رئيسة تحرير مجلة المعلم العربي
اعتمد التّعليم لفترة طويلة على المعلّم والكتاب وكانت وسيلة المعلّم هي الكلام واستخدام السّبورة والطباشير وتفاوت المعلمون في قدراتهم على التعبير باستخدامهم نبرات الصوت والإشارات لتوضيح ما يقولون وكان ذلك في مجموعة وسائل الإيضاح في التربية التقليدية، إلا أنّ التربية الحديثة اعتمدت على خبرة التّلميذ المباشرة قدر ما تستطيع، فهي أفضل وسيلة ليس لضمان الجانب المعرفي وحده ولكن لضمان الجوانب العاطفية والعملية في الخبرة، وكلنا يعلم أن معرفة الجهاز الهضمي للضفدعة أو الأرنب عن طريق القراءة شيء وقيام الطالب بتشريح الضفدعة واستخلاص النتائج بصورة عملية شيء آخر.
فالجوانب العاطفية والعملية والاجتماعية تزيد من قوة الخبرة واستمرار بقائها وتعمل وسائل الإيضاح المختلفة على تقريب مستويات الخبرة للدارس فالرسم والصور توضح ما لا توضحه الكتابة وحدها أحياناً، وتوفر الوسائل التعليمية الأساس المادي المحدود للتفكير وتقلل من أخطاء التعليم اللفظي كما أنها تثير اهتمام التلاميذ وتجعل الخبرات باقية الأثر وتوفر خبرات متنوعة يصعب جداً توفرها أحياناً، فهي تتخطى حاجز الزمان والمكان والإمكانات البشرية في الرؤية أو السمع أو غيرها من الحواس.
وقد صدق القول بأن شعار الوسائل التعليمية “رب صورة خيرٌ من ألف كلمة”.
ومن أمثلة الوسائل التعليمية: الخبرة المباشرة للتلميذ، التمثيليات، الرحلات، التلفزيون، الرسوم، التوضيحات العملية أو العروض العملية بالأجهزة أو المواد أو السّبورة الطباشيرية، السينما، الإذاعة والإذاعة المدرسية، الفانوس السحري، اللوحات الوبرية، اللوحات الإخبارية، النماذج، العينات، الخرائط والرموز البصرية كالكتابة، الشرائح المجهريّة.
الفلسفة التربوية التي تنشأ عن تكنولوجيا التعليم
صحيح أن هذه التكنولوجيا لها بعض الأثر في المجتمع الكبير أو المجتمع الصغير في المدرسة إلا أنه مالم تتضح هذه الفلسفة التربوية وتطبق فإن الغرض الرئيس من استخدام التكنولوجيا لن يتحقق مثال ذلك استخدام بعض وسائل العرض الضوئي مثل الكاسيتو سكوب الّتي تعتمد على أفلام قصيرة داخل كاسيت.
إن هذا النوع من الوسائل يقوم على مبدأ التربية الفردية التي يتعلم فيها كل فرد بسرعته الخاصة وفق المشروع الذي ينهمك في بحثه ويستعين في ذلك بالكتب من خلال توجيهات المعلم وبهذا الجهاز أيضاً.
وبناءً على ذلك فتوفر هذا الجهاز وحده لا يعني أنه سوف يحقق أكبر فائدة ممكنة ولذلك فالغالب هو أن إدخال مثل هذا الجهاز سوف يتجه إلى استخدامه كوسيلة عرض جماعية وهو ما لم يصمم له إذ أنّ شاشة العرض فيه محدودة وقد صدرت وسائل عدّة تقوم على فكرة التعليم الفردي حتى معامل اللغات التي يوجد بها مقعد المعلم فقد صممت بحيث يستطيع كل طالب أن يقوم بدور نشيط وفعال في عملية التعليم ودور المعلم هو التوجيه والمتابعة فحسب وأهم سمة يمكن أن نلاحظها في جميع منجزات التكنولوجيا والتّعليم هي قيامها على فلسفة تربوية هامّة هي مبدأ نشاط الطالب وفعاليته وبحث صور ابتكاره خلال عملية التعليم وليس مجرد الإنصات والسلبية.
ما هي تكنولوجيا التعليم؟
يطلق عليها تسمية التقنيات التربوية وهي علم صناعة الإنسان تعنى بتصميم البيئات أو الظروف وفق المعرفة العلمية عن السلوك الإنساني بغية بناء شخصية أو تكوينها التكوين النفسي الاجتماعي المستحب كما عرّفها د. عمر الشيخ.
تعريف آخر د. فتح الباب: مدخل منطقي للتربية قائم على حل المشكلات وهي طريقة للتفكير في التعليم والتعلم تفكيراً واعياً منتظماً وهي تعني بتصميم المناهج والخبرات التعليمية تقويمها والإفادة منها وتجديدها.
والتقنيات التربوية: نظام تطبيق المعرفة والمبادئ العلمية مع التركيز على: الأهداف التربوية – طبيعة المتعلم – استخدام المواد والأجهزة التقنية – الممارسات والتطبيقات التربوية.
أما تكنولوجيا التعليم فهي جميع الطرق والأدوات والمواد والأجهزة والتنظيمات المستخدمة في نظام تعليمي معين بغرض تحقيق أهداف تعليمية محدد من قبل كما تهدف إلى تطويره ورفع فعاليته كما رأى د. أحمد حامد منصور.
المزايا التي يحققها الاستخدام السليم لتكنولوجيا التعليم
هناك مزايا عدة لاستخدام الوسائل الّتعليمية بأشكالها كافة وبخاصة الأنواع المتطورة منه في مدارسنا ويتوقف الأمر بالطبع على استخدام تكنولوجيا التعليم في الوقت المناسب وبالكيفية التي تحقق أفضل نتيجة ممكنة وقد حفل العصر الحالي بأنواع عدّة من الوسائل التعليمية والتي تنتجها المصانع والشركات وإدارات الوسائل.
1- توفير الأساس المادي المحسوب في التفكير
إن شرح المعلم اللفظي يجعل التلاميذ يتيهون في معاني الدرس فلا يلمسون الشكل الحقيقي للأجهزة أو لحياة الضفدعة أو لاستخدام آلة معينة مثل هذا التعليم الذي يعتمد على الشرح والكلام يضطر التلاميذ لحفظ الكلام وترديده بلا فهم وقد تبين أن المعلومات التي تقدم بلا وظيفة للتلاميذ أو ما يسمى بالمعلومات غير الوظيفية سرعان ما تنسى فيفقد التلاميذ 50% في العام الأول وترتفع هذه النسبة إلى 75% في العام الثاني أي إلى ثلاثة أرباع المعلومات فتنسى بعد عامين فقط.
ولكن عندما نوفر للتلاميذ وسائل تعليمية متطورة فإن موضوعات الدراسة تتضح لهم والسبب في ذلك أن الشيء الذي يلمسه المرء بحواسه أوضح بكثير من الأشياء التي يسمع عنها أو يقرأ عنها وهكذا توفر تكنولوجيا التعليم الأساس المادي المحسوس للإدراك.
2- إثارة الاهتمام:
عندما يرى التلميذ فيلماً قصيراً عن استخراج الحديد أو عندما يجري تجربة عن حركة الأجسام باستخدام أجهزة عديمة الاحتكاك تقريباً فإن اهتمامه بالموضوع يكون أكبر مما لو كان الشرح بصورة لفظية أو إملائية وقد اعتدنا رؤية تلاميذنا وقد فقدوا الاهتمام بما يدرسون ويتضح لنا ذلك خلال الدراسة وبصفة خاصة بعد الامتحان مباشرة عندما يتخلص بعضهم من كتبه أو كراريسه، ويقوم تقدم أية دولة على مدى اهتمام أبنائها بالعلم ومساهمتهم في الإضافة إليه ولا يتحقق ذلك إلا إذا كان الإنسان مولعاً بالمعرفة والبحث.
3- إثارة نشاط التلاميذ:
إن استخدام تكنولوجيا التعليم بصورة سليمة يمكن أن يثير نشاط التلاميذ ويدفعهم إلى العمل بدلاً من الاكتفاء بالإنصات.
