الفينيق حسين صقور مكتب المعارض والصالات المركزي
على صفحة السماء ترقص الحروف بسلاسة تنحني تمتد وتستطيل كخصر جارية من ذاك الزمن الجميل وتتراكم مفرداته بشفافية وعبر تراتبية لونية ما بين ضوئين أحدهما صادر من عمق أساساته الناصعة والآخر يصدر عن مسيرة حروفه التي يختم فيها ومعها رحلته مع العمل ضمن هذا الفراغ الممتد ما بين ضوئين تتراكم مفرداته بانتظام وشفافية لتدخل لوحته ضمن تكوينات خاصة به وأكثر عقلانية
هو الفنان إياد ناصر الوريث الشرعي لوالده الخطاط الراحل أحمد ناصر المعروف كواحد من رواد الخط الأوائل في محافظة اللاذقية
إن لم يكن الأسبق ضمن ذاك الدهليز المتوضع وسط إحدى الزواريب المطلة على سوق الذهب والذي لا تزال صورته عالقة في الأذهان وهو يرسم البورتريه بالفحم ويخطط لوحاته بالألوان
أما لوحة إياد فهي امتداد لجملة من المؤثرات أكثرها وضوحا أعمال والده الخطاط أحمد ناصر ثم أعمال الفنان محمد غنوم بما يشترك به مع لوحاتهم من غنائية وتكرار تراكمي يشبه الطرب الكلاسيكي حين ينتشي الجمهور مع ذاك المد المكرر للحروف والجمل الغنائية المعادة بدافع استنباط كل إمكانيات اللحن في إيصال أقصى ما يحمله من جمال وعذرية المشاعر
ويبقى لإياد هنا التأكيد على ملامح الخصوصية الظاهرة عنده والمستندة لماذكرته من مؤثرات وهو ذاك الرتم المميز والناهض وفق إيقاع تراكمي تتداخل وتغتني الحروف قيه بالمزيد من التنوع الذي يأخذها لتكوينات خاصة بإياد فقط لاغير
أختم بالتمنيات لصديقي الفنان الجميل إياد ناصر بدوام العطاء والتألق في تلك الظروف الحياتية الصعبة التي نمر بها ويمر بها وطننا الغالي لأن الفن هو رسالة من الزمن الحاضر إلى المستقبل وهي تستحق منا التضحية بقدر إيماننا بأهمية تلك الرسالة وذاك الميراث