_________
أيا أمي …!!
سرُّ البحار مراكبٌ جاءتْ
على شغفٍ إليكِ
و تلوَّنتْ من أعينٍ
و تلعثمتْ من أنجمٍ
غَنَّتْ مراكبُها أغانٍ تشتكيكِ
أمَّاهُ ، أنتِ مساكبُ الوردِ الذي
يقتاتُ قلبي ، إنّه
ملكُ يديكِ …!
أماهُ ، كونكِ أنتِ لي
إني ألملمُ قلبَكِ
و أشمُّهُ … و أضمُّهُ
و يعيرني خفقاً يلملمني شبيهك
أرتمي نبضاً رموشك أنثني صبحاً
و يسألني عليكِ
أمّاهُ ، ليتَ العندليبَ يزورني
يغفو على قلبي المُولَّهِ ، يرتدي
رمشاً يلوِّعني
برفّةِ ناظريكِ …
أمَّاه ، أنتِ عنادلي
و مواجعُ الحَبَقِ الذي
يرنو بتحنانٍ
يكحِّلُ مقلتيكِ …
و الله إنّكِ مقلتي
و اللهِ إنكِ مهجتي
و يدندنُ الحسُّونُ مَوَّالاً على
لحنٍ يغنّي وجنتيكِ …
أماهُ ، إنك قلتِ لي يوماً
بأنّي رجفةُ الخفقِ الذي
يسعى ترانيماً ….
يقبِّلُ راحتيكِ
إنّ الدّروبَ تعطَّرتْ
مِنْ مشي ظلِّكِ حولَها
هذي الدروبُ تكحّلُ الوردَ الذي
قد فاح تحناناً إلى
عطرٍ يفوحُ
وقد غَفَا عطرٌ
يقبِّلُ راحتيكِ
أمَّاهُ ، إنّي دائماً
أحياكِ من وردِ الشَّآم
يسعاكِ جنّةَ مغرمٍ
عشقُ الطفولةِ والهوى
لا ، إنكِ الحُبُّ الذي
قد راحَ يلثمُ من سنين
ورداً على وردٍ
يقبِّلُ تربةَ القبرِ الذي
يحوي عيونَكِ والنهى
يحوى طهارةَ وجنتيكِ…!!
سهيل درويش
سوريا _جبلة