تناولت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" مقترح الرئيس بوتين بجعل أستانا ساحة للحوار بين الحكومة السورية والمعارضة، مشيرة إلى استعداد العاصمة الكازاخستانية لتنظيم الحوار السوري–السوري.
جاء في مقال الصحيفة:
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اقترح ونظيره التركي رجب أردوغان تنظيم الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة في أستانا عاصمة كازاخستان. وأعلنت سلطات كازاخستان عن استعدادها لاستضافة الحوار السوري–السوري المرتقب على أراضيها. وبهذا الشأن، يقول المراقبون إن اللاعبين الدوليين يحاولون اقتراح شكل جديد للخروج من المأزق الدبلوماسي.
وكانت الخارجية الروسية قد اعلنت يوم السبت 17 من الشهر الجاري أن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أجرى اتصالا هاتفيا بنظيريه الإيراني محمد جواد ظريف والتركي مولود جاويش أوغلو، حيث اتفقوا على "أهمية الاستمرار في بذل الجهود من جانب المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين إليها والمساعدة في التسوية السلمية الشاملة للأزمة". وبحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية، فمن المحتمل أن يلتقي الوزراء الثلاثة يوم 20 من الشهر الجاري في موسكو أي قبل أسبوع من الموعد المقرر سابقا.
ولم تُعرف حتى الآن أطراف المعارضة التي ستشترك في الحوار مع الحكومة السورية. فقد أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات الموالية للسعودية، والتي تؤثر في المجموعات السورية المعارضة، أن مدينة أستانا مكان غير ملائم للحوار، وأوضحت المعارِضة بسمة قضماني للصحافيين أن الهيئة العليا للمفاوضات تساند مبادرة استئناف المفاوضات، بيد أنها تريد أن تكون برعاية الأمم المتحدة.
يقول رئيس مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق فاسيلي كوزنيتسوف، في معرض تعليقه على فكرة استئناف المفاوضات في كازاخستان، إن "هذه محاولة لإعطاء المفاوضات شكلا جديدا، وأستانا لها خبرة في العمل مع قوى سورية مختلفة. كما أن العلاقات الروسية–الكازاخستانية إيجابية ولم تعكرها أي صعوبات تذكر".
ويذكر الخبير أن نشاطات السياسة الخارجية الأمريكية ستنخفض خلال الأشهر القريبة المقبلة، و "لكن النزاع السوري مستمر، وتبين ديناميته الداخلية بأنه حاليا يمكن البحث عن إمكانيات جديدة. أنا لا أقول إن هذه المحاولة تلغي الأشكال الأخرى. غير أن هناك أمرا آخر: هو انتماء كازاخستان إلى العالم الطوراني. والعامل التركي موجود دائما، ويجب أخذه بالاعتبار. كما أن كازاخستان دولة محايدة، ليس لها أي مصالح في المنطقة".
أما رئيس معهد الدين والسياسة ألكسندر إيغناتينكو فيقول إن أستانا هي أفضل مكان للحوار السوري–السوري بعد تحرير مدينة حلب، و "الدور الرئيس في هذه المرحلة هو لروسيا وتركيا. والمرحلة المقبلة بعد أزمة حلب يجب أن تكون مسألة الحوار السوري–السوري الذي تتفق غالبية الأطراف بشأنه. ولكن مسألة مكان هذا الحوار تبقى معلقة. وتهمَل جنيف وفيينا لأنهما ترمزان إلى طريق مسدود للتوصل إلى اتفاق". لذلك تبقى أستانا القريبة عرقيا من تركيا وذات العلاقات التاريخية مع روسيا". ولا يستبعد إيغناتينكو أن توافق الهيئة العليا للمفاوضات على الحضور إلى أستانا للمشاركة في الحوار.
Discussion about this post