4- توفير خبرات واقعية:
إنّ أكثر المعلومات وضوحاً ما كان نابعاً عن خبرة حقيقية ونستطيع أن نلمس ذلك في حياتنا فالحديث عن قيادة السيارات لا يوفر للمرء نفسه الخبرة التي يكسبها بمثل قيادته لسيارة تدريب أو جلوسه على مقعد القيادة مشابه للوضع الحقيقي بقدر الإمكان.
والخبرة التي يمر بها الإنسان لا تشمل المعرفة فحسب ولكنها تشمل أيضاً التفكير التأملي واكتساب اتجاهات وميول ونواح يتذوق وتقدير للأشياء والجهد الإنساني، ولذلك تمتاز تكنولوجيا التعليم بتوفير الخبرة الواقعية وهو ما لا يحققه التعليم اللفظي الإنشائي.
5- تكنولوجيا التعليم تجعل الخبرات باقية الأثر:
إن الكثير من المعرفة التي يكتسبها الطالب في المدرسة ينساها بعد الامتحان وكلما تقدم به الزمن ينسى أكثرها، لماذا؟
السبب في ذلك هو أن المعلومات التي يحفظها الطالب حفظاً آلياً تلبيتاً للمعلم أو للنجاح في الامتحان لا تترك أثراً باقياً في عقل التلاميذ بمثل الخبرة التي يكتسبها الطالب عن طريق تكنولوجيا التعليم أو عن طريق الخبرة المباشرة المحسوسة للأشياء وعلى سبيل المثال: إن مشاهدة الطالب للميكروتوم وهو جهاز تقطيع العينات إلى شرائح توضع تحت المجهر واستخدامه هذا الجهاز ثم وضع الأصباغ على الشرائح ثم مشاهدتها تحت المجهر كل هذا خبرة يصعب أن ينساها الطالب مهما تقدم به العمر وفي هذا العصر الذي زادت فيه المعلومات زيادة كبيرة مطّردة نجد أنّه من المهم أن تكون المعرفة التي يحصل عليها التلميذ باقية الأثر إذ أن هذا هدف اقتصادي بالغ الأهمية علاوة على قيمته التربوية فالطالب لا يتعلم كي ينسى.
6- تسلسل التفكير:
تستطيع تكنولوجيا التعليم أن تؤثر على تسلسل تفكير الإنسان بفضل ما لها من قوة تأثيرية ويمكن أن نلاحظ ذلك على سبيل المثال عندما نشاهد فيلماً يعرض قضية أو قصة أو حادثة فإنّه عندما نريد سرد الأحداث أو الموضوع فإننا نكره العرض بنفس التسلسل، ويمكن أن نستخدم تكنولوجيا التعليم في تدريب الطالب على التفكير المنظم المتسلسل، ولهذا الهدف أهمية عظمى في تنشئة جيل يفكر بطريقة منطقية سليمة ويتبع الأسلوب العلمي في حياته.
7- نمو المعاني والثروة اللفظية:
عندما تقدم تكنولوجيا التعليم خبرات جديدة للطالب فإنها تساعد في نمو المعاني والأفكار لديه وهكذا تنشئ لديه آفاق جديدة من الفكر فتثير خياله وتنمي خبراته وتتكون لدى الطالب بالتالي ثروة لفظية يكتسبها نتيجة المعاني الجديدة التي يكتشفها والقيمة اللغوية لتكنولوجيا التعليم التي تستخدم بمهارة لا يمكن إغفالها وسوف نتعرض لأنواع من الوسائل التي تمخضت عن تكنولوجيا العصر وقد أصبح إتقان اللغات من أهم أهداف التعليم إذ أنها وسيلة هامة للتعرف على ثقافة العصر من علوم وفنون وآداب.
8- الحصول على خبرات يصعب توفرها بالوسائل الأخرى وزيادة عمق التعليم وفعاليته:
لا يمكن للطالب أن يتصور أحياناً شكل المجال المغناطيسي أو انتقال الشحنة الكهربائية في البطارية أو كيفية تطبيق قانون بويل وقد يظن المعلم أنه قد أجاد الشرح ولا بد من أن جميع التلاميذ قد فهموا وقد يتحقق ذلك بالفعل بالنسبة لأغلب التلاميذ أو بعضهم ولكن يصعب الأمر بالنسبة للبعض وحتى لو فهم التلاميذ الدروس فإنه لا تكون لها الفعالية والعمق الذي تتركه تكنولوجيا التعليم العصرية لقد أصبحت هنالك تجارب مصغرة أو ميكروتكنيك لصاحب كل درس وقد تكون في مجموعات كل منها تخدم ثمانية طلاب كما هو الحال في بعض المشروعات العالمية في تدريس العلوم بالولايات المتحدة ويستطيع المعلم أو الناظر أن يتعاقد لشراء مجموعات منها تغطي الدروس ويمكننا أن نتخيل مدى وضوح الدروس التي تصاحبها تجارب مقننة ومعدة بعناية لتصاحبها ويقوم التلاميذ بإجرائها بأنفسهم.
9- علاج كثير من العيوب والمشكلات والانحرافات:
يعاني بعض الطلاب من عيوب في النطق كما أن كثيراً من الطلاب يجدون من الصعب عليهم النطق السليم خاصة في بداية تعلمه اللغات الأجنبية ونجد هذه المشكلة منتشرة في مدارسنا وبين خريجينا كذلك يعاني بعض الطلاب من مشكلات اجتماعيه ونفسية وانحرافات متنوعة وتزداد هذه المشكلة وضوحا كلما ازداد عدد الطلاب في المدارس وكلما تنوعت بيئاتهم، وتوفر تكنولوجيا التعليم حلولاً مناسبة لمثل هذه المشكلات، فمعامل اللغات تستطيع أن تعالج النطق السليم لكل طالب وبصورة منفردة دون شعوره بخجل من الكلام أمام أقرانه كذلك يمكن لكل طالب أن يستخدم هذه الأفلام في بيئة أو بصورة منفردة، وتلقي مثل تلك الوسائل الضوء على ما ينبغي أن تكون عليه المدرسة العصرية وما ينبغي أن تضمه من أجهزة وأفلام.
10- التقويم والقياس:
• أصبح التقويم بمفهومه الحديث مشكلة إذ أن أهداف التربية أصبحت متنوعة وتشمل جوانب الشخصية ولا تقتصر على هدف تحصيل المعلومات وإنما تمتد لتشمل الاتجاهات والميول وأسلوب التفكير العلمي ونواحي التذوق والتقدير كذلك أصبح المعلم لا يكتفي بالقياس ولكن يهتم بالعلاج فالامتحان بمفهومه العصري ليس لهدف القياس وتقسيم الطلبة إلى فئات بعضها فوق بعض ولكن لتشخيص نواحي التخلف وعلاجها ولتحديد اتجاه التوجيه والرعاية التي يمكن أن يلقاها الطالب.
وقد اهتمت المشروعات العالمية بتدريس العلوم على سبيل المثال بمسألة التقويم ووضع اختبارات محددة تحقق الأهداف التي وضعت هذه المشروعات، ولم يعد المسؤولون عن هذه المشروعات يتركون مسألة التقويم ووضع اختبارات للمعلم حتى لا تضيع أهداف المشروع ولذلك يصدر مع كل مشروع اختبارات مقننه لها أسلوب محدد في التصحيح في أماكن معينة.
• ولا تحقق مثل هذه الاختبارات الأهداف التربوية فحسب ولكنها تعالج مسألة في غاية الأهمية وهي الزيادة الهائلة في عدد التلاميذ وضيق وقت المعلم ولا بد أننا قد لاحظنا ما يعانيه الكثرة من المعلمين في تصحيح أوراق الطلبة في نهاية العام، وإذا علمنا أن التقويم ينبغي أن يكون عملية مستمرة طوال العام ومع كل درس لأدركنا المشكلة الهائلة التي تواجه المعلم اليوم ولحسن الحظ استطاعت تكنولوجيا التعليم أن تحل هذه المشكلة المعقدة ويمكن لمعلم بسهولة بالغة أن يصحح أصعب الامتحانات في دقائق معدودة بل أنه يمكن أن يترك مهمة التصحيح لمساعديه دون أن يخشى حدوث أي خطأ في التصحيح إذ أن العمل يتم بصورة آلية فلا يحتاج إلى تفسير كثير ولا إلى وقت.
