… مكتب المعارض والصالات المركزي
ضمن صالة الشعب لاتحاد الفنانين التشكيليين في سوريا 3-7-2023
أطلقت رصاصة قهري وعقدت العزم على قطع أيادي العابثين في قصري لأمضي مع الغيورين المتعاونين ..
هذا وعد .. أما بعد ..
أتوجه بالشكر لجميع من شاركوا وأرسلوا أعمالهم للمعرض السنوي ولجميع من تعاونوا بنوايا حسنة ووفق إمكانياتهم وبقدر فخمخم وتفهمهم متمنياً لو اتسعت مقالتي لهم جميعا
أطلقت غمامتي تلك لأستعيد في ذاتي الصفاء ولأمر ضمن هذا المعرض مختارا مما وصلني من صور أعلقها وأعلق عليها في سطور
بهذا الشكل يصير النقد بناء واللوحات المشاركة كما الأبناء أبحر معها عبر ومضات مشيراً إلى بعض التقاطاعات ( التأثر والتأثير ) التي تفرضها الثقافة والبيئة التي ينتمي لها الفنان أيضا وإلى غنى وتنوع يتبع لطرائق تفكير حرة أكثر تبصراً ورؤية شمولية تستطيع أن تميز ذاتها ضمن الدائرة الأوسع
قدم عيد النزهان مشهد انطباعي من طبيعة بيئة الدير متصيداً صفاً من الأشجار ضمن بادية بدوية اللون تغلب عليها درجات الأصفر وخضار الأغصان الموشح بالأهرة وعبر عجينة لونية واثقة وخبيرة
ومن مواضيع البورترية الواقعية التي حملت بصمة ميزت تجربة أصحابها عمل لنعيم شلش بدرجات رمادية متقاربة وكأننا نرى المشهد من خلال زجاج نافذة وهو يذكر عبر مجموعه اللوني بالمسحة اللونية للفنان الراحل للؤي كيالي
أيضاً البناء المتين والمدروس لعمل عبد المنان شما مؤكد على قوة التشريح التي تظهرها الظلال عبر عجينة واثقة ومجموع أكثر سطوعا لدرجات اللون الواحد
بينما لازال يتميز حسان أبو عياش بذاك البناء الهندسي والفراغي لمكعباته وقصوره الساكنة والمسكونة بروحه المعاصرة لذاك التطور في فن العمارة وذاك الازدحام الذي الهروب للفردية والأحلام بإعمار القضاء
كما تعكس واقعية أسامة دياب حساً تراجيدياً يتجلى من خلال تلك العلاقة الزاحفة مابين الظلال السوداء والسطوع المتوالد عنها وهو يميل لتأكيد ذاك التباين كما يتقن تلك التوليفة مابين واقعية الشكل الإنساني وأسلوبية فرشه وطرشه للون في الخلفية التي تتيح له المزيد من الحرية
ويؤلف عبد الستار عمرين لوحته من هياكل وملامح إنسانية تعبيرية تولد من التراب ومن قلب البيئة التي تنتمي اليها لتصل تكويناته بحس تجريدي يداعب المشاعر والأحاسيس
وترسم الظلال على جدران الأحياء التراثية ملامح تعبيرية تحكي قصص الحياة خلفها وأمامها لتذرف وكأنها تتبصر الحياة الحاضرة وما آلت إليه
يقدم فواز معراوي عمل واقعي له دلالته ورمزيته التي يشير لها من خلال رأس حصان
في حين يصير سطح العمل المقسم مكاناً للتجريب بطرائق مختلفة ضمن تلك المساحات والامتدادات الأفقية والمتقاطعة عند أنس حامد ليتحقق من خلالها تكوين هندسي يوحي عند البؤرة التي تشد العين بتشكيلات إنسانية وتعبيرية غاية في الجمال
أما لوحة فاطمة محمد فكانت خليطا من المفاهيم التقنية ابتداء من الحس الطباعي والتفريغي للوجه الموزع ذاته ضمن مكانين أو ثلاث إلى لمسات شفافة متقطعة وموزعة لفرشاة عريضة بلون أحادي وسيل متروك للألوان يعكس فهما لجمالية اللحظات العابرة لتنتمي لوحتها للأسلوب التجريدي رغم حضور الوجه الطباعي الواقعي
وعلى منوال التشكيل الطباعي تتلاقى وتتشايه على الساحة التشكيلية فكرة فرش الألوان من خلال أنسجة الستائر المثقوبة لينحى عمل عبير السراج باتجاه تلك الأسلوبية باحثة من خلالها عن لوحة تميزها وتحمل الخصوصية
ويبدو أثر البيئة واضحاً في أعمال فناني حماة إذ يتلاقى كل من محمد وائل المصري وراغب حواضري عبر مشهد واقعي مقتطف من البيئة حيث الناعورة على خلفية الأحياء والمباني الأثرية ليتبدى ذلك البعد والفضاء الرحب عند راغب الحواضري في حين تشغل المصري فكرة السطح والانطباعية بإحساس نقطي
ويقدم رامي صابور لوحته المعهودة عبر لمسات السكين الأفقية والسماكات اللونية الأزرق ومشتقاته ا والألوان المكملة لتتشكل الرماديات الناتجة عن إرهاق العجينة اللونية عبر الخلط فوق سطح العمل
بنما تتبدى شاعرية بولص سركو عبر الانسيابية والإيقاع الموسيقي للمساحة اللونية والشكل المحور الذي يوحي بمركب أو زورق يطفو مابين الماء والفضاء
ويبقى لفن السويداء نكهته الخاصة التي تتسم بأناقة تبتعد عن العبثية حتى عبر المعالجات التجريدية للمشهدية هذا ما نراه عند إيفا عباس لتكون لوحتها امتداد للوحة والدها جمال عباس ويحمل تأثيرات فنانين آخرين عبدالله أبو عسلي شفيق أشتي
وخارج السرب تأتي تعبيرية نغم نصر عبر الحركة التلقائية لخط يمهد لتشكيلات إنسانية تتأكد جماليتها بعدم اكتمالها وعلى خلفية الكولاج والتوشيحات بألوان الحيادية
وبحس شفاف تقدم سلام أحمد تكوين انطباعي متداخل مفرداته طاولة وصحن وكرسي وفاكهة لتغتني لوحتها عبر ذلك التكامل اللوني
ضمن ذلك المعرض الافتراضي عن مشاركتي أكتفي بالقول اللوحة مكان للتمرد للخروج عن المألوف لتلقيم الأحلام وإطلاقها في غفوة الوعي ليتشكل ذلك العالم الافتراضي المشبع بالرموز وبرغبات اللاوعي المخنوقة وسط عالم لازال ينحدر للهاوية