من عجائب عناية الله تعالي بالأيتام أن سخّر عبدا صالحا يركب البحر و يقطع خلالها مسافات لِينتهي سفره الي قرية فيُقيم فيها جدارا لِيتيمين يملكان مال تحته و لم يفعله العبد الصالح من تلقاء نفسه بل تدبير و أمر من رب العالمين أراد به حفظ مال اليتيمين لكي لا يضيع رزقهما قصّة في القرآن لا يُراد بها سرد تاريخ الامم و انما هي عبرة للناس لتُبين مدي عظمة اليتيم عند الله ، فمن رحمة الله ان وضع لليتيم مكانة كبيرة مما جعل من الأديبة و الفنانة التشكيلية سناء هيشري تتأثّر و تتعمّق في عالم اليُتم و تمزج الوانها و فنّها بقضيّة اجتماعية بأسلوب فني تشكيلي ، جمعت الفنانة سناء بين الرسم و الأدب و التشكيل ، و قد لفتت من خلال لوحاتها بمدي أهمية الفنون للتعريف بالقضايا الاجتماعية و لاسيما قضيّة اليتيم مشروعها الفني الجديد لسنة 2024 تحت عنوان : ” رحلة يتيم ” الذي ستحتاج لألف ليلة و ليلة من الحكايات المُشوّقة و تحليل للوحات فنية تعكس الطفولة و الأطفال الذين هم مستقبل عالمنا و بالتحديد اليتيم الذي حُرم من الأُمومة و قد وُلد هذا المشروع منذ سنتين من خلال زياراتها لديار الايتام و لقائها مع بعض الأطفال الذين حُرموا من الأمومة و الأبوة ، جعلها تستلهم فنّها و ترسم تلك النظرات البريئة و هذه الشخصيات اليتيمة التي حُرمت من أهم شيئ في الحياة فترسم لوحات بحجم كبير مرسومة بالوان زيتية و مختلطة تتصدّرها بورتريه لاطفال نذكر منها لوحة تحت عنوان: ” براءة” ” بُشْري” ” جنّاتْ” و “حورْ” و غيرها ففي كل مرّة كان لها زيارة في ديار الايتام تقصّ عليها المسؤولة حكايات هؤلاء الاطفال من هنا جمعت قصص واقعيّة و مزجتها مع خيالها و الكثير من الابداع للحصول علي لوحات و الوان لكل لوحة عنوان و حكاية و قصة من تأليفها الخاص و اعانة رب العالمين مشروعها الفني الجديد و لوحاتها الفنية مُقتبسة من الواقع و مستوحاة من رحلات الحياة و تستند إلي أحداث حقيقية و وفقاً لقصّة حقيقة…. كلمات و مشاعر لها تأثيرها الايجابي و مرآة تعكس الأمل و السعادة و الطاقة الايجابية و ذلك من خلال حرص الفنانة سناء لاختيار الالوان المناسبة و الموضوع و كل ما يخص لوحاتها ! تقول سناء هيشري : دار الايتام التي زرتُها كانت مثل صورة في إطار،و جدران هذه الدار لا تحمل ذكريات حياة هؤلاء الايتام فحسب ، بل تحمل أيضًا آلاف الأحلام و التّطلّعات و قد اسعدني جدًا أن أكون قادرة علي التواصل مع هؤلاء الاطفال لأنقل رسالة حب و لطف و شفقة من خلال ألواني و فني التشكيلي و لوحاتي الفنية موجهة الي العالم رسائل فنية بِلُغة الوحدة و في حديثها أعربت سناء بأنّ الفنون التشكيلية أفضل وسيلة للتعبير عن القضايا الاجتماعية من خلال الرسم و الالوان لِإيصال رسائل هادفة و خلق الوعي بهذه القضايا و ان المبدأ الذي يقوم عليه مشروعها للتبرّع بمبيعات كتابها و لوحاتها لدار الايتام ، هو ان يُقدّم الناس تبرّعاتهم و هم يستمتعون بالحصول علي لوحة تشكيلية و كتاب فني فعندما يُصبح وُجود كتاب و لوحة فنّيّة في البيت ضرورية كبقيّة المُستلزمات الأخري ، عندئذ يُمكن القول …. بأننا في طريق الرّقي و التّحضّر ! سناء هيشري اديبة ، باحثة و فنانة تشكيلية بلجيكيّة من اصول تونسيّة درست في الاكاديمية الملكية للفنون الجميلة ببروكسل عضوة في اتحاد الفنانين التشكيلين التونسيين مسيرة عقدين في مجال الفن التشكيلي و التدريس لقواعد و تقنيات الفنون الجميلة أقامت معارض فنية و فعاليات و دورات تدريبية و ورشات بين بروكسال و دبي و تونس ، كما تحصّلت علي العديد من الجوائز تقدير و تكريم لمساهمتها في تطوّر الفن التشكيلي في البلدان العربية اضافة إلي مشاركتها في لجان التقييم للمسابقات التشكيليّة … و قد صدر لها كتاب جديد عن دار نقوش عربية للنشر تحت عنوان: نضال من الوان” و كان توقيع كتابها بمدينة الثقافة تونس بحضور معالي سفيرة الامارات العربية بتونس الدكتورة ايمان احمد السلامي و وزير التربية والتعليم و و وزيرة الثقافة و وزيرة الصناعة و المناجم و قد وضعت فنّها التشكيلي لخدمة قضيّة اجتماعية و ذلك من خلال تبرّعها بجميع مبيعات كتابها لديار الايتام و المسنين ذوي الاحتياجات