استخدام الحاسوب في التعليم
استراتيجيات استخدام الحاسوب في التعليم:
تتمثل إشكاليات استخدام الحاسوب في التعليم في صعوبة تحديد نمط بعينه يمكن أن تعد به المقررات المدرسية إلا أن أهم أنماط استخدام الحاسوب كأدوات تعليمية يمكن عرضها فيما يلي:
1- التعليم المبرمج: وفيه يستخدم الحاسوب لتخديم المعلومات بنفس الكيفية التي يعرض بها الكتاب التعليمي المبرمج سواء بصورة خطيّة أو متفرعة.
2- الممارسة والتدريب: وفيه يطرح الحاسوب سؤالاً معيناً ويقوم بتقييم الإجابة التي أدلى بها المتعلّم عن هذا السؤال كما يقدم مجموعة تدريبية متدرجة في الصّعوبة تساعد في ضبط تقدّم المتعلّم بحيث تزيد من سرعة إجابته مع توفير دقة الإجابة.
3- النّمذجة والمحاكاة: وفيه تكون أنشطة المحاكاة مشابهة للموقف الفعلي قدر الامكان ويتم تصميم هذا النمط إمّا من خلال ارتباط النّمذجة بموقف ما يتطلب من المتعلم اكتشاف الأبعاد من خلال الخطأ والصواب أو عن طريق الإحاطة بموقف معقد يتطلب منه إدخال معلومات ليرى ما سوف يحدث وأما ببناء نموذج خاص به لموقف ما.
4- التعلّم الشامل: ويعرف بالشرح والإلقاء أو برامج التدريب الخصوصي وفيه يقوم الحاسوب بعرض المادة التعليمية الجديدة مع الأمثلة التوضيحية للمتعلّم ومتابعة تقدمه في هذه المادة ويؤدي الحاسوب دور المعلّم في تدريس الخبرات للمتعلّم حسب سرعته الذاتية في التعلّم حيث يتم تقسيم الدرس إلى أجزاء صغيرة يطلق عليها وحدات تنظيم في ترتيب منطقي وتعرض كل وحدة على الشاشة متضمنة النص والرسوم والصور كما يتضمن إطارات اختبارية لتقييم أداء المتعلم.
5- الألعاب التّعليمية: عبارة عن مواقف استراتيجية أو ألعاب منطقية وفيها يقوم الحاسوب بتوفير الدعم والاقتراحات للمتعلّم من خلال محاولته الوصول إلى مواقف استراتيجية معينة وتتميز برامج هذا النمط بعنصر التشويق والإثارة وزيادة الدافعية عند المتعلم عن طريق تعزيز العملية المعرفية لديه في حل مشاكله ودعمه في التمكن من التحكم في كم المعلومات المطلوب تعلمها وإعادة إنتاجها في إطار ابتكار وإبداع جديد.
6- حل المشكلات: يستخدم هذا النمط في تنمية مهارات حل المشكلات وتعلم مهارات التفكير فما يساعد على انتقال أثر التعلم وتوضيح وعرض المفاهيم.
7- لغة الحوار التعليمي: وتتميز برامج هذا النمط ليس مجرد مطابقة استجابات المتعلم لقائمة من الإجابات التي تشير إلى الصواب أو الخطأ وإنما يسمح له بأن يعطي كم من الاستجابات كما يحدث تفاعل بين المتعلم والحاسوب من خلال التحاور باستخدام اللغة الطبيعية ويمكن للمتعلم طرح الأسئلة أو الإجابة ويعتمد هذا النمط على الذكاء الاصطناعي.
8- قواعد البيانات: يستخدم الحاسوب في توفير بيئة معلومات ثرية لقواعد وبنود المعلومات تسمح في تخطيط مراكز المعلومات ومصادر التعلم.
9- الذكاء الاصطناعي: يعرف هذا النمط باسم التعلّم بمساعدة الحاسوب التفاعلي ويتم فيه تقديم خبرات متقدمة تساعد المتعلم على حل مشاكل محددة أو نقده لمسارات الحل المقترح من خلال استخدام استراتيجيات تعلم أكثر تصوراً أو ملائمة له.
10- نظم التدريب/التوجيه الذكي: ترتبط نظم التدريس الذكية بالذكاء الاصطناعي في تصميم النظم الخبيرة في التعليم هذه النظم تحاكي المعلم لتضمنها لقواعد المعرفة والهياكل الاستدلالية بالإضافة إلى تشخيص ونمذجة المتعلم وتوفير كم من الخبرات التربوية والتفاعلات بين المتعلم والمعلم.
مزايا استخدام الحاسوب في التعليم
تتسم أنظمة التعلم بالحاسوب بمزايا مهمة تبدو جلية من خلال الخبرة المتراكمة نتيجة التطبيق الفعلي للحاسوب والتربية والتعليم ومن أهم هذه المزايا ما يلي:
1- يوفر الحاسوب فرص كافيه للمتعلم للعمل بسرعته الخاصة مما يقرب من مفهوم تفريد التعليم.
2- يزود الحاسوب المتعلم بتغذية راجعة فورية وبحسب استجابته في الموقف التعليمي ويقصد بالتغذية الراجعة تقديم المعلومات التي تتلو الاستجابة سواء كانت ايجابية أم سلبية.
3- التشويق:
يعتبر التشويق مضافاً إليها الدافعية من العوامل الهامة لنجاح المتعلم ومن صفاته: المرونة، قوة الإحساس والملاحظة للمجالين الإدراكي والوجداني للمتعلم، التغذية الراجعة، التدريب والممارسة، عرض الأشكال وتحريكها، الألعاب التعليمية، تقديم الأهداف حين بدء البرامج…الخ.
ماذا تعني مراكز مصادر التعلّم؟
في البداية ماذا نعني بمركز مصادر التعلم؟ أهو المكتبة في المدرسة أو المختبر أو قاعة المطالعة أو غيرها.
للإجابة على هذا التساؤل نقول: أن مركز مصادر التعلّم هو أهم وأشمل من هذه الأروقة فهو يجمع ويضم المكتبة والمختبر وقاعة المعلوماتية والمطالعة وغيرها ويقدم العديد من الخدمات مثل إنتاج المصادر والتدريب المهني وغيرها من خلال تسهيلات مجهزة وعمليات ومعلومات ومهام محددة واختصاصي مؤهل بهدف توفير بيئة تعليمية غنية بالمصادر المتعددة وتوظيف اساليب التعليم والتّعلم الحديثة المعتمدة على دمج تقنية المعلومات والاتصالات بالعملية التعليمية، وإن فكرة إنشاء مركز مصادر التعلم ليست وليدة اليوم بل يمكن القول أنها بدأت في الظهور خلال القرن السادس عشر الميلادي وذلك عندما بدأت الدعوة لها في مضمون التقرير الدوري لوزارة التربية والتعليم بالمملكة المتحدة عام 1578م وقد أورد هذا التقرير أنّه: “يجب أن تحتوي المباني المدرسية على مكتبة ومعرض مزود بأنواع الكتب والخرائط والآلات الفلكية وكل الأشياء الاخرى ذات الصلة بعملية التعليم والتعلم سواء زودت بها المدارس من الإدارات الرئيسية لتكنولوجيا التربية أو التي اقتنتها المدارس من ميزانيتها الخاصة.”
أهم مسوغات إنشاء مراكز التعلّم:
1- أنها من أفضل الصيغ لمواكبة التزايد المعرفي والنمو السريع للمعلومات.
2- قدرتها على استخدام تكنولوجيا التعليم وتوظيفها لصالح العمل التعليمي.
3- تتيح فرصاً للتعليم عن طريق ممارسة الملاحظة والتجريب واستخدام الطرق الحديثة في التعليم.
