أليس الله من خلقنا من نفس واحدة، ومن دم واحد، فهل من المعقول أن يفرق بيننا، ويعطي سلطة وصلاحية لقوم، أو لعرق ليتسلطوا على باقي البشر؟ إن ما يهم كافة الناس على مختلف ألوانهم، وأعراقهم، ومناطقهم، ومعتقداتهم، تحقيق مصالحهم، والمساواة بينهم وأن يكونوا آمنين مطمئنين في بيوتهم، ومناطقهم، وبلدانهم.
أو ليس كل الأنبياء أرسلوا من عند الله؟ أو ليست كل الكتب السماوية من عند الله؟ وإذا اختلفنا على ذلك فلنناقش المسألة من منظور منطقي وعقلاني إنساني، فبالمعنى المزاجي كلنا أبناء الله، وبالمعنى العقائدي كلنا عباد الله، وبالمعنى والمفهوم البشري وبالمنطق كلنا أبناء آدم وحواء، إذاً كلنا أخوة في الإنسانية.
وبالنتيجة كلنا يعبد الله على طريقته وحسب قناعاته (والسؤال: هل عبد موسى ربه كما عبده إبراهيم أو عيسى أو محمد؟) وهل عبدوه تحت مسمى واحد؟ فهل كفروا بعضهم البعض؟ أم أنهم عبدوا خالق السماوات والأرض وما بينهما؟ ألم يدعو إلى المحبة والمسامحة ألم يعملوا على تحقيق المساواة لجميع الناس؟ إذاً كلنا نعبد خالق السماوات والأرض. فأنا أسميه الله، وأنت تسميه god، وهو يسميه خوديه، والآخر يسميه بوذا، فالمهم بالنسبة للجميع ألا تؤذي الآخرين ولاتتعدى على حقوقهم وممتلكاتهم ولاتضرهم.
أما بالنسبة لمعتقدي فلا علاقة لأحد به . بماذا سأسمي الخالق ولا بكيفية عبادتي له، فهناك الكثير ممن يلبسون عباءة الأديان (يستغلون الناس والدين نفسه) لست أنت من ستحاسبني على معتقدي وعبادتي إنما هو (الخالق)
وبالتوازي مع ما سبق نجد أن التطرف اللاديني أو ما يسمى (العلمانية) والذين ينادون بها بشكل غير مقبول مجتمعياً، يؤثرون سلباً على التطرف الديني مما يؤجج الخلافات بين الأديان والطوائف.
هل كنا كذلك قبل 2011؟ الأكيد أننا لا نريد الدواعش والنصرة وكل أنواع التطرف التي تستخدم الأديان للوصول إلى مآربها، وبنفس الوقت لا يمكن تأييد العلمانية وأطروحاتها وخصوصاً من بعض الذين يؤججون الشعور العقائدي رداً على ما يقوم به من يسمون أنفسهم علمانيين وقد أتخذوا هذا المسمى ليوجدوا أنفسهم فيه، وقد أصبحوا مغالين لدرجة شتمهم وسبهم والاستهزاء بمن يعتبره الآخرين رمزاً مقدساً، والواضح أن أغلبهم لم يجدوا لأنفسهم مكاناً، فاتخذوا العلمانية شعاراً لهم يقدسونه، وقد جعلوه معتقداً لهم يحاربون الآخرين به رغم أنهم يغالطون أنفسهم ويقفون بوجه الأغلبية من حولهم ليقولوا نحن موجودون، نحن هنا أو لأسباب أخرى نجهلها، ولماذا لا يقوم هؤلاء المتنطحين بالدعوة إلى مراجعة التلمود وأن يشنوا حملة على (النشيد الإسرائيلي) الذي يدعو للقتل، وسفك الدماء بكل وقاحة و يقتصروا بشن حملاتهم على الدين الاسلامي.؟؟؟؟
من هنا، ولذلك يجب علينا إيجاد آلية لضبط الشارع، والحفاظ على القيم، والمبادئ، والأخلاق، وتنميتها وصقلها، هذا ما يجب علينا الالتزام به، واتخاذه كمعتقد لجميع السوريين ولجميع الأديان والأعراق، وهذا ما يتفق عليه جميع السوريين وجميع الأديان بدل ترك الأمور تسير إلى الهاوية إما مجتمع ديني متطرف، أو علمانية متطرفة تأخذنا إلى مجتمع مفكك ستكون نتائجه وخيمة قريباً.
