذه التعددية استُغلت و استُعملت سلباً من قبل بعض الأطراف المنغمسة في المستنقع السوري و القوى الدولية والإقليمية
وضدالسوريين ومصالحهم الحيوية والحياتية والوجودية .
العمل الديموقراطي وسيادة القانون وارساء مفهوم المواطنة والانتماء لا بد منه ،
المعارضة ضرورة ويجب حمايتها، وتحفيزها،
الكلام عن الاغلبية السياسية او الحاكمة (الديموقراطية) ، يجب ان لا يعني احلال اغلبية مصنّعة تقنن الخروقات والسيطرة والاستفراد الشخصي والحزبي والطائفي والاثني، بل اغلبية تلتف حول منهاج حقيقي تلتزم به قوى وطنية تستطيع به تجاوز هذه المرحلة الخطيرة على مستقبلنا . ومن اول شروط الاغلبية الحاكمة هو وجود الاقلية المعارضة. فهذه وتلك شرطان لبعضهما، وضمانة لسلامة كامل المنهج والبرنامج الوطني . وان جدية الدعوة لبناء المعارضة يكون في حمايتها وتوفير مقومات عملها وتقويتها في اطاراتها الدستورية في المجال التشريعي والشعبي والنقابي والاعلامي ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، الخ.
نظرا لتأصل ثقافة نظام الحزب الواحد لفترات طويلة، افقدتنا ثقافة المعارضة وفقه الاختلاف.. وصرنا ننظر لكل معارضة وكأنها تآمر وعمالة.. واعتدنا السلطات الاحادية، فدخلت مفاهيمنا وتربيتنا وكأنها الامر الطبيعي …وفقدنا اليات وقنوات تأسيس وحماية معارضتنا الناجعة،
المنطق يؤكد أن معارضة الداخل هي
الأقرب لمعاناة السوريين و التحدث باسمهم و إن اختلاط أوراق المعارضة في الداخل لن يخدم القضية السورية ، فوحدة المعارضة الحقيقية لن تكون في خدمة فئة بحد ذاتها من السوريين ، وإنما ستكون في خدمة سوريا و السوريين جميعا .
ما تُخبرنا به الوقائع والأدلة عبر التحليلات والأخبار التراكمية اليومية الواردة من جنيف ٥ وغيرها يُشير بشكل لايقبل الشك أننا لم نصل بعد إلى مرحلة انحسار وتقلُّص الحرب والأزمة، فلم يتخذ المجتمع الدولي، -تحديداً الدول الراعية لعملية التفاوض- أية خطوات تهدف إلى الحدِّ من العبث في الملف السوري بهدف الانتقال إلى التفاوض الجدي المبني على الإرادة الحقيقية لإنهاء الصراع وتقاسم المصالح والنفوذ ، ويتحمَّل التحالف الخليجي – التركي – الامريكي المسؤولية الكبرى بذلك . كما ان البيان الصادر عن القمة العربية المنعقدة في عمان يشير الى ذلك أيضا بالرغم من عدم أهميته .
الأوضاع تتطلب فتح النقاش حول مختلف المساءل لتوضيح الاختلافات والوصول الى المشتركات، وهذا يتطلب عقد مؤتمر دمشق الوطني في دمشق بدعوة من الحزب الحاكم على ان يكون دوره تنظيميا ومشاركا كأحد أطراف الحوار ويضم الجميع ، ينتج عنه عقد اجتماعي جديد ومشروع وبرنامج وطني للحفاظ على وحدة وسيادة الارض السورية .
جميع المحاولات المغرضة للنيل من وحدة الشعوب تفشل إن تمسكنا بمبادئ الديموقراطية والمواطنة وسيادة القانون والانتماء و التعايش و التسامح
فلنجعله ميراثًا للأجيال القادمة، لنعلمهم أن التنوع_أقوى .
سورية للجميع وفوق الجميع
والى لقاء اخر
مهندس باسل كويفي
Discussion about this post