نهاد الصاحب ..
كاتبة و ناقدة سورية…
بالتاكيد اننا نتحدث بالحروف المكتوبة بالمداد وربما بالدماءعن اوضاعنا العربية الراهنةبعيدا عن السياسة والكيانية لاسباب انتمائية لا تخضع لفحص الدم وعلو الكعب ولا ترتبط بالمصالح الذاتية والمحاصصات الطائفية اللعينة التي ابتلينا بها شر ابتلاء والتي لا تزال تداعياتها السقيمة تعشعش وتبيض وتفرخ في عقول الكثيرين من مواطنينا وكانها حقائق انسانية وتاريخية ود ينية مسلم بهاعلى الرغم من مناداتنا فرادى او جماعات بالاخوة الوطنية والقومية والدينية وبوحدة الحياة والمصالح المشتركة والكاتب الملتزم بقضايا وطنه ومجتمعه يعاني كثيرا من الحصار والمحاربة من مواطنيه وقد يلجأ بعضهم الى ازدرائه والاستخفاف بافكاره بالرغم من كونها تنشد الى عزتهم ورفع شأنهم وتقوية بأسهم
هذه حالة معيبة قد تكون عربية هذا اعتقاد تؤكده الوقائع التي يصعب تجاهلها واخفاؤها كما تخفي النعامة راسها في الرمال حينما تداهمها بندقية الصياد فمن مآسينا العجراء الآخذة بالاتساع والتجذر نظرتنا للحياة من زوايا الخسارة والربح بالمقاييس المادية المجردة من القيم المجتمعية النبيلة على قاعدة معك ليرا تساوي ليرا أي ان الانسان الذي ميزه الله بالصورة والعقل والايمان ا مسى سلعة رخيصة تباع في اسواق النخاسين من المتمولين واصحاب الشأن والسلطان بغض النظر الى كينونته العلمية والاجتماعية والثقافية وهذه النظرة المادية اهانة مزدوجة ترقى الى درجة الانحطاط والتخلف وغضب الله على المترفين والمستكبرين في زمن تتسابق على معطياته الجماعات الحية من البشر المتمدن لاستقطاب القدرات التي يختزنها العلماء والمفكرون واصحاب العقول النابهة من عامة الناس والمعوزين لتحويلها الى طاقات فاعلة تساهم في اغناء المدنية بمنافع عالية وغالية من اجل استثمارها وافادة البشرية منها بينما علماؤنا ومفكرونا والمبدعون والغيارى على اوطانهم يعانون من الحاجة وذل السؤال او يخطفهم الموت من غير مشاهدة من يمشي في جنائزهم او من يقول فيهم كلمة رثاء او عزاء
هذا توصيف مقتضب وبسيط لم يأت به الكاتبة من خواء فليس من العدل مساءلتها ولو جزئيا عما ذهبت اليه من تحليل موضوعي واضح وشفاف تؤكده المشاهدات والمعايشات اليومية بلا الوان ومساحيق ورتوش غالبا ما يلجأ اليها ويستعملها العيارون والدهاقنة وتجار العقائد والاجساد في وسائلهم الاعلامية والاعلانية المتنوعة خاصة العربية منها لخداع الناس وتضليلهم بشعارات من التعصب والتفلت والكراهية ومن ثم استغلالهم وتسخيرهم لمصالحهم ومنافعهم الشخصية والفئوية والسياسية والدينية
ان مصائب الامم ليست بقلة الموارد والعوائد وكثرة المحاكم والقضاة وازدياد اعداد السجون وسراديب الاعتقال وبطش وتعنت رجال الشرطة والامن العام بل مصائبها الكبرى تكمن باقلام العبودية في معترك الحق والحرية- والحرية التي نعني هي حرية النظام والبناء والتوحد وليست حرية الفوضى والتخريب والتفرقة كما هي عليه احوالنا المتردية في كافة دولنا العربية من غير استثناء او ادعاء الفرادة والتميز وليس صحيحا القول ان الانسان العربي يملك نواصي الحرية الحقيقية في اقواله وافعاله فلو كان ذلك كذلك لكان هذا الانسان المسلوب الارادة والمنتهك في مختلف مجالات الحياة الراقية الجامعة والموحدة لكان محصنا من الازدواجية والخوف من السلطات القامعة ومن مثالب المداهنة التي امسى يجيدها بامتياز اتقاء من الاذى من قبل رجال السلطات الحاكمة واتباعها من الكذبة وكتاب التقارير المزيفة وتزلفا لبلوغ مكسب مادي او سياسي رخيص وهذه الحالة من الانحطاط والتخلف مشاهدة ولا تحتاج الى توضيح وتبيان