4- تتيح للمتعلّم فرصة في الحصول على الخبرة من خلال ما توفره من مصادر مقروءة ومرئية ومسموعة على درجة كبيرة من الاتساع والتنوع.
5- تساعد على التعلم الفردي وجعل التعليم وفقاً لقدرات المتعلمين وحاجاتهم.
6- تساعد على المشاركة الفعالة من جانب المتعلم وتغيير دور المعلم بما تقدمه من وسائل وفرص تعليمية متنوعة قادرة على تغيير مسار إعداد المعلم ما يزيد من كفاياته ومهارته.
7- تلبي حاجات الطلبة والمعلمين وذلك بأن يوجه كل مصدر من المصادر البشرية وغير البشرية لمقابلة حاجات الطلبة والمعلمين.
مستويات مراكز مصادر التعليم
ليست مراكز مصادر التعليم على مستوى واحد من حيث الخدمات والمهمات والحجم وإنما هناك مستويات متعددة ولكل منها مهام متنوعة، وهذه المستويات:
1- على مستوى الصف الدراسي: وهو الأقل حجماً ويحتوي عدة وسائط ومواد تناسب الصف الدراسي والمتعلمين للقيام بأنشطة الدروس حسب المنهج الدراسي.
2- على مستوى المدرسة: وهو أكبر من المستوى السابق وأكثر شمولاً وتنوعاً، فيضم كل الوسائط والأجهزة والتقنيات والمواد التعليمية لأنه يلبي احتياجات المعلمين والمتعلّمين لتحقيق كل ما تتطلبه المقررات الدراسية من أجهزة ومواد.
3- على مستوى الإدارة التعليمية: ويمثل الوسيط بين مركز مصادر المدارس في المنطقة المحلية ومركز مصادر المديرية وهو مركز لتدريب المعلمين على استخدام التقنيات الحديثة وتوجيههم في مجالات الصيانة والإصلاح وإتلاف المواد والأجهزة.
4- على مستوى المديرية: يمثل حلقة وصل بين مراكز مصادر المديريات والوزارة ويتولى مسؤولية تخطيط البرامج العامة لمراكز مصادر التعليم في الإدارات التعليمية.
5- على مستوى الوزارة: وهو المركز الأكبر والأكثر اتساعاً ويحتوي على المواد والأجهزة كافة إضافة إلى الوسائط اللازمة للمناهج بأنواعها ويمثل المركز الأم لبقية المراكز.
المكتبة الإلكترونية واحدة من أهم مصادر التعلّم
ما هي المكتبة الالكترونية؟
هي المكتبة التي تشكل مصادر المعلومات الإلكترونية الموجودة على الأقراص المبرمجة أو عبر الشبكات المتنوعة كالإنترنت وهو الجزء الأكبر من محتوياتها والخدمات التي تقدمها، ولكن ليس جميع محتوياتها بهذا الشكل حيث يمكن أن تحتوي بعض المصادر التقليدية.
لقد ظلت الكتب الالكترونية موضع شد وجذب بين المختصين فقد توقع لها العديد منهم الانتشار وظلّ آخرون يعتقدون أنها لا تستطيع أن تحل محل الكتاب الورقي بسهولة وأن الكتب الالكترونية ليست سوى صفائح الكترونية مسطحة ومصممة لتنزيل مواد القراءة وأنها تعتمد على البرمجيات فهي مليئة بأساليب العرض المتطورة وأحدث أنواع التقنيات الأخرى، وفي كل مرة يظهر نوع جديد من الكتب الالكترونية تسري موجه من الإثارة أوساط المختصين المتحمسين لمثل هذه التقنيات.
أهمية المكتبة الالكترونية:
إذا أردنا مواكبة العصر في المكتبات المدرسية لابد من توضيح أهمية المكتبة الالكترونية ودورها في تطوير العملية التعليمية التربوية، ومن أهم فوائدها:
1- الوصول لطرق تعليمية متطورة في توصيل المعلومة للطلبة.
2- تطبيق الوسائل المتطورة في العملية التعليمية.
3- ضبط ومعالجة المعلومات بشكل سريع.
4- تحسين وارتقاء العملية التعليمية والتعرف على سبل تطوير المكتبات المدرسة.
5- فتح آفاق التدريب والتأهيل لأمناء المكتبات.
6- إعداد كوادر متخصصة ذات كفاءة عالية.
7- المساهمة في الإنتاج الفكري في مجال المكتبات والمعلومات.
8- تباين الدور المهم للمكتبة في تسيير العملية التعليمية.
التعليم باستخدام الصورة المتحركة ومزاياه
هناك مزايا عدّة لاستخدام الصورة المتحركة في التعليم، ربما لا تماثلها أية وسيلة أخرى كما أنها تنفرد ببعض الخصائص التي تجعلها ضرورية وتتفوق على الخبرة المباشرة ذاتها في الفائدة.
من أبرز مزايا الصور المتحركة في التعليم ما يأتي:
1- جذب الانتباه بشدة: كالتحكم بالإضاءة والحركة والإتقان في الإخراج والمناظر والألوان والحوادث والانفعال مما يجعل الجو الجماعي مهيّئاً للمشاهدة.
2- إبراز الحقائق وتوضيحها: يختار الفيلم الحقائق المعينة ذات الصلة بالموضوع، دون غيرها، فهو بذلك يبرز أهم الحقائق بالنسبة للموضوع، وهو بذلك يتفوق على الخبرة المباشرة في الموضوع والتركيز والوصول إلى حل المشكلات بصورة مباشرة.
3- اشتراك التلاميذ في المعرفة: فإن مشاهدة التلاميذ جميعاً لنفس الفيلم يتيح لهم الحصول على معلومات مشتركة الأمر الذي يضع لهم أساساً مشتركاً للمعرفة والمناقشة والاتصال.
4- الحصول على معلومات نافعة: ينقل الفيلم معلومات كثيرة بسرعة وبتركيز، كما أنه يوفر عناء المعلم في الشرح.
5- تعديل الاتجاهات والميول لأهداف سلوكية: فيمكن للصورة المتحركة أن تعدل اتجاهات التلاميذ وتوجههم إلى النواحي النافعة، كما تعمل على نشر التفاهم والتآخي بين الشعوب وتثير فهم النواحي الإنسانية والعاطفية في نفوس التلاميذ وإعلاء بعض القيم ونواحي التقدير والتذوق وإرهاف الإحساس.
6- تنمي التفكير العلمي: فتطبع المعلومات وفق تسلسل محدد يوحي بالنتيجة التي ترمي إليها، ويمكن أن تستغل هذه القوة التأثيرية في تنمية أسلوب التفكير المنظم والمنطقي لدى التلاميذ.
7- تعلم مهارات: كاستخدام الأفلام في تعلم بعض المارات مثل قيادة السيارات والسباحة والآلة الكاتبة والرسم وإعداد الوسائل التعليمية وطرق التدريس.
8- تسجيل الحوادث والعمليات والأخبار: فتسجل الأفلام كثيراً من الحوادث الهامة والعمليات التي يقوم بها الخبراء مما يجعلها سجلاً هاماً للأجيال القادمة.
9- التحكم في سرعة العرض: كإسراع المشاهدة في بعض العمليات البطيئة مثل نمو النباتات وإيقاف الفيلم ثم تحريكه لإبراز مواقف معينة.
10- إحياء الماضي: كمشاهدة التلاميذ لفيلم عن حياة الآشوريين أو قدماء مصر أو فتوحات العرب فتثير فيهم نواحي قومية وعاطفية وتوضح لهم معلومات وظروف العصر.
11- التكبير والتصغير: كمشاهدة صور بعض الميكروبات والفيروسات والكائنات الدقيقة مكبرة، ومن جهة أخرى يمكن أن يشاهد قطعان الحيتان أو البواخر الضخمة أو المدن المصغرة.