إن الواقع الافتراضي الذي يعمل عليه البعض من هنا أو هناك، والمغالاة في الدفاع عن حقوق المرأة والطفل متمسكين بحقوق الأقليات ومتمسكين بما تنادي به بعض المنظمات الدولية سواء أكانت تتناسب مع معتقداتنا وقيمنا وعاداتنا وأخلاقنا أم لا، ليقوموا بتفسيرها وتوجيهها على هواهم والمزاودة فيها وما يفعلونه ويسعون لنشره بالشوارع، أو الحدائق والأماكن العامة من لباس سافر و تصرفات اخرى مشينة (إن ما تلبسه الهنديات أو ما يلبسه الهنود لا يصح في مجتمعنا، وما يقوم به الشباب في أوروبا من تعاطي المخدرات في الشوارع والحدائق وغير ذلك لا يصح عندنا وفي مجتمعنا) مع إنها حريات ومقوننة عندهم وما يصح عندنا لا يصح عندهم، اما الدفاع عن حقوق الأقليات فماهي إلا جزء من أفكار (ميكا فيلي) لترسيخ حوكمة الرأسماليين الذين يسيطرون على العالم، حتى وصل البعض للمطالبة بأن يسجل الطفل على اسم الزوجة وليس الزوج .
إن كل ذلك وكل المؤتمرات والندوات والورشات التي تقوم بها تلك المنظمات إنما هي دراسة للمجتمع، واستمزاج رأيه ليدرسوا كيفية تحقيق أهدافهم وصولاً إلى تفكيك الجيل والأجيال القادمة من خلال دس بعض الأشخاص، والنساء ليعرضوا أفكاراً وآراء معينة مدروسة ليقوموا بتنفيذها في بعض الحالات وتجنيد البعض بما يتناسب مع هواهم وأفكارهم من حيث يدري أو لا يدري ليقوموا مقامهم ويأخذوا أدوارهم، ومن قلب المجتمع نفسه وبدون تكلفة تذكر(بسعر بخس) مثلما فعلوا عسكرياً ولم يستطيعوا الوصول إلى مبتغاهم، ولكن الأمر هنا مختلف وأخطر، فالمنظمات والمؤسسات الدولية أغلبها موجود لدراسة هذه المجتمعات مستخدمين ما ذكرناه سابقاً (حقوق المرأة والطفل) عن طريق الورشات والمؤتمرات والإعلام للتلاعب وتوجيه المجتمع نفسياً وعقلياً للنقطة التي يريدون الوصول إليها.
وعليه فلابد لنا من العمل على إيجاد آلية عمل توعوية منظمة هادفة، وسن قوانين صارمة لردع المتطرفين والمنحرفين من كافة الأطراف، والعمل على تنقية وصقل العقول، وترسيخ القيم والمبادئ الأخلاقية والمجتمعية، وإقامة الندوات، وتفعيل دور الإعلام للوقوف بوجه هذه المخططات قبل أن تتجذر في المجتمع.
ماهر كرم
أو ليس كل الأنبياء أرسلوا من عند الله؟ أو ليست كل الكتب السماوية من عند الله؟ وإذا اختلفنا على ذلك فلنناقش المسألة من منظور منطقي وعقلاني إنساني، فبالمعنى المزاجي كلنا أبناء الله، وبالمعنى العقائدي كلنا عباد الله، وبالمعنى والمفهوم البشري وبالمنطق كلنا أبناء آدم وحواء، إذاً كلنا أخوة في الإنسانية.
وبالنتيجة كلنا يعبد الله على طريقته وحسب قناعاته (والسؤال: هل عبد موسى ربه كما عبده إبراهيم أو عيسى أو محمد؟) وهل عبدوه تحت مسمى واحد؟ فهل كفروا بعضهم البعض؟ أم أنهم عبدوا خالق السماوات والأرض وما بينهما؟ ألم يدعو إلى المحبة والمسامحة ألم يعملوا على تحقيق المساواة لجميع الناس؟ إذاً كلنا نعبد خالق السماوات والأرض. فأنا أسميه الله، وأنت تسميه god، وهو يسميه خوديه، والآخر يسميه بوذا، فالمهم بالنسبة للجميع ألا تؤذي الآخرين ولاتتعدى على حقوقهم وممتلكاتهم ولاتضرهم.
أما بالنسبة لمعتقدي فلا علاقة لأحد به . بماذا سأسمي الخالق ولا بكيفية عبادتي له، فهناك الكثير ممن يلبسون عباءة الأديان (يستغلون الناس والدين نفسه) لست أنت من ستحاسبني على معتقدي وعبادتي إنما هو (الخالق)
وبالتوازي مع ما سبق نجد أن التطرف اللاديني أو ما يسمى (العلمانية) والذين ينادون بها بشكل غير مقبول مجتمعياً، يؤثرون سلباً على التطرف الديني مما يؤجج الخلافات بين الأديان والطوائف.