الكثيرون من الناس يعتقدون ان الحرية هي ان تعمل ما يطيب لك من الافعال وتتحدث مما ترغب من الاقوال وان تمارس حياتك بالطول والعرض كما يقال بالامثال من غير مراقبة او محاسبة فان كانت هذه الامور مرغوبة وفي معايشاتنا اليومية مطلوبة لكن لايجوز لها ان تخرج عن حدودها وسدودها لكي لا تؤثر سلباعلى الثوابت الاساسية للمجتنع تحت شعارات الحرية الشخصية التي تتخذ غطاءللوصول الى المآرب الخصوصية والفئوية التي قد تلحق اضرارا بالغة بالوطن والمواطنين الطيبين وهذ النوع من التردي والسقوط مشاهد بالصوت والصورة والكلمة المقالة والمكتوبة عبر اللواقط والنواطق والمنشورات
ما اوردناه باختصار يقودنا للقول ان الحرية الحقة هي حرية الانسان المجتمعي وليست حرية الانسان الفردي وهذا يعني انتفاء الفردية الانانية المنغلقة على ذاتها وملذاتها ونزواتها التي يتباهى بها المتباهون من البشر على اعتبارها من المقدسات يمارسون باسمها وتحت ستارها المفاسد والموبقات بكل افتخار ولا خجل اوحياء وما نشاهده بالشوارع والتجمعات وفي العديد من الفضائيات العربيات بالذات ما يندى له الجبين خجلا ويجعل من اليقين وجلا على المصير السيء الذي ينتظرنا جميعا وبلا استثناء ان بقينا على هذا الحال من الميعان والانسفال في عصر الانفتاح والامركة حتى الانبطاح لكي تدوسنا مجنزرات الغزاة واقدام جنودهم دون ان نقوى على رد الاذى الا بالصمت الذي هو اضعف الايمان
حقا ان مصيبتنا الكبرى ليست بتعدد المحاكم والقضاة وكثرة السجون والمعتقلات بل باقلام الوصولية والذاتية ونشر الفساد والكراهية في معارك الحق والكرامة والحرية فهل ندرك هذا سيداتي سادتي ام ماذا انتم فاعلون؟
كاتبة و ناقدة سورية…
بالتاكيد اننا نتحدث بالحروف المكتوبة بالمداد وربما بالدماءعن اوضاعنا العربية الراهنةبعيدا عن السياسة والكيانية لاسباب انتمائية لا تخضع لفحص الدم وعلو الكعب ولا ترتبط بالمصالح الذاتية والمحاصصات الطائفية اللعينة التي ابتلينا بها شر ابتلاء والتي لا تزال تداعياتها السقيمة تعشعش وتبيض وتفرخ في عقول الكثيرين من مواطنينا وكانها حقائق انسانية وتاريخية ود ينية مسلم بهاعلى الرغم من مناداتنا فرادى او جماعات بالاخوة الوطنية والقومية والدينية وبوحدة الحياة والمصالح المشتركة والكاتب الملتزم بقضايا وطنه ومجتمعه يعاني كثيرا من الحصار والمحاربة من مواطنيه وقد يلجأ بعضهم الى ازدرائه والاستخفاف بافكاره بالرغم من كونها تنشد الى عزتهم ورفع شأنهم وتقوية بأسهم
هذه حالة معيبة قد تكون عربية هذا اعتقاد تؤكده الوقائع التي يصعب تجاهلها واخفاؤها كما تخفي النعامة راسها في الرمال حينما تداهمها بندقية الصياد فمن مآسينا العجراء الآخذة بالاتساع والتجذر نظرتنا للحياة من زوايا الخسارة والربح بالمقاييس المادية المجردة من القيم المجتمعية النبيلة على قاعدة معك ليرا تساوي ليرا أي ان الانسان الذي ميزه الله بالصورة والعقل والايمان ا مسى سلعة رخيصة تباع في اسواق النخاسين من المتمولين واصحاب الشأن والسلطان بغض النظر الى كينونته العلمية والاجتماعية والثقافية وهذه النظرة المادية اهانة مزدوجة ترقى الى درجة الانحطاط والتخلف وغضب الله على المترفين والمستكبرين في زمن تتسابق على معطياته الجماعات الحية من البشر المتمدن لاستقطاب القدرات التي يختزنها العلماء والمفكرون واصحاب العقول النابهة من عامة الناس والمعوزين لتحويلها الى طاقات فاعلة تساهم في اغناء المدنية بمنافع عالية وغالية من اجل استثمارها وافادة البشرية منها بينما علماؤنا ومفكرونا والمبدعون والغيارى على اوطانهم يعانون من الحاجة وذل السؤال او يخطفهم الموت من غير مشاهدة من يمشي في جنائزهم او من يقول فيهم كلمة رثاء او عزاء
