بقلم د. عاصم قبطان
أصبح من الضرورة بمكان لكل عاقل أن يعيد النظر على ما اصطلح على تسميته بالثورة العربية الكبرى ( ثورة الشريف حسين ) .
هل كانت فعلاً ثورة ، و لماذا قامت في تلك المرحلة ، و هل كان علم الثورة العربية الكبرى الذي اعتمد لاحقاً من حزب البعث العربي الإشتراكي يمثل فعلا وحدة الأمة العربية ، و لماذا فشل حزب الوحدة و الحرية و الإشتراكية في توحيد أمة العرب بعد 8 آذار 1963 و من يحمل المسؤولية معه في فشل استعادة الوحدة العربية أو بناؤها من جديد وعلى أسسِ متينة و راسخة ، يجب أن نتخلى عن الأنا و يجب أن نحجم عن الاتهامات ، أسئلة عديدة بحاجة لإجابات ، هل كانت فعلاً ثورة عربية كبرى ، و كيف تم إسقاط الأمير فيصل ملكاً على سورية ، و كيف تم إسقاط ذات الأمير عن عرش سورية ليصبح مباشرةً ملكاً على العراق ، و كيف تمت صياغة إمارة شرق الأردن لتصبح المملكة الأردنية الهاشمية و ليتربع على عرشها ملك آخر عبد الله شقيق ملك العراق فيصل و كأنها مجموعة مزارع تم تقاسمها ما بين الإخوة ، و أين كان لورنس العرب من كل هذا ، و أين انتهى المقام بالشريف حسين ، بعد أن أصبح أبو الملوك ، و كيف ظهرت القومية الطورانية التي أسس لها كمال أتاتورك الذي جيء به للقضاء على السلطنة العثمانية ، و ما علاقة ذلك برفض السلطان العثماني عبد الحميد إعطاء وطن قومي لليهود في فلسطين ، و أخيراً و رغم كل إحترامنا و ترحمنا على شهداء السادس من أيار الذين أعدمهم جمال باشا السفاح من عبد الحميد الزهراوي إلى رفيق رزق سلوم و الباقين من الشهداء كيف نشأت فكرة القومية العربية لديهم و هل كان لهذا التواقت تفسير ما بين ظهور القومية الطورانية ، و بعد ذلك ظهور القومية العربية ، أسئلة لا تنتهي و بحاجة لإجابات مفصلة بقدر الإمكان و ليست إجابات فيسبوكية ، نقول هذا الكلام للأجيال الصاعدة التي ضاعت ما بين المد القومي العربي بأحزابه المختلفة على طول البلاد العربية من المحيط إلى الخليج ، و أخيراً أين تقف المقاومة و الممانعة ضد إسرائيل وهي في موقفٍ لا تحسدُ عليه لانغماسها في المستنقع السوري ، و كيف لها أن تجسد آمال السوريين و الفلسطينيين في القضاء على إسرائيل .
Discussion about this post