قبل هبوب الرياح اللواقح
باغتني الولد الكسيح بالسؤال
الفصيح:
سيبقون يتباكون على ضياع الفريسة
المشتهاة
قد لا تعود و تضيع الخطى هنا
و في الاقاليم البعيدة
كم من العمر مضى و صار بامكان
الفتى ان ينام وحيدا قرب الرخام
العتيق
هذا هو الطريق الوحيد لاعلان البيان
اليتيم
هذي بلادي أم ماذا؟
يسالني الشيخ الضرير
قبل هطول المطر الغزير
اقاليم اثخنتها الجراح
و نام على اعتابها خصوم الكلام
الصريح
ليس لي ما اخفيه عن عيون الشاردين
ها هنا يداي تسأل العالم
عن خطاي
و القرى غارقة في مياه الغياب
قبل مغيب الشمس عن صقيع الشمال
و إرتباك الجسد العليل
تاهت اصابع الروح
باحثة عن زوايا الحقيقة
و إخضرار العشب الأنيق
لست وحدي في الطريق
كان هنا سرب من حمام الجنوب
يلملم جراح الجسد
و إقتراب الغليان من حدود
البلد…
ربما غابت عن الأحفاد حكم الاجداد
و لم تاتي القوافل حين باغتنا
خصوم الوردة
و صرنا حفاة عراة بلا نشيد
أو علم يتيم
يكفي ما تعطينا الفصول من ثمرات
الكلام الفصيح
الصبايا الرشيقات
و الدعاء الخارج من افواه الشيوخ
قبل هبوب الرياح اللواقح باغتني الولد
الكسيح بالصراخ
لم يكن عنيدا كعادة الفتيان
بل صار قريباً من بهاء
المكان القصي
و الأصابع تكتب الوصايا
لمن افنوا اعملرهم في الفيافي
و المنافي
و من ضيعتهم بوصلة الرجال..
هنا يداي تسأل عن خطاي
و النساء اللواتي يبحثن عن بقايا
الزغردات
لهن بهاء المكان و إنفتاح المرء
على فضاءات الدشهة
و إرتماء الجسد في المياه
ايتها السنبلة المشتهاة
كن رفيقتي و بوصلتي في الحصار
الذي اثثه الخصوم
قبل مجيء فتيان الجنوب المتاخم
للهثيان
معذرة دفاتر الرعاة
و صيحات أطفال القرى
لم اخن ما ابقته لي فصول
البلاد
و ما دونته افواه الامهات الباحثات
عن ذاكرة النفق الطويل
هنا ضوء و سنديان للقادمين
من بعيد
و النشيد اليتيم تطلقه الحناجر
قبل هطول المطر الغزير…..
البشير عبيد
شاعر و كاتب تونسي
ديسمبر 2021