انطلقت رسميا في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية أول دورة أولمبياد تقام في أمريكا الجنوبية، حيث أقيم حفل افتتاحي ضخم باستاد ماراكانا.
واحتفى الحفل بتاريخ البرازيل وثقافتها قبل أن يشعل العداء البرازيلي فاندرلي كورديرو الشعلة الأوليمبية إيذانا ببدء الدورة الأولمبية.
وحضر الحفل الافتتاحي عشرات الآلاف من المشاهدين، إضافة إلى العشرات من رؤساء الدول والحكومات.
وبدأ الحفل باستعراض للألعاب النارية وعرض راقص شارك فيه الآلاف يروي قصة نشوء البرازيل تلاه استعراض الفرق المشاركة في الأولمبياد.
ويشارك في فعاليات الدورة رياضيون من 206 دولة اضافة الى فريق يمثل اللاجئين للتنافس في 28 رياضة مختلفة يشاهدهم متفرجون يقدر عددهم بالمليارات حول العالم.
وتعالت أصوات صيحات الاستهجان عندما أعلن رئيس البرازيل المؤقت ميشال تامر رسميا افتتاح أولمبياد ريو.
وبدأ كثير من الحاضرين بالصياح استهجانا لتامر الذي تولى الرئاسة عقب تعليق ولاية الرئيسة المنتخبة ديلما روسيف بنية محاكمتها.
حقائق وارقام من الألعاب الأولمبية 2016
- السباحة النيبالية غوريكا سينث، هي أصغر متنافسة في الألعاب الأولمبية 2016 في ريو دي جانييرو، إذ تبلغ من العمر 13 سنة فقط
- الفريق الأمريكي يضم اكبر عدد من المتنافسين بعدد 554 متنافس
- فريق اللاجئين سيشارك برياضيين من جنوب السودان وسوريا والكونغو الديمقراطي وإثيوبيا وسيرفع العلم الأولمبي
- 3 مليار نسمة عبر العالم من المتوقع أن يشاهدوا حفل الافتتاح الرسمي للالعاب الأولمبية
ودارت الفعاليات التي تضمنها الحفل حول موضوعي السلام العالمي والبيئة.
وكانت فضيحة المنشطات الروسية وانتشار فيروس زيكا والقضايا المتعلقة بالأمن والبنية التحتية والملاعب في ريو قد طغت على الفترة التي سبقت افتتاح الدورة.
وهذه هي الدورة الأولمبية الـ 31 ولكنها في واقع الحال الدورة الـ 28 التي تقام فعلا، إذ ان دورات 1916 و1940 و1944 ألغيت لانشغال العالم بالحروب.
تجرى دورة ريو رسميا في الفترة بين 5 و21 آب / اغسطس، لكن فعالياتها بدأت قبل ذلك بيومين ببدء مباريات بطولة كرة القدم للسيدات.
وقدّر عدد الذين شاهدوا حفل الافتتاح – الذي شارك فيه 300 راقص وراقصة و5 آلاف متطوع – من خلال شاشات التلفزيون نحو 3 مليارات مشاهد.
وشاركت في استعراض حفل الافتتاح كل من العارضة البرزيلية الشهيرة جيزيل بوندتشين والممثلة البريطانية جودي دينتش قبل ان ينطلق استعراض الفرق المشاركة.
يشارك في فعاليات الدورة 10,500 رياضي ورياضية يمثلون 207 فرق بمن فيهم فريق اللاجئين. وتعد هذه الدورة الأولى التي تشارك فيها فرق من كوسوفو ودولة جنوب السودان.
وسيتنافس فريق تحت العلم الأولمبي ويضم 10 أعضاء، خمسة من جنوب السودان واثنان من سوريا واثنان من جمهورية الكونغو الديمقراطية وواحد من اثيوبيا.
روسيف "حزينة"
قالت رئيسة البرازيل المعلقة ولايتها ديلما روسيف يوم الجمعة إنها "تشعر بالحزن" لعدم وجودها في حفل افتتاح اولمبياد ريو.
وقالت روسيف – التي علقت ولايتها في ايار / مايو الماضي بانتظار نتيجة المحاكمة التي سيجريها لها مجلس الشيوخ في وقت لاحق من الشهر الحالي بتهمة انتهاك قوانين الميزانية – في تغريدة إنها "تشعر بالحزن لعدم تمكنها من حضور الحفل مباشرة وبالالوان، ولكنها ستتابع الحفل وتشجع البرازيل."
وكانت روسيف رفضت دعوة لحضور حفل الافتتاح وجهت لها الشهر الماضي قائلة إنها لا ترضى ان تكون بمستوى ادنى من الرئيس المؤقت ميشال تامر الذي افتتح الاولمبياد.
ومن المتوقع ان تقال روسيف من منصبها نهاية الشهر الحالي في عملية وصفتها بالانقلاب.
ويعد الفريق الأمريكي باعضائه الـ 544 أكبر الفرق المشاركة في الأولمبياد، فيما يبلغ تعداد فريق دولة توفالو الواقعة جنوبي المحيط الهادئ رياضيا واحدا فقط هو عداء المئة متر ايتيموني تيمواني.
