صدر حديثاً عن دار لندن للطباعة والنشر كتاب “أديان ومذاهب سرية”. يسلط الكتاب الضوء على تجارب دينية اتسعت ضمن منعطفات تاريخية وثقافية وروحية، إذ حاول أتباع تلك الأديان والمذاهب السـرية البحث عن أجوبة لمجموعة من الأسـرار الغامضة التي عجـزت الرهبة التعبدية عن كشـفها وطرحها خشــية من الاتهام بالإلحاد، برغم من أن الشك هو الخطوة الأهـم في طريق الإيمان. البعض من هذه الأديان بشرت بها ودعت لها شخصيات روحية، بعدمــا تلقت وحياً من الخالق، مثلما أدعت، وفي أديان أخرى كان الوعي الإنساني والتجارب الذاتية والصحوة الروحية هي الدافع للتبشير بها، وتنتشـر هذه الأديان والمذاهب في الغالب، على مساحة تعبدية محدودة قياسـاً إلى الأديان الرئيسة أو الكبيرة، لهذا انحسرت في فناء روحي ضيق٬ مبتعدة عن الواجهة، لتنتشر حولها الكثير من الخرافات والأوهام والاتهامات، وأغلب الدراسات التي شملتها كانت متحيزة ضدها، لهذا حالت دون معرفة حقيقة جوهرها. من هنا تأتي أهمية الكتاب .في السعي للكشف عن المخفي الذي ارتبط في الذهنية الجمعية بالشرك والضلالة والباطل.