آراء حول مجموعة ( على مرأى من الحب ) للشاعرة ميساء سيفو
بدأت جلسة هذا الثلاثاء 26 نيسان 2022 وكالعادة بتحية لأرواح راحلي الفترة من أدباء سلمية ( نصار قدور – كنج رستم ) ثم قدم رئيس الجلسة باقة من أخبار الثقافة .
وكان محور هذه الجلسة إبداء الرأي حول مجموعة ( على مرأى من الحب ) للشاعرة ميساء سيفو بعد أن قدمت الشاعرة في جلسة سابقة نسخ المجموعة ممهورة بتوقيعها ومحبتها للجميع .
آراء بدأت شفهية ، بمساهمة من القاصة سهير مصطفى التي أوردت أولاً أسماء نصوص واستعارات أعجبتها واعتبرت أن نص ( وطن ) قريب من ق ق ج وتساءلت : لماذا لا يكون نفس الشاعرة أطول قليلاً .
وأبدى الشاعر تامر سفر مقتضباً أن صورة ( يأكل الطائر الحر قفصه ) أعجبته كثيراً بعد أن استفسر عن بعض التفاصيل .
وتحدث الشاعر شادي أبو حلاوة بتفصيل أوسع قليلاً عن عنوان المجموعة الذي لفت انتباهه ، وعن مقدمة الشاعر سليمان الشيخ حسين التي أعجبته ،واعتبر أن بناء القصيدة جيد ، صور غنية بالمجمل ، المفردات متنوعة رغم أنها التجربة الأولى للشاعرة ، استخدام المفردة بانسجام واضح مع النص ، تفاوت الأثر في النصوص ، هناك اقتراب من الخاطرة في بعضها ، ميل إلى الومضات أكثر ، تفاوت في التوفيق ، هي في النهاية تجربة موفقة تؤسس لما هو بعد .
في الآراء المكتوبة :
كان رأي الشاعرة ثناء أحمد أن النصوص طرحت معان متعددة بمشاعر متباينة ( أوردت بعض الأمثلة ) ، ثم استطردت : قدمت الشاعرة ميساء سيفو ديوانها بأسلوب فلسفي ، انتقلت من الخاص إلى العام لتصل للحكمة ، ابتعدت عن ضمير المتكلم دون أن تتخلى عنه وكان الفعل المضارع هو المسيطر وربما يشير ذلك إلى واقعية الشاعرة ، جمل خبرية قصيرة ، ظهر البعد الدلالي للعبارات في أكثر من مكان ، هناك توظيف لغوي ورمزية مدهشة وانزياحات خدمت الأفكار ، النصوص بمجملها قصيرة ومكثفة والجهود المبذولة في هندسة القصيدة وإخراجها كانت مثمرة ، والديوان في العموم غني ومثمر .
وأورد الأديب فائق موسى مجموعة ملاحظات منها أن النصوص قصيرة وهذه سمة من سمات شعراء العصر ويناسب الواقع ، هناك تأثر بالكاتبة أحلام مستغانمي ، استخدمت معطيات الحواس فمزجت بين المرئي والمسموع ، غلبت على النصوص الصور الجزئية والانزياحات اللغوية ، اللوحات والصور ضبابية ، غموض وتعقيد بسبب اللعبة اللفظية ، استهوت الشاعرة الصور اللامنطقية مما أخفى قوة العاطفة ، تشتت ظاهري وروابط خفية ، النزعة ذاتية رغم محاولاتها الانتقال إلى العام ، اللغة سليمة هناك هنات لغوية قليلة ، وانتهى إلى أن سلبيات ما بعد الحداثة أكثر من إيجابياتها .
القاص محمد عزوز تحدث عن صور جميلة في النصوص لا يربطها رابط ، غياب الموضوع الموحد في النص ، هي قصيدة الصورة ومرحلة ما بعد الحداثة ، العناوين لم تكن تلبس النصوص تماماً ، تميزت الشاعرة في قصيدة النثر وهذا قد لا يعجب الكثيرين ممن يبحثون عن الموضوع أو الحكاية في الشعر ، ( أورد أمثلة على نصوص أعجبته كلياً أو جزئياً وبعض الصور) هناك خيبة في بعض النصوص والصورة لوحدها لا تصنع شعراً ، اللغة سليمة ولا تخلو النصوص من عبارات غير شاعرية ، لست مع مقدمات المجموعات وأنا أقرأ المقدمة بعد أن أنتهي من قراءة النصوص ، وختم بقوله : لا أستطيع أن أحكم بأن الشاعرة ميساء خطت نمطاً خاصاً بها إلا بعد أن أقرأ أعمال قادمة لها .