12- قلة التكاليف: تتميز الصور المتحركة بالاقتصاد البالغ في التكاليف، فالفيلم يظل يستخدم سنين عدّة كما أن عدداً كبيراً من التلاميذ يستفيد منه كل عام وهو علاوة على ذلك رخيص الثمن.تطوير مصادر التّعلم ودوره الدّاعم للمناهج الحديثة
رئيسة التحرير
اعتمد التّعليم لفترة طويلة على المعلّم والكتاب وكانت وسيلة المعلّم هي الكلام واستخدام السّبورة والطباشير وتفاوت المعلمون في قدراتهم على التعبير باستخدامهم نبرات الصوت والإشارات لتوضيح ما يقولون وكان ذلك في مجموعة وسائل الإيضاح في التربية التقليدية، إلا أنّ التربية الحديثة اعتمدت على خبرة التّلميذ المباشرة قدر ما تستطيع، فهي أفضل وسيلة ليس لضمان الجانب المعرفي وحده ولكن لضمان الجوانب العاطفية والعملية في الخبرة، وكلنا يعلم أن معرفة الجهاز الهضمي للضفدعة أو الأرنب عن طريق القراءة شيء وقيام الطالب بتشريح الضفدعة واستخلاص النتائج بصورة عملية شيء آخر.
فالجوانب العاطفية والعملية والاجتماعية تزيد من قوة الخبرة واستمرار بقائها وتعمل وسائل الإيضاح المختلفة على تقريب مستويات الخبرة للدارس فالرسم والصور توضح ما لا توضحه الكتابة وحدها أحياناً، وتوفر الوسائل التعليمية الأساس المادي المحدود للتفكير وتقلل من أخطاء التعليم اللفظي كما أنها تثير اهتمام التلاميذ وتجعل الخبرات باقية الأثر وتوفر خبرات متنوعة يصعب جداً توفرها أحياناً، فهي تتخطى حاجز الزمان والمكان والإمكانات البشرية في الرؤية أو السمع أو غيرها من الحواس.
وقد صدق القول بأن شعار الوسائل التعليمية “رب صورة خيرٌ من ألف كلمة”.
ومن أمثلة الوسائل التعليمية: الخبرة المباشرة للتلميذ، التمثيليات، الرحلات، التلفزيون، الرسوم، التوضيحات العملية أو العروض العملية بالأجهزة أو المواد أو السّبورة الطباشيرية، السينما، الإذاعة والإذاعة المدرسية، الفانوس السحري، اللوحات الوبرية، اللوحات الإخبارية، النماذج، العينات، الخرائط والرموز البصرية كالكتابة، الشرائح المجهريّة.
الفلسفة التربوية التي تنشأ عن تكنولوجيا التعليم
صحيح أن هذه التكنولوجيا لها بعض الأثر في المجتمع الكبير أو المجتمع الصغير في المدرسة إلا أنه مالم تتضح هذه الفلسفة التربوية وتطبق فإن الغرض الرئيس من استخدام التكنولوجيا لن يتحقق مثال ذلك استخدام بعض وسائل العرض الضوئي مثل الكاسيتو سكوب الّتي تعتمد على أفلام قصيرة داخل كاسيت.
إن هذا النوع من الوسائل يقوم على مبدأ التربية الفردية التي يتعلم فيها كل فرد بسرعته الخاصة وفق المشروع الذي ينهمك في بحثه ويستعين في ذلك بالكتب من خلال توجيهات المعلم وبهذا الجهاز أيضاً.
وبناءً على ذلك فتوفر هذا الجهاز وحده لا يعني أنه سوف يحقق أكبر فائدة ممكنة ولذلك فالغالب هو أن إدخال مثل هذا الجهاز سوف يتجه إلى استخدامه كوسيلة عرض جماعية وهو ما لم يصمم له إذ أنّ شاشة العرض فيه محدودة وقد صدرت وسائل عدّة تقوم على فكرة التعليم الفردي حتى معامل اللغات التي يوجد بها مقعد المعلم فقد صممت بحيث يستطيع كل طالب أن يقوم بدور نشيط وفعال في عملية التعليم ودور المعلم هو التوجيه والمتابعة فحسب وأهم سمة يمكن أن نلاحظها في جميع منجزات التكنولوجيا والتّعليم هي قيامها على فلسفة تربوية هامّة هي مبدأ نشاط الطالب وفعاليته وبحث صور ابتكاره خلال عملية التعليم وليس مجرد الإنصات والسلبية.
ما هي تكنولوجيا التعليم؟
يطلق عليها تسمية التقنيات التربوية وهي علم صناعة الإنسان تعنى بتصميم البيئات أو الظروف وفق المعرفة العلمية عن السلوك الإنساني بغية بناء شخصية أو تكوينها التكوين النفسي الاجتماعي المستحب كما عرّفها د. عمر الشيخ.
تعريف آخر د. فتح الباب: مدخل منطقي للتربية قائم على حل المشكلات وهي طريقة للتفكير في التعليم والتعلم تفكيراً واعياً منتظماً وهي تعني بتصميم المناهج والخبرات التعليمية تقويمها والإفادة منها وتجديدها.
والتقنيات التربوية: نظام تطبيق المعرفة والمبادئ العلمية مع التركيز على: الأهداف التربوية – طبيعة المتعلم – استخدام المواد والأجهزة التقنية – الممارسات والتطبيقات التربوية.
أما تكنولوجيا التعليم فهي جميع الطرق والأدوات والمواد والأجهزة والتنظيمات المستخدمة في نظام تعليمي معين بغرض تحقيق أهداف تعليمية محدد من قبل كما تهدف إلى تطويره ورفع فعاليته كما رأى د. أحمد حامد منصور.
المزايا التي يحققها الاستخدام السليم لتكنولوجيا التعليم
هناك مزايا عدة لاستخدام الوسائل الّتعليمية بأشكالها كافة وبخاصة الأنواع المتطورة منه في مدارسنا ويتوقف الأمر بالطبع على استخدام تكنولوجيا التعليم في الوقت المناسب وبالكيفية التي تحقق أفضل نتيجة ممكنة وقد حفل العصر الحالي بأنواع عدّة من الوسائل التعليمية والتي تنتجها المصانع والشركات وإدارات الوسائل.
1- توفير الأساس المادي المحسوب في التفكير
إن شرح المعلم اللفظي يجعل التلاميذ يتيهون في معاني الدرس فلا يلمسون الشكل الحقيقي للأجهزة أو لحياة الضفدعة أو لاستخدام آلة معينة مثل هذا التعليم الذي يعتمد على الشرح والكلام يضطر التلاميذ لحفظ الكلام وترديده بلا فهم وقد تبين أن المعلومات التي تقدم بلا وظيفة للتلاميذ أو ما يسمى بالمعلومات غير الوظيفية سرعان ما تنسى فيفقد التلاميذ 50% في العام الأول وترتفع هذه النسبة إلى 75% في العام الثاني أي إلى ثلاثة أرباع المعلومات فتنسى بعد عامين فقط.
ولكن عندما نوفر للتلاميذ وسائل تعليمية متطورة فإن موضوعات الدراسة تتضح لهم والسبب في ذلك أن الشيء الذي يلمسه المرء بحواسه أوضح بكثير من الأشياء التي يسمع عنها أو يقرأ عنها وهكذا توفر تكنولوجيا التعليم الأساس المادي المحسوس للإدراك.
2- إثارة الاهتمام:
عندما يرى التلميذ فيلماً قصيراً عن استخراج الحديد أو عندما يجري تجربة عن حركة الأجسام باستخدام أجهزة عديمة الاحتكاك تقريباً فإن اهتمامه بالموضوع يكون أكبر مما لو كان الشرح بصورة لفظية أو إملائية وقد اعتدنا رؤية تلاميذنا وقد فقدوا الاهتمام بما يدرسون ويتضح لنا ذلك خلال الدراسة وبصفة خاصة بعد الامتحان مباشرة عندما يتخلص بعضهم من كتبه أو كراريسه، ويقوم تقدم أية دولة على مدى اهتمام أبنائها بالعلم ومساهمتهم في الإضافة إليه ولا يتحقق ذلك إلا إذا كان الإنسان مولعاً بالمعرفة والبحث.
3- إثارة نشاط التلاميذ:
إن استخدام تكنولوجيا التعليم بصورة سليمة يمكن أن يثير نشاط التلاميذ ويدفعهم إلى العمل بدلاً من الاكتفاء بالإنصات.