هل كنا كذلك قبل 2011؟ الأكيد أننا لا نريد الدواعش والنصرة وكل أنواع التطرف التي تستخدم الأديان للوصول إلى مآربها، وبنفس الوقت لا يمكن تأييد العلمانية وأطروحاتها وخصوصاً من بعض الذين يؤججون الشعور العقائدي رداً على ما يقوم به من يسمون أنفسهم علمانيين وقد أتخذوا هذا المسمى ليوجدوا أنفسهم فيه، وقد أصبحوا مغالين لدرجة شتمهم وسبهم والاستهزاء بمن يعتبره الآخرين رمزاً مقدساً، والواضح أن أغلبهم لم يجدوا لأنفسهم مكاناً، فاتخذوا العلمانية شعاراً لهم يقدسونه، وقد جعلوه معتقداً لهم يحاربون الآخرين به رغم أنهم يغالطون أنفسهم ويقفون بوجه الأغلبية من حولهم ليقولوا نحن موجودون، نحن هنا أو لأسباب أخرى نجهلها، ولماذا لا يقوم هؤلاء المتنطحين بالدعوة إلى مراجعة التلمود وأن يشنوا حملة على (النشيد الإسرائيلي) الذي يدعو للقتل، وسفك الدماء بكل وقاحة و يقتصروا بشن حملاتهم على الدين الاسلامي.؟؟؟؟
من هنا، ولذلك يجب علينا إيجاد آلية لضبط الشارع، والحفاظ على القيم، والمبادئ، والأخلاق، وتنميتها وصقلها، هذا ما يجب علينا الالتزام به، واتخاذه كمعتقد لجميع السوريين ولجميع الأديان والأعراق، وهذا ما يتفق عليه جميع السوريين وجميع الأديان بدل ترك الأمور تسير إلى الهاوية إما مجتمع ديني متطرف، أو علمانية متطرفة تأخذنا إلى مجتمع مفكك ستكون نتائجه وخيمة قريباً.
إن الواقع الافتراضي الذي يعمل عليه البعض من هنا أو هناك، والمغالاة في الدفاع عن حقوق المرأة والطفل متمسكين بحقوق الأقليات ومتمسكين بما تنادي به بعض المنظمات الدولية سواء أكانت تتناسب مع معتقداتنا وقيمنا وعاداتنا وأخلاقنا أم لا، ليقوموا بتفسيرها وتوجيهها على هواهم والمزاودة فيها وما يفعلونه ويسعون لنشره بالشوارع، أو الحدائق والأماكن العامة من لباس سافر و تصرفات اخرى مشينة (إن ما تلبسه الهنديات أو ما يلبسه الهنود لا يصح في مجتمعنا، وما يقوم به الشباب في أوروبا من تعاطي المخدرات في الشوارع والحدائق وغير ذلك لا يصح عندنا وفي مجتمعنا) مع إنها حريات ومقوننة عندهم وما يصح عندنا لا يصح عندهم، اما الدفاع عن حقوق الأقليات فماهي إلا جزء من أفكار (ميكا فيلي) لترسيخ حوكمة الرأسماليين الذين يسيطرون على العالم، حتى وصل البعض للمطالبة بأن يسجل الطفل على اسم الزوجة وليس الزوج .
إن كل ذلك وكل المؤتمرات والندوات والورشات التي تقوم بها تلك المنظمات إنما هي دراسة للمجتمع، واستمزاج رأيه ليدرسوا كيفية تحقيق أهدافهم وصولاً إلى تفكيك الجيل والأجيال القادمة من خلال دس بعض الأشخاص، والنساء ليعرضوا أفكاراً وآراء معينة مدروسة ليقوموا بتنفيذها في بعض الحالات وتجنيد البعض بما يتناسب مع هواهم وأفكارهم من حيث يدري أو لا يدري ليقوموا مقامهم ويأخذوا أدوارهم، ومن قلب المجتمع نفسه وبدون تكلفة تذكر(بسعر بخس) مثلما فعلوا عسكرياً ولم يستطيعوا الوصول إلى مبتغاهم، ولكن الأمر هنا مختلف وأخطر، فالمنظمات والمؤسسات الدولية أغلبها موجود لدراسة هذه المجتمعات مستخدمين ما ذكرناه سابقاً (حقوق المرأة والطفل) عن طريق الورشات والمؤتمرات والإعلام للتلاعب وتوجيه المجتمع نفسياً وعقلياً للنقطة التي يريدون الوصول إليها.
وعليه فلابد لنا من العمل على إيجاد آلية عمل توعوية منظمة هادفة، وسن قوانين صارمة لردع المتطرفين والمنحرفين من كافة الأطراف، والعمل على تنقية وصقل العقول، وترسيخ القيم والمبادئ الأخلاقية والمجتمعية، وإقامة الندوات، وتفعيل دور الإعلام للوقوف بوجه هذه المخططات قبل أن تتجذر في المجتمع.
ماهر كرم
Discussion about this post