المسرحي محمد الشعراني : بدأ مداخلته بتعاريف جميلة للشعر ، ثم نوه أن لوحة غلاف المجموعة هي إحدى اللوحات العالمية للفنانة كريستين كومين ولم يتم التنويه بذلك ، وظفت الشاعرة اللغة العادية لسبك وحبك صياغة شعرية بإتقان واضح وتكثيف بين ، تركت مساحة للمتلقي ، أشار إلى مواضع مموسقة لديها بتفعيلة واضحة دون أن تعلن ذلك ، وانتهى إلى أن الشاعرة تمتلك مخزوناً ثقافياً جيداً استفادت منه في خلق فضاءات متعددة في نصوصها تلك .
الشاعر علي أسعد ياغي : نوه إلى مسألة شكلية بعدم وجود ما يشير إلى موافقة اتحاد الكتاب على الطباعة في الغلاف الداخلي ، واعتبر النصوص ومضات شعرية وليست قصائد وأن الشاعرة تمتلك مخزوناً أدبياً جيداً وخيال وعاطفة جامحة ، ولم تقنعه الحبكة والدهشة بها ، أشار إلى بعض الصور الرائعة ، كما نوه أن النصوص سيرة ذاتية للشاعرة ، وأنهى بأن الشاعرة لم تترك مساحات للأمل .
الباحث نزار كحلة : بدأ بالإعلان أن الشاعرة تفوقت على نفسها وعلى رقتها المعهودة ببوح جميل وصور شعرية جميلة موظفة توظيفاً مناسباً . ثم نوه إلى مسألة التجنيس غير الدقيق عندها لأن بعض النصوص تجنح نحو الخاطرة وأخرى نحو القصة ويقصد القصة المكتوبة بلغة تضاهي لغة الشعر ، واعتبر أن جمالية النص عندها تشفع لها حالة الضياع هذه . هناك اقتصاد في الكلمات وتكثيف واضح ودهشة في الخاتمة وصور وافرة الجمال ، عذوبة في الكلام ، اعتنت بالشكل والفكرة معاً ، إيحاءات دلالية واضحة مزجت بين الإشارة حيناً والرمزية حيناً آخر ، وطالب الشاعرة في نهاية الأمر بضرورة تشكيل بعض الكلمات .
الشاعر حسن نعوس : أعلن أن كل قصيدة عند الشاعرة هي حكاية حب ووجع ، هناك صور تفيض عن مساحة الورق الذي رسمت عليه ، لكنه ذكر أن عدد القصائد أربكه ( 66 قصيدة ) تساءل عن أسباب تأخير المفعول به في صورة ( أقيس على مقاسك الحلم ) مفنداً الجمال في صور أخرى ، متمنياً للشاعرة التوفيق لنبضها الذي يجيد التعبير عن مكنونها الخاص ليصبح مدى .
في تعقيب الشاعرة ميساء سيفو أبدت سعادتها بمناسبة الدراسة لمجموعتها في ذكرى تأسيس الصالون وسعادتها الأخرى الناجمة عن هذا الاهتمام بنصوصها ، وأن المعادل الموضوعي لكلامها هو كلامنا نحن ، وقالت أنها تعتمد على الانزياحات اللغوية في نصوصها وأن الومضة هي قصيدة المستقبل .. وأن هذا النمط هو بصمتها ، وبررت أن لوحة الغلاف اختارها الناشر ، وقالت أنها كتبت الموزون والتفعيلة ولكنها وجدت نفسها أكثر في قصيدة النثر وأنها دخلت في حوارات عديدة حتى أخذت قرارها بطباعة المجموعة ، وأجابت على بعض الاستفسارات المطروحة في المداخلات .
اختتمت الجلسة باحتفال صغير من أعضاء الصالون بالذكرى 29 لتأسيسه ، حيث قدم القاص محمد عزوز في البداية بلمحة موجزة عن مبررات التأسيس وأولئك الأدباء الذين كانوا عونا في هذا التأسيس .. ووجه تحية لأرواح الراحلين منهم .. وتمنى أن يستمر الصالون بذات الوتيرة وبفعالية أهم وبحضور متواصل ومشاركات هامة .
اختصار ومتابعة : محمد عزوز
تصوير : ثناء أحمد