4- توفير خبرات واقعية:
إنّ أكثر المعلومات وضوحاً ما كان نابعاً عن خبرة حقيقية ونستطيع أن نلمس ذلك في حياتنا فالحديث عن قيادة السيارات لا يوفر للمرء نفسه الخبرة التي يكسبها بمثل قيادته لسيارة تدريب أو جلوسه على مقعد القيادة مشابه للوضع الحقيقي بقدر الإمكان.
والخبرة التي يمر بها الإنسان لا تشمل المعرفة فحسب ولكنها تشمل أيضاً التفكير التأملي واكتساب اتجاهات وميول ونواح يتذوق وتقدير للأشياء والجهد الإنساني، ولذلك تمتاز تكنولوجيا التعليم بتوفير الخبرة الواقعية وهو ما لا يحققه التعليم اللفظي الإنشائي.
5- تكنولوجيا التعليم تجعل الخبرات باقية الأثر:
إن الكثير من المعرفة التي يكتسبها الطالب في المدرسة ينساها بعد الامتحان وكلما تقدم به الزمن ينسى أكثرها، لماذا؟
السبب في ذلك هو أن المعلومات التي يحفظها الطالب حفظاً آلياً تلبيتاً للمعلم أو للنجاح في الامتحان لا تترك أثراً باقياً في عقل التلاميذ بمثل الخبرة التي يكتسبها الطالب عن طريق تكنولوجيا التعليم أو عن طريق الخبرة المباشرة المحسوسة للأشياء وعلى سبيل المثال: إن مشاهدة الطالب للميكروتوم وهو جهاز تقطيع العينات إلى شرائح توضع تحت المجهر واستخدامه هذا الجهاز ثم وضع الأصباغ على الشرائح ثم مشاهدتها تحت المجهر كل هذا خبرة يصعب أن ينساها الطالب مهما تقدم به العمر وفي هذا العصر الذي زادت فيه المعلومات زيادة كبيرة مطّردة نجد أنّه من المهم أن تكون المعرفة التي يحصل عليها التلميذ باقية الأثر إذ أن هذا هدف اقتصادي بالغ الأهمية علاوة على قيمته التربوية فالطالب لا يتعلم كي ينسى.
6- تسلسل التفكير:
تستطيع تكنولوجيا التعليم أن تؤثر على تسلسل تفكير الإنسان بفضل ما لها من قوة تأثيرية ويمكن أن نلاحظ ذلك على سبيل المثال عندما نشاهد فيلماً يعرض قضية أو قصة أو حادثة فإنّه عندما نريد سرد الأحداث أو الموضوع فإننا نكره العرض بنفس التسلسل، ويمكن أن نستخدم تكنولوجيا التعليم في تدريب الطالب على التفكير المنظم المتسلسل، ولهذا الهدف أهمية عظمى في تنشئة جيل يفكر بطريقة منطقية سليمة ويتبع الأسلوب العلمي في حياته.
7- نمو المعاني والثروة اللفظية:
عندما تقدم تكنولوجيا التعليم خبرات جديدة للطالب فإنها تساعد في نمو المعاني والأفكار لديه وهكذا تنشئ لديه آفاق جديدة من الفكر فتثير خياله وتنمي خبراته وتتكون لدى الطالب بالتالي ثروة لفظية يكتسبها نتيجة المعاني الجديدة التي يكتشفها والقيمة اللغوية لتكنولوجيا التعليم التي تستخدم بمهارة لا يمكن إغفالها وسوف نتعرض لأنواع من الوسائل التي تمخضت عن تكنولوجيا العصر وقد أصبح إتقان اللغات من أهم أهداف التعليم إذ أنها وسيلة هامة للتعرف على ثقافة العصر من علوم وفنون وآداب.
8- الحصول على خبرات يصعب توفرها بالوسائل الأخرى وزيادة عمق التعليم وفعاليته:
لا يمكن للطالب أن يتصور أحياناً شكل المجال المغناطيسي أو انتقال الشحنة الكهربائية في البطارية أو كيفية تطبيق قانون بويل وقد يظن المعلم أنه قد أجاد الشرح ولا بد من أن جميع التلاميذ قد فهموا وقد يتحقق ذلك بالفعل بالنسبة لأغلب التلاميذ أو بعضهم ولكن يصعب الأمر بالنسبة للبعض وحتى لو فهم التلاميذ الدروس فإنه لا تكون لها الفعالية والعمق الذي تتركه تكنولوجيا التعليم العصرية لقد أصبحت هنالك تجارب مصغرة أو ميكروتكنيك لصاحب كل درس وقد تكون في مجموعات كل منها تخدم ثمانية طلاب كما هو الحال في بعض المشروعات العالمية في تدريس العلوم بالولايات المتحدة ويستطيع المعلم أو الناظر أن يتعاقد لشراء مجموعات منها تغطي الدروس ويمكننا أن نتخيل مدى وضوح الدروس التي تصاحبها تجارب مقننة ومعدة بعناية لتصاحبها ويقوم التلاميذ بإجرائها بأنفسهم.
9- علاج كثير من العيوب والمشكلات والانحرافات:
يعاني بعض الطلاب من عيوب في النطق كما أن كثيراً من الطلاب يجدون من الصعب عليهم النطق السليم خاصة في بداية تعلمه اللغات الأجنبية ونجد هذه المشكلة منتشرة في مدارسنا وبين خريجينا كذلك يعاني بعض الطلاب من مشكلات اجتماعيه ونفسية وانحرافات متنوعة وتزداد هذه المشكلة وضوحا كلما ازداد عدد الطلاب في المدارس وكلما تنوعت بيئاتهم، وتوفر تكنولوجيا التعليم حلولاً مناسبة لمثل هذه المشكلات، فمعامل اللغات تستطيع أن تعالج النطق السليم لكل طالب وبصورة منفردة دون شعوره بخجل من الكلام أمام أقرانه كذلك يمكن لكل طالب أن يستخدم هذه الأفلام في بيئة أو بصورة منفردة، وتلقي مثل تلك الوسائل الضوء على ما ينبغي أن تكون عليه المدرسة العصرية وما ينبغي أن تضمه من أجهزة وأفلام.
10- التقويم والقياس:
• أصبح التقويم بمفهومه الحديث مشكلة إذ أن أهداف التربية أصبحت متنوعة وتشمل جوانب الشخصية ولا تقتصر على هدف تحصيل المعلومات وإنما تمتد لتشمل الاتجاهات والميول وأسلوب التفكير العلمي ونواحي التذوق والتقدير كذلك أصبح المعلم لا يكتفي بالقياس ولكن يهتم بالعلاج فالامتحان بمفهومه العصري ليس لهدف القياس وتقسيم الطلبة إلى فئات بعضها فوق بعض ولكن لتشخيص نواحي التخلف وعلاجها ولتحديد اتجاه التوجيه والرعاية التي يمكن أن يلقاها الطالب.
وقد اهتمت المشروعات العالمية بتدريس العلوم على سبيل المثال بمسألة التقويم ووضع اختبارات محددة تحقق الأهداف التي وضعت هذه المشروعات، ولم يعد المسؤولون عن هذه المشروعات يتركون مسألة التقويم ووضع اختبارات للمعلم حتى لا تضيع أهداف المشروع ولذلك يصدر مع كل مشروع اختبارات مقننه لها أسلوب محدد في التصحيح في أماكن معينة.
• ولا تحقق مثل هذه الاختبارات الأهداف التربوية فحسب ولكنها تعالج مسألة في غاية الأهمية وهي الزيادة الهائلة في عدد التلاميذ وضيق وقت المعلم ولا بد أننا قد لاحظنا ما يعانيه الكثرة من المعلمين في تصحيح أوراق الطلبة في نهاية العام، وإذا علمنا أن التقويم ينبغي أن يكون عملية مستمرة طوال العام ومع كل درس لأدركنا المشكلة الهائلة التي تواجه المعلم اليوم ولحسن الحظ استطاعت تكنولوجيا التعليم أن تحل هذه المشكلة المعقدة ويمكن لمعلم بسهولة بالغة أن يصحح أصعب الامتحانات في دقائق معدودة بل أنه يمكن أن يترك مهمة التصحيح لمساعديه دون أن يخشى حدوث أي خطأ في التصحيح إذ أن العمل يتم بصورة آلية فلا يحتاج إلى تفسير كثير ولا إلى وقت.