هذا توصيف مقتضب وبسيط لم يأت به الكاتبة من خواء فليس من العدل مساءلتها ولو جزئيا عما ذهبت اليه من تحليل موضوعي واضح وشفاف تؤكده المشاهدات والمعايشات اليومية بلا الوان ومساحيق ورتوش غالبا ما يلجأ اليها ويستعملها العيارون والدهاقنة وتجار العقائد والاجساد في وسائلهم الاعلامية والاعلانية المتنوعة خاصة العربية منها لخداع الناس وتضليلهم بشعارات من التعصب والتفلت والكراهية ومن ثم استغلالهم وتسخيرهم لمصالحهم ومنافعهم الشخصية والفئوية والسياسية والدينية
ان مصائب الامم ليست بقلة الموارد والعوائد وكثرة المحاكم والقضاة وازدياد اعداد السجون وسراديب الاعتقال وبطش وتعنت رجال الشرطة والامن العام بل مصائبها الكبرى تكمن باقلام العبودية في معترك الحق والحرية- والحرية التي نعني هي حرية النظام والبناء والتوحد وليست حرية الفوضى والتخريب والتفرقة كما هي عليه احوالنا المتردية في كافة دولنا العربية من غير استثناء او ادعاء الفرادة والتميز وليس صحيحا القول ان الانسان العربي يملك نواصي الحرية الحقيقية في اقواله وافعاله فلو كان ذلك كذلك لكان هذا الانسان المسلوب الارادة والمنتهك في مختلف مجالات الحياة الراقية الجامعة والموحدة لكان محصنا من الازدواجية والخوف من السلطات القامعة ومن مثالب المداهنة التي امسى يجيدها بامتياز اتقاء من الاذى من قبل رجال السلطات الحاكمة واتباعها من الكذبة وكتاب التقارير المزيفة وتزلفا لبلوغ مكسب مادي او سياسي رخيص وهذه الحالة من الانحطاط والتخلف مشاهدة ولا تحتاج الى توضيح وتبيان
الكثيرون من الناس يعتقدون ان الحرية هي ان تعمل ما يطيب لك من الافعال وتتحدث مما ترغب من الاقوال وان تمارس حياتك بالطول والعرض كما يقال بالامثال من غير مراقبة او محاسبة فان كانت هذه الامور مرغوبة وفي معايشاتنا اليومية مطلوبة لكن لايجوز لها ان تخرج عن حدودها وسدودها لكي لا تؤثر سلباعلى الثوابت الاساسية للمجتنع تحت شعارات الحرية الشخصية التي تتخذ غطاءللوصول الى المآرب الخصوصية والفئوية التي قد تلحق اضرارا بالغة بالوطن والمواطنين الطيبين وهذ النوع من التردي والسقوط مشاهد بالصوت والصورة والكلمة المقالة والمكتوبة عبر اللواقط والنواطق والمنشورات
ما اوردناه باختصار يقودنا للقول ان الحرية الحقة هي حرية الانسان المجتمعي وليست حرية الانسان الفردي وهذا يعني انتفاء الفردية الانانية المنغلقة على ذاتها وملذاتها ونزواتها التي يتباهى بها المتباهون من البشر على اعتبارها من المقدسات يمارسون باسمها وتحت ستارها المفاسد والموبقات بكل افتخار ولا خجل اوحياء وما نشاهده بالشوارع والتجمعات وفي العديد من الفضائيات العربيات بالذات ما يندى له الجبين خجلا ويجعل من اليقين وجلا على المصير السيء الذي ينتظرنا جميعا وبلا استثناء ان بقينا على هذا الحال من الميعان والانسفال في عصر الانفتاح والامركة حتى الانبطاح لكي تدوسنا مجنزرات الغزاة واقدام جنودهم دون ان نقوى على رد الاذى الا بالصمت الذي هو اضعف الايمان
حقا ان مصيبتنا الكبرى ليست بتعدد المحاكم والقضاة وكثرة السجون والمعتقلات بل باقلام الوصولية والذاتية ونشر الفساد والكراهية في معارك الحق والكرامة والحرية فهل ندرك هذا سيداتي سادتي ام ماذا انتم فاعلون؟
Discussion about this post