ضمن مركز مدينة السويداء وبين زحمة العيادات الطبية المنتشرة تدخل عيادة الطبيبة فاتن حسين هلال اختصاصية الأمراض الجلدية لتجدها تستقبل مرضاها وتعاينهم مجانا كل يوم أحد إضافة الى ذوي الشهداء والجرحى والعسكريين طيلة أيام الأسبوع.
هلال التي بدأت ممارسة عملها الفعلي قبل ست سنوات ضمن ظروف الحرب الظالمة على وطننا تعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتق أفراد المجتمع للتعاون والتكاتف في صورة تعكس وتؤكد تلاحمه وتبعث برسالة للعالم عن أصالة الشعب السوري.
تقول هلال “نحاول تقديم أي شيء ضمن إمكانياتنا وهو مهما بلغ لا يصل إلى مستوى بطولات وتضحيات بواسل جيشنا ودماء الشهداء والجرحى الذين ضحوا بأغلى ما يملكون حتى يعود وطننا آمنا مستقرا”.
تصرف الطبيبة وأسلوبها وابتسامتها وهي تستقبل مرضاها وتعاينهم ببالغ الاهتمام مع تقديمها أحيانا أدوية مجانية للمرضى وتودعهم وهي تطمئنهم عن أوضاعهم يترك انطباعا مريحا لدى من يقصد عيادتها للمعاينة والعلاج.
الشابتان لبنى ولميس العربيد صادف وجودهما أثناء زيارة سانا للعيادة فأعربتا عن تقديرهما لهذه المبادرة في ضوء الظروف المعيشية الصعبة موجهتين شكرهما للطبيبة لقربها من الناس بما يؤكد إنسانية مهنة الطب.
أما الطالبة الجامعية رزان أبو حلا فحجزت موعدا لها في عيادة الطبيبة فاتن يوم الأحد الماضي الذي صادف يوم عطلة رسمية لتتلقى معاينة مجانية حيث أبدت ارتياحها لما تلقته مؤكدة أننا في ظروف الأزمة بحاجة لنكون يد واحدة.
وأمام ما تقوم به الطبيبة الشابة نجد زوجها مطيع السمان يقدم لها كل دعم وتشجيع حيث يقول إنه “من الضروري تعميم هكذا مبادرات والسعي الدائم من أفراد المجتمع لتخفيف الأعباء والضغط عن مؤسسات الدولة”.
مبادرة الطبيبة المتواصلة للعام الثاني قد لا تكون الوحيدة بين المبادرات الإنسانية العديدة التي ظهرت خلال ما يتعرض له وطننا لكنها تؤكد أهمية اندفاع كل شخص من موقعه ليسهم بالقدر الذي يستطيعه في خدمة ومساعدة أبناء مجتمعه في مواجهة آثار الحرب العدوانية الإرهابية التي استهدفت كل شيء في بلدنا لكنها لم ولن تنال من صمود وتلاحم السوريين.
المصدر: سانا
Discussion about this post