استخدام الحاسوب في التعليم
استراتيجيات استخدام الحاسوب في التعليم:
تتمثل إشكاليات استخدام الحاسوب في التعليم في صعوبة تحديد نمط بعينه يمكن أن تعد به المقررات المدرسية إلا أن أهم أنماط استخدام الحاسوب كأدوات تعليمية يمكن عرضها فيما يلي:
1- التعليم المبرمج: وفيه يستخدم الحاسوب لتخديم المعلومات بنفس الكيفية التي يعرض بها الكتاب التعليمي المبرمج سواء بصورة خطيّة أو متفرعة.
2- الممارسة والتدريب: وفيه يطرح الحاسوب سؤالاً معيناً ويقوم بتقييم الإجابة التي أدلى بها المتعلّم عن هذا السؤال كما يقدم مجموعة تدريبية متدرجة في الصّعوبة تساعد في ضبط تقدّم المتعلّم بحيث تزيد من سرعة إجابته مع توفير دقة الإجابة.
3- النّمذجة والمحاكاة: وفيه تكون أنشطة المحاكاة مشابهة للموقف الفعلي قدر الامكان ويتم تصميم هذا النمط إمّا من خلال ارتباط النّمذجة بموقف ما يتطلب من المتعلم اكتشاف الأبعاد من خلال الخطأ والصواب أو عن طريق الإحاطة بموقف معقد يتطلب منه إدخال معلومات ليرى ما سوف يحدث وأما ببناء نموذج خاص به لموقف ما.
4- التعلّم الشامل: ويعرف بالشرح والإلقاء أو برامج التدريب الخصوصي وفيه يقوم الحاسوب بعرض المادة التعليمية الجديدة مع الأمثلة التوضيحية للمتعلّم ومتابعة تقدمه في هذه المادة ويؤدي الحاسوب دور المعلّم في تدريس الخبرات للمتعلّم حسب سرعته الذاتية في التعلّم حيث يتم تقسيم الدرس إلى أجزاء صغيرة يطلق عليها وحدات تنظيم في ترتيب منطقي وتعرض كل وحدة على الشاشة متضمنة النص والرسوم والصور كما يتضمن إطارات اختبارية لتقييم أداء المتعلم.
5- الألعاب التّعليمية: عبارة عن مواقف استراتيجية أو ألعاب منطقية وفيها يقوم الحاسوب بتوفير الدعم والاقتراحات للمتعلّم من خلال محاولته الوصول إلى مواقف استراتيجية معينة وتتميز برامج هذا النمط بعنصر التشويق والإثارة وزيادة الدافعية عند المتعلم عن طريق تعزيز العملية المعرفية لديه في حل مشاكله ودعمه في التمكن من التحكم في كم المعلومات المطلوب تعلمها وإعادة إنتاجها في إطار ابتكار وإبداع جديد.
6- حل المشكلات: يستخدم هذا النمط في تنمية مهارات حل المشكلات وتعلم مهارات التفكير فما يساعد على انتقال أثر التعلم وتوضيح وعرض المفاهيم.
7- لغة الحوار التعليمي: وتتميز برامج هذا النمط ليس مجرد مطابقة استجابات المتعلم لقائمة من الإجابات التي تشير إلى الصواب أو الخطأ وإنما يسمح له بأن يعطي كم من الاستجابات كما يحدث تفاعل بين المتعلم والحاسوب من خلال التحاور باستخدام اللغة الطبيعية ويمكن للمتعلم طرح الأسئلة أو الإجابة ويعتمد هذا النمط على الذكاء الاصطناعي.
8- قواعد البيانات: يستخدم الحاسوب في توفير بيئة معلومات ثرية لقواعد وبنود المعلومات تسمح في تخطيط مراكز المعلومات ومصادر التعلم.
9- الذكاء الاصطناعي: يعرف هذا النمط باسم التعلّم بمساعدة الحاسوب التفاعلي ويتم فيه تقديم خبرات متقدمة تساعد المتعلم على حل مشاكل محددة أو نقده لمسارات الحل المقترح من خلال استخدام استراتيجيات تعلم أكثر تصوراً أو ملائمة له.
10- نظم التدريب/التوجيه الذكي: ترتبط نظم التدريس الذكية بالذكاء الاصطناعي في تصميم النظم الخبيرة في التعليم هذه النظم تحاكي المعلم لتضمنها لقواعد المعرفة والهياكل الاستدلالية بالإضافة إلى تشخيص ونمذجة المتعلم وتوفير كم من الخبرات التربوية والتفاعلات بين المتعلم والمعلم.
مزايا استخدام الحاسوب في التعليم
تتسم أنظمة التعلم بالحاسوب بمزايا مهمة تبدو جلية من خلال الخبرة المتراكمة نتيجة التطبيق الفعلي للحاسوب والتربية والتعليم ومن أهم هذه المزايا ما يلي:
1- يوفر الحاسوب فرص كافيه للمتعلم للعمل بسرعته الخاصة مما يقرب من مفهوم تفريد التعليم.
2- يزود الحاسوب المتعلم بتغذية راجعة فورية وبحسب استجابته في الموقف التعليمي ويقصد بالتغذية الراجعة تقديم المعلومات التي تتلو الاستجابة سواء كانت ايجابية أم سلبية.
3- التشويق:
يعتبر التشويق مضافاً إليها الدافعية من العوامل الهامة لنجاح المتعلم ومن صفاته: المرونة، قوة الإحساس والملاحظة للمجالين الإدراكي والوجداني للمتعلم، التغذية الراجعة، التدريب والممارسة، عرض الأشكال وتحريكها، الألعاب التعليمية، تقديم الأهداف حين بدء البرامج…الخ.
ماذا تعني مراكز مصادر التعلّم؟
في البداية ماذا نعني بمركز مصادر التعلم؟ أهو المكتبة في المدرسة أو المختبر أو قاعة المطالعة أو غيرها.
للإجابة على هذا التساؤل نقول: أن مركز مصادر التعلّم هو أهم وأشمل من هذه الأروقة فهو يجمع ويضم المكتبة والمختبر وقاعة المعلوماتية والمطالعة وغيرها ويقدم العديد من الخدمات مثل إنتاج المصادر والتدريب المهني وغيرها من خلال تسهيلات مجهزة وعمليات ومعلومات ومهام محددة واختصاصي مؤهل بهدف توفير بيئة تعليمية غنية بالمصادر المتعددة وتوظيف اساليب التعليم والتّعلم الحديثة المعتمدة على دمج تقنية المعلومات والاتصالات بالعملية التعليمية، وإن فكرة إنشاء مركز مصادر التعلم ليست وليدة اليوم بل يمكن القول أنها بدأت في الظهور خلال القرن السادس عشر الميلادي وذلك عندما بدأت الدعوة لها في مضمون التقرير الدوري لوزارة التربية والتعليم بالمملكة المتحدة عام 1578م وقد أورد هذا التقرير أنّه: “يجب أن تحتوي المباني المدرسية على مكتبة ومعرض مزود بأنواع الكتب والخرائط والآلات الفلكية وكل الأشياء الاخرى ذات الصلة بعملية التعليم والتعلم سواء زودت بها المدارس من الإدارات الرئيسية لتكنولوجيا التربية أو التي اقتنتها المدارس من ميزانيتها الخاصة.”
أهم مسوغات إنشاء مراكز التعلّم:
1- أنها من أفضل الصيغ لمواكبة التزايد المعرفي والنمو السريع للمعلومات.
2- قدرتها على استخدام تكنولوجيا التعليم وتوظيفها لصالح العمل التعليمي.
3- تتيح فرصاً للتعليم عن طريق ممارسة الملاحظة والتجريب واستخدام الطرق الحديثة في التعليم.
