نداء الى كل السوريين الشرفاء المقاومين والصامدين
عليكم ان تنسوا جراحكم الناذة من اجل تضميد جراح امتكم النازفة
هذه المقولة المجيدة برسم كل مواطن سوري يغار على سوريته ووطنه وقوميته ليتخذها شعارا له يمارس بمضمونه مواطنيته بشرف وصدقية بعيدا المماحكات الشخصية التي غالبا ماتكون مبنية على امور سياسية او مصلحية او حزبية وفئوية تأتت عن اوضاع مغايرة للقوانين والخيارات المدنية في معظم اجهزة السلطة الحاكمة وعبر دوائرها الامنية والادارية وربما القضائية ايضا ومثل هذه الامور لا تخلو منها المجتمعات الانسانية حتى تلك التي وصلت الى مراتب عالية بالديموقراطية الحقيقية ولو باقدار مختلفة في الكبر والاتساع
لكن الشعوب الحية تتجاوز تلك المماحكات والخلافات مهما كانت شدتها عندما تتعرض للخطر من اعداء الداخل والخارج على السواء متناسية جراحها البسيطة النافذة التي يسهل مدواتها والشفاء منها من اجل ايقاف نزيف الدم من جسد اوطانها
ليس من غثواء القول ان نادرا ما نلحظ مواطنا او اكثر لم يتأذى في سياق حياته العملية او السياسية والاجتماعيةمن السلطة الحاكمة في بلاده خاصة من الجهات الامنية فيها وهذه الحالة مشاهدة في مختلف البلاد التي تفتقر الى الحدالامثل من الحرية والديمقراطية خاصة التي منها محكومة بالمقراطية من المقراط اومن العصى القاسية التي تقرط الجلد قرطا وللكاتبة مقالة عنوانها( الديموقراطية العربية بين المقراط والمقراطية )سيعاد نشرها للمرة الخامسة عما قريب
والسلطة السورية ليست استثناء وكذلك الحال بالنسبة للمواطنين السوريين الذين منهم قد تضرروا باشكال متنوعة ومتمايزة والكاتبة في طليعتهم من قبل السلطات الحاكمة وهي سلطات تداولت الحكم بنظام الحزب الواحد المميز بنص دستوري عن باقي الاحزاب السورية حتى تلك المتحالفة معها وهذه الميزة هى التي مكنت قبضة السلطة الامنية على كثير من مفاصل الدولة حتى القضائية منها
باعتراف فخامة رئيس الجمورية السورية بذلك في العديد من اللقاءات والمواقف وهذه حالة جيدة متقدمة تكتب لفخامته على سجل سيرته الذاتية الانسانية الرافضة للعنف والفوقية التي تراها الكاتبة ماثلة عند الخط الثاني في متن السلطة الحاكمة ولدى كتاب التقارير في الدائرة السلطوية الدنيا
وحيال هذه الاشكاليات التي غالبا ما تكون عربية في نوعيتها ومضامينها وتداعياتها يبقى القول الفصل لاصالة المواطن وعمق تجذره في ترابه الوطني الذي هو اقدس من كل المطالبات الذاتية والثأرات السياسية والطائفية والحزبية وهنا تتبدى لنا هذه الحالة المواطنية المجيدة التي من مبادئها الاساسية اعتبار مصلحة الوطن فوق كل مصلحة مهما كانت شعاراتها ومعطياتها وبالايمان بان الدماء التي تجري في عروقنا هي ملك الامة فينا متى طلبتها وجدتها وبهذا الايمان تتعزز الامة ويقوى ساعد الوطن عند ئذ تمسي التضحية بالذات حقيقة مستوجبة الاداء خاصة عندما تعصف بالوطن الاخطار من قبل الاعداء الخارجيين والداخليين
ان الاهابة بالمواطنين السوريين على مختلف انتماءاتهم السياسية والدينية والمذهبية لكي ينسوا جراحهم النافذة في سبيل تضميد جراح امتهم النازفة
ان سوريا تناشد مواطنيها في هذه الايام الصعبة والعصيبة من تاريخها لكي يصطفوا جنبا الى جنب لمواجهة المؤامراة الكبيرة التي تتولاها الدول الغربية بقيادة امريكا وبتمويل وتشجيع من بعض الدول العربية( الشقيقة) والاسلامية (الصديقة) التي كشفت عن انيابها السامة ونواياها الخبيثة للنيل من قامة سوريا المديدة تحت عناوين سياسية ومذهبية لعينة تستنفر الغوغاء والغيارين والحاقدين على وطنهم ومواطنيهم بشتى انواع الاستنفار السياسي والطائفي اللعين من خلال تصريحات وتهديدات وفتوات من قنوات ساقطة لقيطة يعيش العاملون فيها على معالف من المال الحرام شأنه اثارة الفتن والتحريض على القتل والتخريب والارهاب وقتل الانفس والتنكيل بالجثث كما هو الحال في سوريا التي لم تعهد طيلة تاريخها الطويل مثل هذه الثقافة الصحراوية المتوحشة تقترف باسم الدين المنزل برب العالمين
فيا ايها المواطنون السوريون ان سوريا وطنكم وميراث ابناؤكم واحفادكم
كونوا لها عونا على اعدائها من يهود العرب بالمقام الاول المتربصون بها الشر والعدوان ولا تأخذكم الشفقة بالذين يقتلون ويخربون ويقطعون اجساد مواطنيكم بالسواطير ويكبرون ولا تنسوا اصراركم على المطالبة بحريتكم اولا بالغاء ما يمس كرامتكم من مواد دستورية مميزة بائسة لتستقم الامور وتعم المساواة فسوريا للشرفاء والوطن وطنكم وليس وطن الحزب او المذهب او الدين وان لم تكونوا احرارا من امة حرة فحريات الامم عار عليكم والحرية المعنية هي حرية النظام وليس حرية الفوضى والقتل والتخريب والحياة وقفة عز فقط ولتحيا سوريا رغما عن الذين كانوا وما برح بعضهم يغتالون او يزجون بالسجون من كان يهتف بحياتها ولا تزال بقاياهم خانسة في بعض مفاصل السلطة يتلذذون بالتهام ونهب خيراتها منذ سنوات طويلةمن غير مساءلة حتى التكرش وبعضهم خارجها من بعثيين متعفلقين ومستاسدين واضرابهما وشيوعيين ساقطين و اخوان مسلمين عملاء ومجرمين ومسؤلين وموظفين فاسدين
نهاد الصاحب
كاتبة و ناقدة سورية
Discussion about this post