مابين مواقف دول واقطاب سورية تستمر بانتصاراتها واثقة من تحقيق ارادتها جيشا وشعبا والعالم يتكلم بمواقفه على ضوء ما تحققه سورية …
في وقت يقترح البعض أن التراخي التركي في إدلب إنما مرده إخفاق أنقرة في الوفاء بالتزامات سوتشي وعدم نجاحها في فصل المعارضة المعتدلة عن المتطرفة ، وإحساسها بتعاظم ثقل الملف وكلفته الباهظة التي تفضل أن يدفعها الجيش العربي السوري ، على أن تدفعها هي من كيس قواتها أو حلفائها المنذورين !!! لمهام في الشرق السوري ، وربما في الغرب الليبي .
لذلك يرجح اشتعال حرب بالإنابة بين إيران والولايات المتحدة على أرض العراق ، فهذا الأمر بات قاب قوسين أو أدنى والمؤكد ، وبحكم التجارب السابقة ، أن الولايات المتحدة قد تخرج منها الخاسر الأكبر لأن هذه الحرب لن تقتصر على استهداف القوات الأمريكية في العراق وإنما قد تمتد إليها في سورية ، وربما إلى القواعد والسفن الحربية الأمريكية في الخليج .
على ضوء ذلك ، يجب أن يتوقف الرئيس ترامب عن محاولات استرضاء نظيره التركي على خلفية الأحداث المتسارعة في سورية ، لذلك نجد ان ثمة ضرورة لدى الادارة الامريكية كذريعة اليوم لأن تقوم بموقف بوضع خطة لمنع روسيا وتركيا من استغلال مياه المتوسط والتعدي على الحقوق السيادية للدول المطلة عليه .
لذلك صعّدت روسيا في الأيام الأخيرة في سوريا ، وفتحت ثلاث جبهات لمعارك عسكرية وسياسية ودبلوماسية ، لاعتراف الخصوم بالواقع الجديد والاستعداد لمقايضات محتملة مع تركيا خلال قمة الرئيسين فلاديمير بوتين ونظيره التركي إردوغان ، في إسطنبول في 8 (كانون الثاني) المقبل غدا ، ومع دول غربية مع انتهاء صلاحية القرار الدولي الخاص بالمساعدات الإنسانية عبر الحدود في 10 الشهر .
وهو الاستعداد والمواجهة التي تجلت بأطلاق قوات روسية وسورية معركة أسفرت عن السيطرة على 45 منطقة في اداب الجنوبية والشرقية ، على عكس المرات السابقة ، قادت القوات الروسية المعارك ولم تحصل استجابة لمطالب أنقرة بوقفها ، فيما دمشق التي نشرت قواتها جنوب غربي حلب ، تضغط للحسم العسكري وفتح معركة نحو إدلب وحسم موقفها باسترجاع إدلب كاملة ، أما في شرق الفرات ، فيمثل التصعيد الروسي عسكريا في رسم خطوط لمنع تقدم القوات التركية خارج منطقة نبع السلام بين رأس العين وتل أبيض ، كما أن انكفاء الأميركيين إلى شرق المنطقة الواقعة شرق الفرات بعد قرار الرئيس الأميركي ترمب ، الانسحاب من شمال سورية .
هنا نرى تخوف الغرب وعلى الأخص حلف شمال الأطلسي (الناتو) من تزايد نشاط الغواصات الروسية التي باتت تُشاهد في البحر الأسود وبحر البلطيق وفي منطقتي القطبين الشمالي والجنوبي ، والغواصات الروسية التي تحمل السلاح النووي تلعب دورا رئيسيا في الأسطول الروسي وقد عادت بعد تجديد شبابها إلى الخدمة لتضمن لروسيا إمكانية الرد على أي عدوان محتمل من الخصوم في المنطقة .
ففي الأشهر الأخيرة انخفضت قوة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعد أن أصابت الصواريخ الإيرانية المنشآت النفطية في السعودية أقرب حلفاء أمريكا ، فقد افترض البعض أن الولايات المتحدة ستقوم برد عسكري ، لكنها لم تفعل شيئاً ، حيث أعلن ترامب انسحاب القوات الأمريكية من سورية ، فأسرعت القوات الروسية للتموضع مكان القواعد الأمريكية التي تم إجلاؤها .
سورية اليوم تتحكم بمجريات تحركات القوى كلها في المنطقة ، عبر ما تحققه من انتصارات على كافة الاصعدة ، ويبقى عليها ان تبدأ العمل الجاد في انتشال الداخل من ازمته .
د.سليم الخراط
Discussion about this post