4- تتيح للمتعلّم فرصة في الحصول على الخبرة من خلال ما توفره من مصادر مقروءة ومرئية ومسموعة على درجة كبيرة من الاتساع والتنوع.
5- تساعد على التعلم الفردي وجعل التعليم وفقاً لقدرات المتعلمين وحاجاتهم.
6- تساعد على المشاركة الفعالة من جانب المتعلم وتغيير دور المعلم بما تقدمه من وسائل وفرص تعليمية متنوعة قادرة على تغيير مسار إعداد المعلم ما يزيد من كفاياته ومهارته.
7- تلبي حاجات الطلبة والمعلمين وذلك بأن يوجه كل مصدر من المصادر البشرية وغير البشرية لمقابلة حاجات الطلبة والمعلمين.
مستويات مراكز مصادر التعليم
ليست مراكز مصادر التعليم على مستوى واحد من حيث الخدمات والمهمات والحجم وإنما هناك مستويات متعددة ولكل منها مهام متنوعة، وهذه المستويات:
1- على مستوى الصف الدراسي: وهو الأقل حجماً ويحتوي عدة وسائط ومواد تناسب الصف الدراسي والمتعلمين للقيام بأنشطة الدروس حسب المنهج الدراسي.
2- على مستوى المدرسة: وهو أكبر من المستوى السابق وأكثر شمولاً وتنوعاً، فيضم كل الوسائط والأجهزة والتقنيات والمواد التعليمية لأنه يلبي احتياجات المعلمين والمتعلّمين لتحقيق كل ما تتطلبه المقررات الدراسية من أجهزة ومواد.
3- على مستوى الإدارة التعليمية: ويمثل الوسيط بين مركز مصادر المدارس في المنطقة المحلية ومركز مصادر المديرية وهو مركز لتدريب المعلمين على استخدام التقنيات الحديثة وتوجيههم في مجالات الصيانة والإصلاح وإتلاف المواد والأجهزة.
4- على مستوى المديرية: يمثل حلقة وصل بين مراكز مصادر المديريات والوزارة ويتولى مسؤولية تخطيط البرامج العامة لمراكز مصادر التعليم في الإدارات التعليمية.
5- على مستوى الوزارة: وهو المركز الأكبر والأكثر اتساعاً ويحتوي على المواد والأجهزة كافة إضافة إلى الوسائط اللازمة للمناهج بأنواعها ويمثل المركز الأم لبقية المراكز.
المكتبة الإلكترونية واحدة من أهم مصادر التعلّم
ما هي المكتبة الالكترونية؟
هي المكتبة التي تشكل مصادر المعلومات الإلكترونية الموجودة على الأقراص المبرمجة أو عبر الشبكات المتنوعة كالإنترنت وهو الجزء الأكبر من محتوياتها والخدمات التي تقدمها، ولكن ليس جميع محتوياتها بهذا الشكل حيث يمكن أن تحتوي بعض المصادر التقليدية.
لقد ظلت الكتب الالكترونية موضع شد وجذب بين المختصين فقد توقع لها العديد منهم الانتشار وظلّ آخرون يعتقدون أنها لا تستطيع أن تحل محل الكتاب الورقي بسهولة وأن الكتب الالكترونية ليست سوى صفائح الكترونية مسطحة ومصممة لتنزيل مواد القراءة وأنها تعتمد على البرمجيات فهي مليئة بأساليب العرض المتطورة وأحدث أنواع التقنيات الأخرى، وفي كل مرة يظهر نوع جديد من الكتب الالكترونية تسري موجه من الإثارة أوساط المختصين المتحمسين لمثل هذه التقنيات.
أهمية المكتبة الالكترونية:
إذا أردنا مواكبة العصر في المكتبات المدرسية لابد من توضيح أهمية المكتبة الالكترونية ودورها في تطوير العملية التعليمية التربوية، ومن أهم فوائدها:
1- الوصول لطرق تعليمية متطورة في توصيل المعلومة للطلبة.
2- تطبيق الوسائل المتطورة في العملية التعليمية.
3- ضبط ومعالجة المعلومات بشكل سريع.
4- تحسين وارتقاء العملية التعليمية والتعرف على سبل تطوير المكتبات المدرسة.
5- فتح آفاق التدريب والتأهيل لأمناء المكتبات.
6- إعداد كوادر متخصصة ذات كفاءة عالية.
7- المساهمة في الإنتاج الفكري في مجال المكتبات والمعلومات.
8- تباين الدور المهم للمكتبة في تسيير العملية التعليمية.
التعليم باستخدام الصورة المتحركة ومزاياه
هناك مزايا عدّة لاستخدام الصورة المتحركة في التعليم، ربما لا تماثلها أية وسيلة أخرى كما أنها تنفرد ببعض الخصائص التي تجعلها ضرورية وتتفوق على الخبرة المباشرة ذاتها في الفائدة.
من أبرز مزايا الصور المتحركة في التعليم ما يأتي:
1- جذب الانتباه بشدة: كالتحكم بالإضاءة والحركة والإتقان في الإخراج والمناظر والألوان والحوادث والانفعال مما يجعل الجو الجماعي مهيّئاً للمشاهدة.
2- إبراز الحقائق وتوضيحها: يختار الفيلم الحقائق المعينة ذات الصلة بالموضوع، دون غيرها، فهو بذلك يبرز أهم الحقائق بالنسبة للموضوع، وهو بذلك يتفوق على الخبرة المباشرة في الموضوع والتركيز والوصول إلى حل المشكلات بصورة مباشرة.
3- اشتراك التلاميذ في المعرفة: فإن مشاهدة التلاميذ جميعاً لنفس الفيلم يتيح لهم الحصول على معلومات مشتركة الأمر الذي يضع لهم أساساً مشتركاً للمعرفة والمناقشة والاتصال.
4- الحصول على معلومات نافعة: ينقل الفيلم معلومات كثيرة بسرعة وبتركيز، كما أنه يوفر عناء المعلم في الشرح.
5- تعديل الاتجاهات والميول لأهداف سلوكية: فيمكن للصورة المتحركة أن تعدل اتجاهات التلاميذ وتوجههم إلى النواحي النافعة، كما تعمل على نشر التفاهم والتآخي بين الشعوب وتثير فهم النواحي الإنسانية والعاطفية في نفوس التلاميذ وإعلاء بعض القيم ونواحي التقدير والتذوق وإرهاف الإحساس.
6- تنمي التفكير العلمي: فتطبع المعلومات وفق تسلسل محدد يوحي بالنتيجة التي ترمي إليها، ويمكن أن تستغل هذه القوة التأثيرية في تنمية أسلوب التفكير المنظم والمنطقي لدى التلاميذ.
7- تعلم مهارات: كاستخدام الأفلام في تعلم بعض المارات مثل قيادة السيارات والسباحة والآلة الكاتبة والرسم وإعداد الوسائل التعليمية وطرق التدريس.
8- تسجيل الحوادث والعمليات والأخبار: فتسجل الأفلام كثيراً من الحوادث الهامة والعمليات التي يقوم بها الخبراء مما يجعلها سجلاً هاماً للأجيال القادمة.
9- التحكم في سرعة العرض: كإسراع المشاهدة في بعض العمليات البطيئة مثل نمو النباتات وإيقاف الفيلم ثم تحريكه لإبراز مواقف معينة.
10- إحياء الماضي: كمشاهدة التلاميذ لفيلم عن حياة الآشوريين أو قدماء مصر أو فتوحات العرب فتثير فيهم نواحي قومية وعاطفية وتوضح لهم معلومات وظروف العصر.
11- التكبير والتصغير: كمشاهدة صور بعض الميكروبات والفيروسات والكائنات الدقيقة مكبرة، ومن جهة أخرى يمكن أن يشاهد قطعان الحيتان أو البواخر الضخمة أو المدن المصغرة.
12- قلة التكاليف: تتميز الصور المتحركة بالاقتصاد البالغ في التكاليف، فالفيلم يظل يستخدم سنين عدّة كما أن عدداً كبيراً من التلاميذ يستفيد منه كل عام وهو علاوة على ذلك رخيص الثمن.