ألقيت بمناسبة تكريم الروائي إبراهيم الخليل
أعرْني فراتاً لعينيكَ
وجهاً لعين الفراتْ.
أعرْني ابتسامةَ حقلٍ من الزيزفونِ،
لتكتملَ الأرضُ دورتُها،
في حنين الجهاتْ.
أعرْني خصوصيَّةَ الحبِّ،
قبلَ ارتواءِ الثّمانينَ
من كوثرِ الحُسْنِ عطفاً
على سندسِ الأحجيَاتْ.
أعرْني “سباقَ الإوزِّ”
لأنّ البراريَ
قد تستعيدُ انتظاراتِها مرّةً إثرَ أخرى،
بفيضِ اشتهاءٍ
لقهوةِ هذا الشّتاتْ.
أعرني فضاءً
يلائم بوصلة الشهد
في كرنفال عناوينك المشتهاةْ،
أرمّم في منتهى “بازيارك”
ما قد تصدّع بيتٌ من الوقت فينا
وما قد تناثر من لؤلؤ العمر
وهو يحث زمرّد هذا البهاءِ
إلى مجد هذي الحياةْ.
أعرني فنون ابتدائك بالوهج
من أول السطر حتى انتهاء النشيد
الذي لا يرى صمته
غير مُبتدئٍ صوتَ جرح عميقٍ
بذاكرة الضوء
وهو يغشّي الفراتَ
بما قد تزاحمَ في “حارة البدو”
من غربة الآس
في ” ثورة الحرفِ “
كم تتهجّى حروفَ اسمِكَ المائساتُ الحسانُ
وهنّ يقلّمْنَ خوفَ جدائلِهِنّ
من الماء إنْ ظمئتْ في يديك
العصافيرُ والزنبقاتْ.
فهات يديك
وخذنا إليك
أيا عاشقَ الرقة اليومَ
نحو مدائنك المخمليّةِ
لا تنهَ عن شوقنا نحو بيتك بيت الفرات
ونهر الفرات
ونهضة أعمارنا في لجين الفوات.
وخذنا لنحتفيَ الآن باسمك
كيما نتوّجَ أسماءنا بحضورك،
نُهدي رنين انتماءاتـِكَ اللغويةِ
للمعجم الرؤيويّ
وللشمس والبحر،
والأقحوان المسافر في شمعدان الوفاء،
وهذي الجموع،
ونهر الفراتْ.
&&&
دمشق 4/6/2023