وستكون دورة ريو هي الأولى التي يشارك فيها رياضيون ولدوا بعد عام 2000، أصغرهم سنا هي السباحة النيبالية غاوريكا سينغ التي لا يتعدى عمرها الـ 13 ربيعا.
غطت أزمة المنشطات التي تفجرت في روسيا على الفترة التي سبقت انطلاق الدورة، وذلك بعد صدور تقرير عن وكالة مكافحة المنشطات العالمية قال فيه إن السلطات الرسمية الروسية هي التي تتبنى برنامج استخدام هذه المواد في أوساط الرياضيين الروس.
وبدأ في المراحل الأولى أنه لن يسمح لأي رياضي روسي بالمشاركة في الأولمبياد بعد أن أوصت الوكالة بحرمان روسيا من شرف المشاركة، ولكن اللجنة الأولمبية الدولية قضت بأن المسؤولية عن إيقاف أي رياضي يجب أن تكون حكرا على الاتحادات الرياضية الدولية المعنية.
وفي يوم الخميس، برأت اللجنة الاولمبية الدولية ساحة 271 من الرياضيين الروس (من 389 رياضيا روسيا كانوا ينوون المشاركة) وسمحت لهم بالمشاركة في العاب الدورة. ولكن قائمة المنع ما زالت تشمل 67 من لاعبي الساحة والميدان الـ 68.
هناك العديد، فالبرازيل تمر في أزمة سياسية طاحنة وركود اقتصادي، واستقبلت الشعلة الاولمبية لدى وصولها الى ريو دي جانيرو يوم الاربعاء بمظاهرات احتجاج واستنكار.
ويدعي أحد فريق مصارعة الجيجيتسو النيوزيلندي إنه اختطف في ريو، فيما انتقد الاعلام الصيني الرسمي اجراءات الامن – او غيابها بالاحرى – بعد ان سلّب لصوص عضوات في فريق المبارزة الصيني وعثر اعضاء في فريق الرماية الصيني على "مدفوعات غير مخول بها" في بطاقات الائتمان العائدة لهم.
واستقدمت البرازيل 85 الف عنصر أمن من 55 دولة لضبط الموقف سينتشرون في كافة المرافق الاولمبية والقرية الاولمبية والمطارات والطرق الرئيسية – وهو عدد يمثل ضعف عدد عناصر الامن الذين عملوا في دورة لندن 2012.
ومن المتوقع أن يحضر فعاليات الدورة نحو نصف مليون زائر، ويقول المنظمون إن اكثر من مليون من البطاقات الـ 7,5 مليون لحضور الفعاليات لم تبع بعد.
تقع البرازيل في قلب أزمة انتشار فيروس زيكا الذي ينتشر بواسطة البعوض ويمكن أن تؤدي الإصابة إلى تشوهات خلقية في المواليد.
وتعد الإصابة بالفيروس من الخطورة بحيث أوصت منظمة الصحة العالمية النسوة الحوامل بتجنب السفر إلى البرازيل لحضور الدورة الاولمبية.
ولكن أعداد البعوض تنخفض إلى حد كبير في البرازيل في شهر آب / اغسطس (وهو شهر شتوي في نصف الكرة الجنوبي). ولذا أوصت المنظمة في حزيران / يونيو بعدم الغاء الدورة أو نقل مكان إقامتها.
ولكن توصية منظمة الصحة العالمية لم تقنع العديد من الرياضيين، منهم عدد من كبار لاعبي الغولف والتنس، بالمشاركة في الدورة.
ستجري المنافسات في 32 ملعبا وموقعا رياضيا في ريو، كما ستجرى بعض مباريات كرة القدم في مدن بيلو هوريزونتي وبرازيليا وماناوس وسالفادور وساو باولو.
ومن السباقات الـ 306 التي ستشهدها 28 رياضة مختلفة في الدورة، يجمع كثيرون على ان اهمها واكثرها اثارة هو سباق عدو 100 متر للرجال الذي سيشارك فيه اسرع رجل في العالم الجامايكي اوسين بولت.
ويسعى بولت إلى تحقيق ثالث ثلاثية، إذ يحاول الفوز بسباقات الـ 100 متر و200 متر و4X100 بريد للمرة الثالثة، ومن المرجح ان تكون المنافسة الشديدة بينه وبين غريمه اللدود الامريكي جاستين غاتلين احدى اهم العناوين الرئيسية للدورة بأسرها.
كما يسعى السباح الأمريكي مايكل فيلبس – الفائز باكبر عدد من الاوسمة الاولمبية في التاريخ – إلى الفوز بالمزيد من الاوسمة ليضيفها إلى الأوسمة الذهبية الـ 18 التي فاز بها في الدورات السابقة.
وقد تتمكن لاعبة التنس الامريكية سيرينا وليامز من الفوز بخامس وسام ذهبي، بينما يهدف فريق كرة السلة الأمريكي إلى الفوز بذهبية ثالثة.
أما نجم كرة القدم البرازيلية نيمار، فسيحمل على كتفيه ثانية آمال البلد المضيف في الفوز بالوسام الذهبي في كرة القدم للرجال.
Discussion about this post