الندوة الأولى
عقدت المؤسسة السورية الحضارية لمساندة المصابين والمتضررين وأسر الضحايا بمشاركة مؤسسة بالميرا لرعاية حقوق المرأة والطفل وملتقى السلام للمرأة السورية والمؤسسة السورية لرعاية الايتام والارامل ومؤسسة زنوبيا للمرأة ندوة حوارية بعنوان (معاناة الاسر السورية ما قبل الأزمة وبعد الأزمة) وبحضور عدد من أعضاء هذه المؤسسات. وذلك بتاريخ السبت 22/10/ 2016 وذلك في صالون المؤسسة السورية الحضارية
وقد كان المحاضرين في هذه الندوة:
الأستاذ باسل كويفي رئيس مجلس الأمناء للمؤسسة السورية الحضارية والسيدة ايمان فتيح رئيس ملتقى السلام للمرأة السورية.
بداية تحدث السيد كويفي عن الاسرة بانها هي الحاضن الأساسي للمجتمع السوري وقد أثبتت الاسرة السورية عبر التاريخ أنها من الأسر المنتجة والمحافظة والمتمسكة بالعادات والتقاليد وأنها أسرة مترابطة متماسكة تعمل سابقا" على التكافل الاجتماعي والمشاركات الاجتماعية وكانت حتى الحرب العالمية الأولى (عام 1917) وخروج المستعمر العثماني تتصف بالسلطة الذكورية فيها. وقد كان لها دور كبير خلال الاحتلال الفرنسي ومرحلة التنوير العربي فقد شاركت النساء السوريات في بعض النشاطات وفِي مقاومة المحتل الفرنسي وبرز دورهن على الأخص بعد خروج الاحتلال الفرنسي. ، كما كان لها (للاسرة والمرأة السورية) دور جيد خلال الحكومات الوطنية المتعاقبة ، ثم عندما حكم حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1963 شاركت النساء بشكل أوسع وبالأخص فئة الشباب في الحراك الشعبي انطلاقا أنه حزب علماني ، أما من ناحية التطبيق فقد كان تطبيقه بشكل محدود وكان حصرا" على بعض النشطاء وأصحاب النفوذ والمحسوبيات دون النظر أو التعديل بالمبادىء النظرية والتنفيذية ليصبح منسجما" ومتجاوبا" مع عصر العولمة والمشاركة الفعلية لفئات المجتمع في سياسات الحكومات الى أن وصلت رياح ما يسمى بالربيع العربي الى سوريا وذلك في ربيع عام 2011 بعد حرق البوعزيزي نفسه في تونس والذي أشعل هذا اللهيب الذي لم تنطفئ ناره الى الأن في المنطقة العربية.
ان معاناة الاسرة السورية قبل الأزمة كانت مرتبطة بمعاناة المجتمع السوري من حيث ارتباطها ببرامج التنمية المستدامة والتطوير والتنمية البشرية التي لم تصل الى المستوى المطلوب حيث كان هم الاسرة التعليم والصحة والتوظيف والموارد المالية والحصول على سكن وخصوصا للشباب وما يلحق بذلك من معاناة يعود اسبابها الى افتقاد برامج وخطط حكومية قابلة للتنفيذ تغطي الاحتياجات المستقبلية مما زاد الهجرة من الريف الى المدينة وادى الى تباين معيشي وخدمي وازدياد نسبة البطالة والإحساس باللامساواة والتمييز بين الناس من حيث الدخل والفقر والغنى ،
-ثم تحدثت السيدة ايمان فتيح عن معاناة الاسرة في ظل الازمة:
منذ بداية الازمة بدأت الاسرة السورية تدخل في حالات أزمات متلاحقة وبداية انعكس هذا الشيء على الاسر الفقيرة ثم بدأت تمتد الى الأسر المتوسطة ومع استمرار الأزمة بدأت أغلب الأسر السورية تبيع كل ممتلكاتها وتتصرف بما كانت تتدخره للأيام القاسية ومع استمرا الأزمة ودخول السلاح واستخدامه والتدخل الخارجي (العربي والإقليمي والدولي ) بدأت الازمة السورية تأخذ منحى أخر زاد في معاناة الأسرة وانعكاسها على جميع أفرادها وهذا بدوره انعكس على المجتمع وبدأت الأسر ذات الأحوال الميسورة بالتصرف ببيع ما تملك ومنها من هاجر خارج البلد ومنها من تضررت ممتلكاته ومعامله ومؤسساته كاملة وأصبح العديد من الاسر تهاجر خارج البلد أو من لم تسمح لهم الظروف نزحت الى مناطق أخرى اكثر امنا وهي المناطق التي تكون تحت سيطرة الدولة كما بدأت هذه الاسر تعاني من حالات خوف كبير على أبنائها كحالات الخطف والاعتقال وهذه العوامل كلها أدت الى ازدياد الهجرة الداخلية والخارجية.
والملاحظ انه حتى في حالات الهجرة نلاحظ حالات من الفرز كما يلي:
الأسر الفقيرة في مخيمات اللجوء في تركيا والأردن ولبنان
الاسر المتوسطة في الأردن ومصر ولبنان دون مخيمات
الاسر الغنية في الخليج العربي –تركيا -أوربا-قبرص
-نلاحظ من هذه القراءة الموجزة عن معاناة الأسر السورية تزداد يوما بعد يوم.
-بعد هذا التقديم الموجز بدأت عدد من المداخلات تمحورت حول كيفية إيجاد الية لتخفيف معاناة هذه الاسرة وماهي الامكانية التي يمكن تطبيقها في هذه الظروف الحالية.
-كما تم الحديث عن دور المؤسسات الحكومية المعنية بهذا الأمر وما هو دور منظمات المجتمع المدني وما هو دور المؤسسات والمنظمات الدولية المهتمة بهذا الشأن.
وسيتم طرح هذا النقاش على الجميع للوصول الى قواسم مشتركة تلبي تطلعات الاسرة السورية المستقبلية بما يساهم في التطوير ومرحلة اعادة البناء والذي عماده الاسرة والمجتمع السوري .
ختمت الندوة بتحديد موعد للندوة القادمة والتوجه بحضور أكبر عدد من السيدات المهتمات بالشأن النسوي وشان المجتمع المدني.
Discussion about this post