تناولت صحيفة "إيزفيستيا" مسار عملية تحرير الموصل؛ مشيرة إلى اعتقاد الخارجية الروسية بأن التحالف والولايات المتحدة لا يكترثان بأمن السكان المدنيين.
جاء في مقال الصحيفة:
تعتقد موسكو أن العملية المستمرة للتحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة في مدينة الموصل، قد يؤدي إلى تضاعف عدد اللاجئين، الذي بلغ عشرات الألوف، عدة مرات. ومع أن العراقيين يعترفون بوجود هذه المشكلة، فإنهم يحملون الإرهابيين المسؤولية، ويشكون من نقص المساعدات من جانب المنظمة الدولية والمنظمات الإنسانية الأخرى.
من جانبه، قال مفوض حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون في الخارجية الروسية قسطنطين دولغوف لـ "إيزفيستيا"، إن موسكو تؤكد موقفها من الجانب الإنساني لعمليات التحالف الأمريكي بشأن تحرير المدينة من "داعش"، وتعتقد أن العمليات الحربية قد تؤدي إلى ظهور عشرات بل مئات ألوف اللاجئين.
وأضاف: لقد قلنا مرارا وتكرارا إنه يجب خلال عمليات محاربة الإرهاب الأخذ بالاعتبار مسألة أمن السكان المدنيين. وفي حين أن روسيا والسلطات السورية تولي هذه المسألة الأهمية في حلب، فإن العمليات القتالية في الموصل، تقترب، بحسب معلوماتنا، من الأحياء السكنية، وهذا يعني ازدياد تدفق اللاجئين. وتكمن المشكلة في أن هذا التدفق غير منظم.
وردا على سؤال حول احتمال حدوث مجازر للمدنيين، وخاصة السنة من جانب الوحدات الشيعية في القوات الحكومية، قال الدبلوماسي الروسي: "هناك مخاوف من ازدياد الخسائر بين السكان المدنيين، إذا لم يُعنى بأمنهم، ونحن نعلم أن التحالف لا يولي أي اهتمام لهذه المسألة".
هذا، وإن الأوضاع الإنسانية في الموصل كانت منذ البداية موضع اهتمام الأمم المتحدة، حيث جاء في آخر تقرير لإدارة التنسيق في المسائل الإنسانية، الذي نشر في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أن 68 ألف شخص قد غادروا المدينة: بعضهم تم إيواؤهم في مناطق أخرى من العراق وبعضهم الآخر لجأوا إلى سوريا التي تعيش حربا أهلية.
وكان عضو لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي حبيب الطرفي قد صرح لـ "إيزفيستيا" بأن حكومة بغداد تولي اهتماما كبيرا لمسألة أمن المدنيين خلال العمليات الحربية، ولا تسمح بحصول كارثة إنسانية. بيد أن للجنة الدولية للصليب الأحمر والجمعية الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر رأيا آخر في هذا الموضوع، حيث أعربت، في البيان المشترك الذي نشر عقب انطلاق عملية تحرير الموصل، عن مخاوفها من احتمال نزوح مليون شخص من المدينة، أي ثلثا سكانها. ومثل هذه التقديرات أعلنتها منظمة العفو الدولية، التي تنشر دوريا تقارير عن عمليات تعذيب وقتل للأسرى والمدنيين الموالين لحكومة بغداد.
أما مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية واثق الهاشمي، فيقول إن مشكلة اللاجئين ستصبح أكثر حدة في المستقبل، ولكن مسؤولية ذلك لا تقع على عاتق حكومة بغداد.
واضاف أن المرحلة المهمة في عملية تحرير الموصل لم تبدأ حتى الآن، حيث حاليا تنطلق عملية تحرير مدينة تلعفر من "داعش". و "كل هذا باعتقادي قد يؤدي إلى ازدياد أعداد اللاجئين من 68 ألفا إلى نصف مليون. وتكمن المشكلة في أنه مع اقتراب القوات العراقية من المناطق التي يسيطر عليها "داعش"، يبدأ التنظيم في استخدامهم دروعا بشرية. وبالطبع، هذا الأمر يجبر الناس على الهرب. ولكن فعالية الممرات الآمنة التي يفتحها الجيش لهم تبقى منخفضة بسبب الخوف من الإرهابيين".
كما يؤكد الهاشمي أن العراق يعاني نقصا في المساعدات التي يقدمها المجتمع الدولي في مجال أمن المدنيين.
Discussion about this post